(حدثنا ابو سعيد الاشج، ثنا ابن ادريس، عن مطرف بن طريف عن جعفر بن ابي المغيرة، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس:
قوله: وسع كرسيه السموات والارض قال: علمه.
وروى عن سعيد بن جبير، نحو ذلك)
وفي تفسير ابن جرير 3/ 6:
(حدثنا أبو كريب و سلم بن جنادة قالا، حدثنا ابن إدريس، عن مطرف، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس:
وسع كرسيه، قال: كرسيه علمه.
حدثني يعقوب بن إبراهيم قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا مطرف عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس مثله، وزاد فيه: ألا ترى إلى قوله: ولا يؤوده حفظهما
ثم قال ابن جرير بعد ذلك:
(وأما الذي يدل على صحته ظاهر القرآن، فقول ابن عباس الذي رواه جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عنه أنه قال: هو علمه. وذلك لدلالة قوله تعالى ذكره: ولا يؤوده حفظهما على أن ذلك كذلك. فأخبر أنه لا يؤوده حفظ ما علم وأحاط به مما في السماوات والأرض، وكما أخبر عن ملائكته أنهم قالوا في دعائهم: ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما [غافر: 7]، فأخبر تعالى ذكره: أن علمه ومع كل شيء، فكذلك قوله: وسع كرسيه السماوات والأرض.
قال أبو جعفر: وأصل الكرسي العلم. ومنه قيل للصحيفة يكون فيها علم مكتوب كراسة، ومنه قول الراجز في صفة قانص:
حتى إذا ما احتازها تكرسا
يعني علم، ومنه يقال للعلماء الكراسي، لأنهم المعتمد عليهم، كما يقال: أوتاد الأرض، يعني بذلك أنهم العلماء الذين تصلح بهم الأرض، ومنه قول الشاعر:
يحف بهم بيض الوجوه وعصبة كراسي بالأحداث حين تنوب
يعني بذلك: علماء بحوادث الأمور ونوازلها) اه كلام ابن جرير
وفي الدر المنثور:
(وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس:
{وسع كرسيه السموات والأرض} قال: كرسيه علمه، ألا ترى إلى قوله {ولا يؤده حفظهما}
) اه
* تأويل ابن عباس وغيره من السلف الأيدي بالقوة:
في تفسير ابن جرير 11/ 472:
في قوله تعالى (والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون)
(يقول تعالى ذكره: والسماء رفعناها سقفاً بقوة.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك.
حدثني علي قال: ثنا أبو صالح قال: ثني معاوية عن علي عن ابن عباس:
قوله والسماء بنيناها بأيد يقول: بقوة.
حدثني محمد بن عمرو قال: ثنا أبو عاصم قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح عن مجاهد:
قوله بأيد قال: بقوة.
حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد عن قتادة:
والسماء بنيناها بأيد: أي بقوة.
حدثنا ابن المثنى قال: ثنا محمد بن جعفر قال: ثنا شعبة عن منصور:
أنه قال في هذه الآية والسماء بنيناها بأيد قال: بقوة.
حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله والسماء بنيناها بأيد قال: بقوة.
حدثنا ابن حميد قال: ثنا مهران عن سفيان:
والسماء بنيناها بأيد قال بقوة) اه
و في الدر المنثور:
(وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {والسماء بنيناها بأيد} قال: بقوة.
وأخرج آدم بن أبي إياس والبيهقي عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {والسماء بنيناها بأيد} قال: يعني بقوة) اه
* تأويل الامام أحمد للمجئ بمجئ القدرة:
في مناقب أحمد للبيهق (مخطوط):
(قال وأنبأنا الحاكم قال حدثنا أبو عمرو السماك قال حدثنا حنبل بن إسحاق قال سمعت عمي أبا عبد الله يعين الإمام أحمد يقول احتجوا علي يومئذ يعني يوم نوظر في دار أمير المؤمنين فقالوا تجئ سورة البقرة يوم القيامة وتجئ سورة تبارك فقلت لهم إنما هو الثواب قال تعالى وجاء ربك إنما تأتي قدرته وإنما القرآن أمثال ومواعظ
قال البيهقي:
هذا إسناد صحيح لا غبار عليه وفيه دليل على أنه كان لا يعتقد في المجيء الذي ورد به الكتاب و النزول الذي وردت به السنة انتقالا من مكان إلى مكان كمجيء ذوات الأجسام ونزولها وإنما هو عبارة عن ظهور آيات قدرته ... وهذا الجواب الذي أجابهم به أبو عبد الله لا يهتدي إليه إلا الحذاق من أهل العلم المنزهون عن التشبيه) اه
انظر البداية والنهاية (10/ 327)
¥