والجواب: السلف إذ يثبتون علو الذات اللازم منه المباينة والانفصال بين الخالق والمخلوق، فإنهم لا ينكرون علو القدر ولا علو القهر، بل أنواع العلو متلازمة عندهم، وهو لا يملك دليلًا على نفي علو الذات سوى استلزامه التحيز، وقد أسلفنا أن مذهب السلف التوقف في مثل هذه الألفاظ حتى يتبين المراد بها، فإن كان موافقًا لصريح الوحي التزموا المعنى الحق دون اللفظ المجمل، فقوله هنا: كيف ننفي اللوازم مع فرضها لوازم؟ إنما يتوجه لو كان السلف ينكرون التحيز رأسًا، أما وقد بان لك عدم امتناعهم من التزام المعنى الحق، وهو قيام الرب بذاته واتصافه بصفات الكمال الوجودية وعدم مخالطته لخلقه، فقوله: (هذا خلف). لا يلزمهم، وقد تقدم التفريق بين لوازم صفات الخالق ولوازم صفات المخلوق بما ينحل معه الإشكال الذي لم يتمكنوا من الانفكاك منه في تمييز معاني صفات الخالق من معاني صفات المخلوق. ثم نقل قوله: ولكن القوم ليسوا أهل منطق.
فنقول: نعم، ولكنهم أهل سنة وأثر، وعقل صريح، وفطرة سليمة، ولو كان في المنطق الذي يباهى به غنية لانتفع به واضعه، ولشفاه من وثنيته، ولما اختلف الفلاسفة والمتكلمون أشد الاختلافز ثم نقل قوله: وقد كفر العراقي وغيره مثبت الجهة لله تعالى فنقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم، لجارية معاوية السلمي: "أَيْنَ اللهُ؟ ". قالتْ: في السماء. فقال: "أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ". رواه مسلم في صحيحه (537).
وحكى أهل العلم تكفير أئمة السلف لمنكري علو الله تعالى، كما هو مثبت في كتب عقائد السلف، فليطلب العاقل لنفسه النجاة.
هذا ما اتسع الوقت له من مناقشة تلك الشبهات، أما باقيها مما تلقفه عن ابن اللبان وغيره من الخليقة، فأحيل السائل في مناقشتها تفصيلًا على كتب أهل العلم كالتدمرية والحموية، وشرح الأصفهانية، ودرء التعارض، وغيرها لشيخ الإسلام ابن تيمية، والصواعق المرسلة ومختصره لابن القيم، وللدكتور خالد السبت، وفّّقَهُ اللهُ، دراسة قيمة حول كتاب الزرقاني تناول فيها المآخذ العقدية عليه. فالحمد لله.
من موقع الأسلام اليوم
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=54633
ـ[أبو الحسن الأنماري]ــــــــ[05 - 09 - 06, 12:39 ص]ـ
بارك الله فيك وفي الشيخ سعود
ـ[أمين فيصل محمد النوبي]ــــــــ[07 - 09 - 06, 06:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[الخبوبي]ــــــــ[08 - 09 - 06, 04:39 م]ـ
بارك الله بكم وجزاكم الله خيرا.
ـ[محمد بن الحسن المصري]ــــــــ[10 - 09 - 06, 06:44 م]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا
السلف اذا قيل انهم يفوضوا فهذا تفويض للكيف مع اثبات المعني مثل اثبات ان لله يد علي الحقيقه مع القول بتفويض كيفيه هذه اليد وشكلها وهذا الذي اجتمعت عليه القرون الاول صاحبت الفضل العظيم في هذه الامه فرحم الله محبيهم وموافقيهم وهدي سبحانه مخالفيهم الي ما كانو عليه
اما كون الزرقاني او غير يعيب او يهاجم هذا المنهج الرباني فانه يعيب بذلك فهمه ولا يؤثر في هذا المنهج العظيم وعفي الله عن الشيخ فلكل جواد كبوه وقد يحار الفهم فيضل القلم
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[14 - 09 - 06, 12:23 ص]ـ
جزاكم الله خيرا