تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أولا: هذه الآية ليست صريحة في إثبات الصفة، ولذلك قال بعض العلماء هذه الآية ليست من آيات الصفات، وتوضيح ذلك أن الله سبحانه وتعالى يقول (أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين*يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون) (ن41 - 42)

فلم يقع في الآية تصريح بنسبة الساق إلى الله سبحانه وتعالى، وإنما قال (يوم يكشف عن ساق)، فمن فسرها بقوله: يكشف عن هول وشدة،فلا يعتبر هذا من التأويل (بمعنى صرف المعنى عن ظاهره)، وإنما هو تفسير للآية على حسب سياقها، فلا شك أن العرب كانت تستعمل هذه الكلمة في التعبير عن شدة الأمر، فيقولون كشفت الحرب عن ساقها، ويقصدون بها كشفت عن شدة وهول، كما جاء عن سعد بن مالك جد طرفة بن العبد من قوله

كشفت لهم عن ساقها ... وبدا من الشر البراح

(ديوان الحماسة 1/ 198)، والخصائص (3/ 252) والمحتسب (2/ 326) من حاشية معاني القرآن للفراء (3/ 177)

فإذا فسرنا الآية بمعنى يوم يكشف القيامة عن ساقها التي هي بمعنى الشدة، فالمعنى مناسب جدا، ويدل عليه سياق الآيات، فمن شدة ذلك اليوم أنهم يدعون فيه إلى السجود فلا يستطيون: (خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة)، فكل هذا من شدة ذلك اليوم وهوله، والله المستعان.

ولكن هذا لاينافي أن يكون من تفسير الآية أن يكشف ربنا سبحانه وتعالى عن ساقه التي جاءت في الروايات، فالآية تحتمل كل هذه المعاني وهذا ليس فيه اختلاف تضاد، وإنما هو اختلاف تنوع، فكون ابن عباس رضي الله عنه وغيره يفسرون الاية بمعنى الهول والشدة، لايمنع من تفسيرها بالساق لله سبحانه وتعالى، فيكون كل واحد من المفسرين ذكرا جزءا من المعنى، ويكون تفسير الآية مجموع هذه الأقوال، كما وضح ابن تيمية رحمه الله هذه القاعدة في مقدمة التفسير.

ثانيا:

روى الفراء في معاني القرآن (3/ 177) قال حدثني سفيان عن عمرو بن دينار عن ابن عباس رضي الله عنه، أنه قرا (يو م تكشف عن ساق) يريد: القيامة والساعة لشدتها) انتهى

قال شعيب الأنؤوط (قلت: وهذا سند صحيح) كما في حاشية العواصم والقواصم لابن الوزير (8/ 341).

فعلى ما ورد في كتاب الفراء من قراءة ابن عباس الآية بالتاء (يوم تكشف)، فيكون تفسيره لها بقوله (يوم هول وشدة) واضح جدا وليس فيه تأويل كما يقولون، وعلى هذا لايستطيع أهل البدع الاستدلال بقول ابن عباس في التاويل فقد فسر الاية على حسب قراءته بالتاء (تكشف)، وعلى القراءة بالتاء لاتكون كذلك من آيات الصفات.

فرضي الله عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ما كان أبعدهم عن صرف معاني الآيات عن ظاهرهاالمراد منها إلى غيره بحجة التنزيه! كما يفعله أهل التأويل بالباطل، نسأل الله السلامة والعافية

والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 08 - 06, 01:24 ص]ـ

بيان كذب الحميري على الإمام الترمذي رحمه الله

عقيدة الإمام الترمذي من خلال جامعه الصحيح ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=300811#post300811)

حيث قال كما في مجموع الفتاوى (6/ 574)

ولهذا قرأ في تمام هذا الحديث: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الحديد: 3]. وهذا كله على تقدير صحته، فإن الترمذي لما رواه قال: وفسره بعض أهل الحديث بأنه هبط على علم الله، وبعض الحلولية والاتحادية يظن أن في هذا الحديث ما يدل على قولهم الباطل، وهو أنه حال بذاته في كل مكان، وأن وجوده وجود الأمكنة ونحو ذلك.

والتحقيق: أن الحديث لا يدل على شىء من ذلك إن كان ثابتًا، فإن قوله: (لو أدلى بحبل لهبط) يدل على أنه ليس في المدلى ولا في الحبل، ولا في الدلو ولا في غير ذلك، وإنها تقتضي أنه من تلك الناحية، وكذلك تأويله بالعلم تأويل ظاهر الفساد، من جنس تأويلات الجهمية، بل بتقدير ثبوته يكون دالاً على الإحاطة. انتهى.

وكذلك المقصود بالتأويل هنا التفسير كما قال تعالى عن يوسف (هذا تأويل رؤياي من قبل) وليس المقصود به صرف اللفظ عن ظاهرة بدون قرينة موجبة لذلك

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير