تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقوله تعالى 31: 9 اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وقوله تعالى 31: 19 هل تعلم له سميا ولأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتاله لكل من سمى شيئا غير الله إلها فقال شعر

فبي دارت الأفلاك فأعجب لقطبها ... المحيط بها والقطب مركز نقطتي

فمن قال أو من طال أو صال إنما ... يمن بإمدادي له برقيقة

وما سار فوق الماء أو طار في الهوا ... أو اخترق النيران إلا بهمتي

وعني من أمددته برقيقة ... تصرف عن مجموعة في دقيقة

ومني لو قامت بميت لطيفة ... لردت إليه نفسه وأعيدت

ولا تحسبن الأمر عني خارجا ... فما ساد إلا داخل في عبودتي

فلا حي إلا عن حياتي حياته ... وطوع مرادي كل نفس مريدة

ولولاي لم يوجد وجود ولم يكن ... شهود ولم تعهد عهود بذمة

ولا قائل إلا بلفظي محدث ... ولا ناظر إلا بناظر مقلتي

هذا لا يصح كونه عنه ولا عن الله

زعمه أن صفات الله عين صفاته

ويقول أيضا أن الله يتحد به بحيث يصير الذاتان ذاتا واحدة فمن ذلك قوله

ولا منصت إلا بسمعي سامع ... ولا باطش إلا بأزلي وشدتي

ولا ناطق غيري ولا ناظر ولا ... سميع سوائي من جميع الخليقة

وهأنا أبدي في اتحادي مبدئي ... وأنهي انتهائي في تواضع رفعتي

جلت في تجليها الوجود لناظري ... ففي كل مرئي أراها برؤية

وأشهدت غيبي إذ بدت فوجدتني ... هنالك إياها بجلوة خلوتي

فوصفي إذ لم تدع باثنين وصفها ... وهيئتها إذ واحد نحن هيئتي

فإن دعيت كنت المجيب وإن أكن ... منادى أجابت من دعاني ولبت

وإن نطقت كنت المناجى كذاك إن ... قصصت حديثا إنما هي قصت

فقد رفعت تاء المخاطب بيننا ... وفي رفعها عن فرقة الفرق رفعتي

فإن لم يجوز رؤية اثنين واحدا ... حجاك ولم يثبت لبعد تثبت

سأجلو إشارات عليك خفية ... بها كعبارات لديك جلية

وأثبت بالبرهان قولي ضاربا ... مثال محق والحقيقة عمدتي

بمتبوعة ينبيك في الصرع غيرها ... على فمها في مسها حين جنت

ومن لغة تبدو بغير لسانها ... عليه براهين الأدلة صحت

وفي العلم حقا أن مبدي غريب ما ... سمعت سواها وهي في الحس أبدت

قال الإمام شمس الدين البساطي في شرح هذه الأبيات ومن ظن هذا برهانا فجنونه أعظم من جنون المتبوعة وقال قبل ذلك

زعمه أن الله سبحانه يصلي له

ولا غرو أن صلى الأنام إلى أن ... ثوت بفؤادي وهي قبلة قبلتي

لها صلواتي بالمقام أقيمها ... وأشهد فيها أنها لي صلت

كلانا مصل واحد ساجد إلى ... حقيقته بالجمع في كل سجدة

وما كان لي صلى سواي ولم تكن ... صلاتي لغيري في أدا كل ركعة

ثم قال بعد ذلك وفارق ضلال الفرق فالجمع منتج ... هدى فرقة بالاتحاد تحدت

رب الصوفية في صور العاشقات

وصرح بإطلاق الجمال ولا تقل ... بتقييده ميلا لزخرف زينة

بها قيس لبنى هام بل كل عاشق ... كمجنون ليلى أو كثير عزة

فكل صبا منهم إلى وصف لبسها ... بصورة حسن لاح في حسن صورة

وما ذاك إلا أن بدت بمظاهر ... فظنوا سواها وهي فيها تجلت

ففي النشأة الأولى تراءت لآدم ... بمظهر حوا قبل حكم الأمومة

فهام بها كيما يصير بها أبا ... ويظهر بالزوجين سر النبوة

انظر إلى هذا التجاسر مع الكفر على صفي الله آدم عليه السلام في وصفه

بالهيام بالذات الأقدمين كما لا يخفى ولما لا يخفى

وما برحت تبدو وتخفى لعله ... على حسب الأوقات في كل حقبة

وتظهر للعشاق في كل مظهر ... من اللبس في أشكال حسن بديعة

ففي مرة لبنى وأخرى بثينة ... وأونة تدعى بعزة عزت

ولسن سواها لا ولا كن غيرها ... وما إن لها في حسنها من شريكة

كذاك بحكم الاتحاد لحسنها ... كما لي بدت في غيرها وتزيت

بدوت لها في كل صب متيم ... بأي بديع حسنه وبأيت

وليسوا بغيري في الهوى لتقدم ... علي بسبق في الليالي القديمة

وما القوم غيري في هواي وإنما ... ظهرت بهم للبس في كل هيئة

ففي مرة قيسا وأخرى كثيرا ... وآونة أبدو جميل بثينة 71

تجليت فيهم ظاهرا واحتجبت ... باطنا بهم فاعجب لكشف بسترة

وهن وهم لا وهن وهم مظاهر ... لنا بتجلينا بحب ونضرة

فكل فتى حب أنا هو وهي ... حب كل فتى والكل أسماء لبسة

أسام بها كنت المسمى حقيقة ... وكنت لي البادي بنفس تخضت

وما زلت إياها وإياي لم تزل ... ولا فرق بل ذاتي لذاتي أحبت

وليس معي في الملك شئ سواي ... والمعية لم تخطر على ألمعيتي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير