الأخوة الأحبة الكرام هذا رأي الشيخين يوسف القرضاوي ومحمد الحسن الددو الشنقيطي في مسألة موقفنا من الأشاعرة والماتريدية وهو للأمانة النقلية منقول من منتدى الإخوان حيث توجد مشاركة لنفس الموضوع وأنقل منها هذا الرد للفائدة
بسم الله الرحمن الرحيم
للأستاذ الشيخ القرضاوي كلمة نشرت في مجلة ((المجتمع)) العدد ((1370)) بتاريخ 25 / جمادى الآخرة / 1420هـ الموافق 5/ 10 / 1999م، بمناسبة مرور سبعين عاما على الإخوان في الدعوة والتربية والجهاد، والمقال بعنوان: ((خصائص دعوة الإخوان المسلمين ومميزاتها)) وقد تطرق إلى مسألة التكفير .. وآيات الصفات وأحاديثها، ونقل من كلام الإمام البنا في باب الصفات ثم ذكر عنوانين اثنين
الأول: [اتباع نهج القرآن في عدم التجميع]:
وأريد أن أنبه هنا على حقيقة ذات أهمية كبيرة في قضية الصفات والإيمان بها، وتعليمها للناس على مذهب السلف.
وتلك الحقيقة: أن تعرض هذه الصفات كما وردت في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، أعني أن تذكر مفرقة لا مجموعة، فكل مسلم يؤمن بها ويثبتها لله كما جاءت.
فليس مما يوافق الكتاب والسنة جمعها في نسق واحد يوهم تصور ما لا يليق بكمال الله تعالى، كما يقول بعضهم: يجب أن تؤمن بأن لله تعالىوجها، وأعينا، ويدين، وأصابع، وقدما، وساقا، .. إلخ، فإن سياقها مجتمعة بهذه الصورة قد يوهم بأن ذات الله تعالى وتقدس كلٌّ مركب من أجزاء، أو جسم مكون من أعضاء ..
ولم يعرضها القرآن الكريم ولا الحديث الشريف بهذه الصورة، ولم يشترط الرسول لدخول أحد في الإسلام أن يؤمن بالله تعالى بهذا التفصيل المذكور.
ولم يرد أن الصحابة وتابعيهم بإحسان كانوا يعلمون الناس العقيدة بجمع هذه الصفات.
ولكن المسلم إذا قرأ القرآن الكريم، أو الحديث الصحيح، وانتهى إلى آية مشتملة على صفة من هذه الصفات، أو حديث من هذا النوع آمن به كما ورد، دون تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، وبهذا يكون سلفيا حقا.
الثاني: [الإخوان والأشاعرة]:
واتهام الإخوان بأنهم من الأشاعرة، لا ينتقص من قدرهم، فالأمة الإسلامية في معظمها أشاعرة أو ماتريدية، فالمالكية والشافعية أشاعرة، والحنفية ما تريدية.
والجامعات الدينية في العالم الإسلامي أشعرية أو ماتريدية، الأزهر في مصر، والزيتونة في تونس، والقرويين في المغرب، وديوبند في الهند، وغيرها من المدارس والجامعات الدينية.
فلو قلنا: إن الأشاعرة ليسوا من أهل السنة!! لحكمنا بالضلال على الأمة كلها، أو جلها، ووقعنا فيما تقع فيه الفرق التي نتهمها بالانحراف!!.
ومن ذا الذي حمل لواء الدفاع عن السنة ومقاومة خصومها طوال العصور الماضية غير الشاعرة والماتريدية؟؟.
وكل علمائنا وأئمتنا الكبار كانوا من هؤلاء:
الباقلاني، الإسفراييني، إمام الحرمين الجويني، أبو حامد الغزالي، الفخر الرازي، البيضاوي، الآمدي، الشهرستاني، البغدادي، ابن عبدالسلام، ابن دقيق العيد، ابن سيد الناس، البلقيني، العراقي، النووي، الرافعي، ابن حجر العسقلاني، السيوطي، (ومن المغرب): الطرطوشي، والمازري، والباجي، وابن رشد ((الجد))، وابن العربي [المالكي]، والقاضي عياض، والقرطبي، والقرافي، والشاطبي، وغيرهم.
(ومن الحنفية): الكرخي، والجصاص، والدبوسي، والسرخسي، والسمرقندي، والكاساني، وابن الهمام، وابن نجيم، والتفتازاني، والبزدوي، وغيرهم.
والإخوة الذين يذمون الأشاعرة بإطلاق مخطؤون متجاوزون، فالأشاعرة فئة من أهل السنة والجماعة، ارتضتهم الأمة، لأنهم ارتضوا الكتاب والسنة مصدرا لهم، ولا يضيرهم أن يخطئوا في بعض المسائل، أو يختاروا الرأي المرجوح أو حتى الخطأ، فهم بشر مجتهدون غير معصومين، ولا توجد فئة سلمت من الزلل والخطأ فيما اجتهدت فيه، سواء في مسائل الفروع أم في مسائل الأصول، وكل يؤخذ من كلامه ويرد عليه إلا الرسول المعصوم صلى الله عليه وسلم.
¥