تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولصعوبة المقام وما فيه من الأخطار والآلام سلى الله نبيه صلى الله عليه وسلم فقال تعالى ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين وقال الله تعالى قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون وقال تعالى كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون وقال تعالى ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون وقال تعالى وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشى به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك 63 زين للكافرين ما كانوا يعملون وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون إلى غير ذلك من الآيات والدلالات الواضحات ففي الأنبياء الذين هم أشرف الخلق عليهم أفضل صلى الله عليه وسلم مسلاة لأتباعهم واعتبار بأحوالهم واعتصام وما أتى أحد قط أحدا بمخالفة هواه إلا ساءه وأذاه إلا من عصم الله 87: 2 أفكلما جاءكم

رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون وهؤلاء الذين اتسموا بسمة الاتحاد وقد ألفهم الطغام من الأنام لما غروهم به من إظهار التصوف ليأخذوهم من المأمن وما دروا أن الصوفية أشد الناس تحذيرا منهم وتنفيرا للعباد عنهم

الرأي في سلف الصوفية

فإن المحققين منهم والمحققين بنوا طريقهم على الاقتداء بالكتاب والسنة كما نقل القاضي عياض في أوائل القسم الثاني من الشفاء فيما يجب من حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم عن الحسن رحمه الله أنه قال إن أقواما قالوا يا رسول الله إنا نحب الله فأنزل الله تعالى قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله وعنه أنه قال عمل قليل في سنة خير من عمل كثير في بدعة وعن أبي عثمان الحيري أنه قال من أمر على نفسه السنة قولا وفعلا نطق بالحكمة ومن أمر الهوى على نفسه نطق بالبدعة وقال سهل ابن عبد الله التستري أصول مذهبنا ثلاثة الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في الأخلاق والأفعال والأكل من الحلال وإخلاص النية في جميع

الأعمال وفي كتب القوم كالرسالةوالعوارف من ذلك شيء كثير والشهادة على من قال الحقيقة خلاف الشريعة بالزندقة وأن الطرق كلها مسدودة إلا على من اقتفى أثر الرسول صلى الله عليه وسلم قاله الجنيد وقال أبو عثمان الحيري خلاف السنة في الظاهر علامة رياء في الباطن وقال النووي من ادعى حالا يخرجه من حد العلم الشرعي فلا تقربن منه وقال الخراز كل باطن يخالفه ظاهر فهو باطل وقال القشيري حكم الوقت فيما ليس لله فيه أمر إذ التضييع لما أمرت به والإحالة على التقدير وعدم المبالاة بما يحصل من التقصير خروج عن الدين وقال السهروردي في قوم تسموا

بالملامتية إنهم في غرور يزعمون أن الارتسام بالشريعة رتبة العوام وهذا عين الإلحاد وكل حقيقة ردتها الشريعة فهي زندقة وكذا قال الشيخ 64 عبد القادر الكيلاني وقال القشيري من كان سكره بحظ مشوبا كان صحوه بحظ صحيح مصحوبا ومن كان محقا في حاله كان محفوظا في سكره والعبد في حال سكره يشاهد الحال وفي حال صحوه يشاهد العلم إلا أنه في حال سكره محفوظ لا بتكلفه وفي حال صحوه متحفظ بتصرفه ومن شرط الولي أن يكون محفوظا كما أن من شرط النبي أن يكون معصوما وإنما نقلت هذه النبذة الماضية من الشفاء ليعلم أن طريق

الفقهاء هي طريق الصوفية هذا ما بنى عليه الصوفية أمرهم وأما هؤلاء الذين تشبهوا بهم ونبه العلماء حتى الصوفية على أنهم ليسوا منهم ودلسوا على الناس ولبسوا أحوالهم ليقطعوا الطريق على أهل الله وهم يظهرون أنهم منهم

منابذة الصوفية للعقل والشرع

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير