تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وادعى العروج إلى الله والوصول إلى مقام أو أدنى فقال ومن أنا إياها إلى حيث لا إلى ... عرجت وعطرت الوجود برجعتي قالوا في شرحه عرجت من مقام أنا إياها وهو ابتداء الاتحاد ومن قولهم أنا الحق ولا إله إلا أنا فاعبدني إلى أن وصلت إلى مقام لا نهاية فيه وعطر الوجود برجوعه لاتصافه بصفات الرحمن واتحاده بذات الملك الديان

والبيت الذي بعده أشد كفرا ثم قال:

ولى عن مفيض الجمع عند سلامه ... علي بأو أدنى إشارة نسبة

قالوا في شرحه إنه لما فنى في النبي صلى الله عليه وسلم ثم بقي به حصة بمشاركته في قبول عين السلام من حيث عين ذلك المقام وهو مقام أو أدنى فإنه جل جناب هذا المقام من أن يطلع عليه إلا واحد بعد واحد فالواحد السابق هو صلى الله عليه وسلم والواحد اللاحق به أنا إن شاء الله تعالى من جهة غرقي في لجيته انتهى

وقال عياض في أواخر الشفاء وكذلك أي يكفر من ادعى مجالسة الله تعالى والعروج إليه ومكالمته أوحلوله في أحد الأشخاص كقول بعض المتصوفة

لا شئ على من يكفر ابن الفارض

وأما من أنكر عليه لأمثال ما رأيته من الألفاظ الصريحة بالنص في الكفر فلا شئ عليه بإجماع المسلمين بقاعدة من كفر مسلما متأولا فلا أضل ممن ترك طريقا مضمون السلامة واتبع طريقا أخف أحواله أنه مظنون العطب والملامة 77 ودرء المفاسد أولى من جلب المصالح على تقدير تسليم أن يكون لهم فيما هم فيه مصلحة وليس فيه والله مصلحة بوجه فقد اعترف كل من يحامي له أن ظاهر كلامه منابذ للكتاب والسنة وإلا لما احتاجوا إلى ادعاء تأويله مع أن الفاروق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي ما سلك فجا إلا سلك الشيطان فجا غير فجه قد أنكر التأويل لغير كلام المعصوم ومنع منه رضي الله عنه وأرضاه وأهلك كل من خالفه وأرداه وبسيف الشرع قتله وأخزاه فقال فيما رواه عنه البخاري في كتاب الشهادات من صحيحه إن أناسا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن الوحي قد انقطع وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم فمن أظهر خيرا أمناه وقربناه وليس إلينا من سريرته شئ والله يحاسبه في سريرته

ومن أظهر لنا سوءا لم نأمنه ولم نصدقه وإن قال إن سريرته حسنة

وقد أخذ هذا الأثر الصوفية وأصلوا عليه طريقهم

منهم صاحب العوارف استشهد به في عوارفه وجعله من أعظم معارفه فمن خالف الفاروق رضي الله عنه كان أخف أحواله أن يكون رافضيا خبيثا وأثقلها أن يكون كفارا عنيدا وهذا الذي سماه الفاروق رضي الله عنه ظاهرا هو الذي يعرف في لسان المتشرعة بالصريح وهو ما قابل النص والكناية والتعريض وقد تبع الفاروق رضي الله على ذلك بعد الصوفية سائر العلماء لم يخالف منهم أحد كما نقله إمام الحرمين عن الأصوليين كافة وتبعه الغزالي وتبعهما الناس وقال الحافظ زين الدين العراقي أنه أجمع عليه الأمة من أتباع الأئمة الأربعة وغيرهم من أهل الاجتهاد الصحيح وكذا قال الإمام أبو عمر وابن عبد البر في التمهيدوأصله إمامنا الشافعي رضي الله عنه في كتاب الرسالة لقول النبي صلى الله عليه وسلم إنكم تختصمون إلي ولعل أحدكم أن يكون ألحن بحجته فأقضي له الحديث رواه الستة عن أم سلمة رضي الله عنها في أمثال كثيرة وقال الأصوليون كافة التأويل إن كان لغير دليل كان لعبا وما ينسب إلى بعض المذاهب من تأويل ما هو ظاهر في الكفر فكذب أو غلط منشؤه سوء الفهم كما بينت ذلك بيانا شافيا في غير هذه الرسالة وإنما أولنا كلام المعصوم لأنه لا يجوز عليه الخطأ وأما غيره فيجوز عليه الخطأ سهوا وعمدا

المتوقف في تكفير الصوفية

ولا يسع أحدا أن يقول أنا واقف أو ساكت لا أثبت ولا أنفي لأن ذلك يقتضي الكفر لأن الكافر من أنكر ما علم من الدين بالضرورة ومن شك في كفر مثل هذا كفر 78 ولهذا قال ابن المقري في مختصر الروضة من شك في اليهود والنصارى وطائفة ابن عربي فهو كافر وحكى القاضي عياض في الباب الثاني من القسم الرابع من الشفاء الإجماع على كفر من لم يكفر أحدا من النصارى واليهود وكل من فارق دين المسلمين أو وقف في تكفيرهم أو شك قال القاضي أبو بكر لأن التوقيف والإجماع اتفقا على كفرهم فمن وقف في ذلك فقد كذب النص أو التوقيف أو شك فيه والتكذيب أو الشك فيه لا يقع إلا من كافر انتهى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير