[كلام طيب عن تارك جنس العمل ..]
ـ[محمد علي قنديل]ــــــــ[04 - 09 - 06, 01:54 ص]ـ
هذا سؤال كنت قد أرسلته إلى موقع الإسلام سؤال و جواب و قاموا بالرد على إيميلي , و وجدتها إجابة طيبة فأحببت أن أنقلها لكم لتعم الفائدة.
السؤال
هل من ترك جنس العمل يعد كافرا , نرجو ذكر الإجابة بالتفصيل و كلام أهل العلم فيها؟.
الجواب
قال الإمام الشافعي: " وكان الإجماع من الصحابة والتابعين من بعدهم ممن أدركناهم أن الإيمان قول وعمل ونية، لا يجزئ واحد من الثلاثة بالآخر". شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي (1278)
فالإيمان عند أهل السنة و الجماعة قول وعمل، قول القلب، وقول اللسان، وعمل القلب وعمل الجوارح، فمتى انتقض ركن من هذه الأركان انتقض الإسلام و هذا بإجماع أهل السنة والجماعة.
قال بن القيم رحمه الله (وها هنا أصل آخر وهو أن حقيقة الإيمان مركبة من قول وعمل.
والقول قسمان: قول القلب وهو الاعتقاد، وقول اللسان وهو التكلم بكلمة الإسلام.
والعمل قسمان: عمل القلب وهو نيته وإخلاصه،وعمل الجوارح.
فإذا زالت هذه الأربعة زال الإيمان بكماله.
وإذا زال تصديق القلب لم تنفع بقية الأجزاء، فإن تصديق القلب شرط في اعتقادها وكونها نافعة.
وإذا زال عمل القلب مع اعتقاد الصدق فهذا موضع المعركة بين المرجئة وأهل السنة، فأهل السنة مجمعون على زوال الإيمان وأنه لا ينفع التصديق مع انتفاء عمل القلب وهو محبته وانقياده، كما لم ينفع إبليس وفرعون وقومه واليهود والمشركين الذين كانوا يعتقدون صدق الرسول بل ويقرون به سرا وجهرا ويقولون ليس بكاذب ولكن لا نتبعه ولا نؤمن به.
وإذا كان الإيمان يزول بزوال عمل القلب فغير مستنكر أن يزول بزوال أعظم أعمال الجوارح ولا سيما إذا كان ملزوما لعدم محبة القلب وانقياده الذي هو ملزوم لعدم التصديق الجازم كما تقدم تقريره.
فإنه يلزمه من عدم طاعة القلب عدم طاعة الجوارح إذ لو اطاع القلب وانقاد لأطاعت الجوارح وانقادت، ويلزم من عدم طاعته وانقياده عدم التصديق المستلزم للطاعة وهو حقيقة الإيمان، فإن الإيمان ليس مجرد التصديق كما تقدم بيانه وإنما هو التصديق المستلزم للطاعة والانقياد، وهكذا الهدى ليس هو مجرد معرفة الحق وتبينه بل هو معرفته المستلزمة لاتباعه والعمل بموجبه وإن سمي الأول هدى فليس هو الهدى التام المستلزم للاهتداء كما أن اعتقاد التصديق وإن سمي تصديقا فليس هو التصديق المستلزم للإيمان فعليك بمراجعة هذا الأصل ومراعاته). الصلاة وحكم تاركها (1/ 70).
ولذلك فمن من زعم حصول الإيمان بدون عمل فقد خالف ما عليه أهل السنة والجماعة!
وذلك لأن إيمان القلب يستلزم عمل الجوارح، ولا يتصور أن يكون الإنسان مؤمنا بقلبه من غير أن يظهر ذلك على جوارحه، قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع فتاواه: (7/ 616): (وقد تقدم أن جنس الأعمال من لوازم إيمان القلب وأن إيمان القلب التام بدون شيء من الأعمال الظاهرة ممتنع ... )
ـ[أبو مجاهد المغربي]ــــــــ[04 - 09 - 06, 03:55 ص]ـ
جزاك الله خيرا و بارك فيك على النقل الطيب
، لا يجزئ واحد من الثلاثة إلا بالآخر".
و الإجماع نقله كذلك شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى 7/ 209.
و هنا بحث جيد في هذه المسألة من موقع صيد الفوائد:
http://saaid.net/Doat/almuwahid/index3.htm
ـ[محمد بشري]ــــــــ[04 - 09 - 06, 04:11 ص]ـ
هذا إجماع السلف خلافا لمن تنكب طريقهم،وارتضى طريقة الخلف.