تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لكن إن كنت تقصد بعدم ذكر الخطيب البغدادي له ضمن من أرخ لهم في تاريخ بغداد؛ الاستدلال على أن الكليني مجهول الحال، أو أنه شخصية ليست ذو بال، فإن عندي ما هو أبلغ من هذا الاستدلال، وأسوقه لك موثقا من مصادره. ولكني أدعوك وجميع القراء الكرام قبل ذلك كله لأمرين:

أولا: أن تضعوا في اعتباركم تلك المنزلة العظيمة، والهالة الضخمة التي أحاط بها جميع ضلال الرافضة إمامهم الأعظم الكليني – حتى أنه قد ألفت فيه كتب ورسائل جامعية - والذي لا يعرف له حتى الآن تاريخ ولادة ولا نشأة، والمتوفى سنة (329هـ) ببغداد، والذي ألف كتابه الكافي طوال عشرين سنة في بغداد حاضرة العلم والعلماء، بمحضر من آلاف الطلاب الذين كانوا يقصدونه من شتى الأقطار لتلقى العلم على يديه!!!.

ثانيا: أن تتأملوا معي بكل عقل وروية، وعدل وتجرد وإنصاف هذه القائمة التالية:

- أبو الحسن الأشعري ت (324هـ) صاحب كتاب المقالات.

- الملطي ت (377هـ) صاحب كتاب التنبيه والرد.

- ابن النديم ت (385هـ) صاحب كتاب الفهرست.

- عبدالقاهر البغدادي ت (429هـ) صاحب كتاب الفرق بين الفرق.

- ابن حزم ت (456هـ) صاحب كتاب الفصل.

- البغدادي ت (463هـ) صاحب كتاب تاريخ بغداد.

- الشهرستاني ت (548هـ) صاحب كتاب الملل والنحل.

- أبو المظفر الاسفرايني ت (471هـ) صاحب كتاب التبصير في الدين.

- الرازي ت (606هـ) صاحب كتاب الاعتقادات.

- ياقوت الحموي ت (626هـ) صاحب كتاب معجم البلدان.

- ابن خلكان ت (681هـ) صاحب كتاب الوفيات.

- ابن تيمية ت (728هـ) صاحب كتاب المنهاج.

- الذهبي ت (748هـ) صاحب كتاب المنتقى وكتاب العبر.

- ابن كثير ت (774هـ) صاحب كتاب البداية والنهاية.

- ابن تغري بردي ت (874هـ) صاحب كتاب النجوم الزاهرة.

- ابن حجر الهيثمي ت (973هـ) صاحب كتاب الصواعق المحرقة.

- ابن خليفة ت (1067هـ) صاحب كتاب كشف الظنون.

- صديق خان ت (1307هـ) صاحب كتاب أبجد العلوم.

ألا تتفقون معي أنها كلها أسماء معروفة مشهورة لا تخفى على أدنى طالب علم، فضلا عن عالم، ومع ذلك كله لا يوجد في أي كتاب منها عند الكلام على مذهب الرافضة أو ذكر لتصانيفهم المعروفة شيء اسمه (الكليني) أو (الكافي)!!!!!!

وللتوضيح أكثر تأملوا معي ما يلي:

- لا يوجد ذكر للكليني، ولا لكتابه الكافي عند بعض من تكلموا على مذهب الشيعة واهتموا به، سواء من المعاصرين للكليني زمانا ومكانا، كالأشعري ت (324هـ) في كتابه (المقالات)، أو المتأخرين عنه بزمن يسير، كالملطي ت (377هـ) في كتابه (التنبيه والرد).

- لا يوجد ذكر للكليني، ولا لكتابه الكافي عند بعض المحسوبين على التيار الشيعي، والمعاصرين له زمانا ومكانا ممن ألفوا في التاريخ والسير، كالمسعودي ت (346هـ) في كتابه (مروج الذهب). أو من المتأخرين عن زمنه بيسير ممن قد فصلوا الكلام عن كتب الشيعة ومؤلفاتهم إلى زمنه، كابن النديم ت (385هـ) في كتابه (الفهرست).

- لا يوجد ذكر للكليني، ولا لكتابه الكافي عند بعض من تخصص في الرد على أهل الأهواء والبدع، وفصَّل في الكلام عن الشيعة خصوصا، كالبغدادي ت (429هـ) في كتابه (الفرق بين الفرق)، وابن حزم ت (456هـ) في كتابه (الفصل في الملل والنحل)، وأبو المظفر الاسفرايني ت (471هـ) في كتابه (التبصير في الدين)، وابن حجر الهيثمي ت (973هـ) في كتابه (الصواعق المحرقة). بل نفى بعض هؤلاء وجود أي إمام للرافضة وغيرهم من أهل الأهواء والبدع في التفسير والفقه والحديث واللغة والنحو والمغازي والسير والتواريخ. قال البغدادي: (ولم يكن بحمد الله ومنه في الخوارج، ولا في الروافض، ولا في الجهمية، ولا في القدرية، ولا في المجسمة، ولا في سائر أهل الأهواء الضالة إمام في الفقه، ولا إمام في رواية الحديث، ولا إمام في اللغة والنحو، ولا موثوق به في نقل المغازي والسير والتواريخ، ولا إمام في الوعظ والتذكير، ولا إمام في التأويل والتفسير، وإنما كان أئمة هذه العلوم على الخصوص والعموم من أهل السنة والجماعة) الفرق بين الفرق (ص 226). وقال ابن حزم: (وأما من بعد جعفر بن محمد فما عرفنا لهم علما أصلا، لا من رواية، ولا من فتيا على قرب عهدهم منا، ولو كان عندهم من ذلك شيء لعرف كما عرف عن محمد بن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير