أرشيف ملتقى أهل الحديث - 3

هذا الوقف الذي ذكره الشيخ المسيطير وفقه الله، هو وقف الهبطي المعتمد في المصاحف المغربية. وبهذا الوقف يقرأ أكثر القراء في المغرب.

ذكرتُ هذا لئلا يتوهم أنه اجتهاد من أخينا سامي أثابه الله، وإن كنت أعرف أن وقوف الهبطي منتقدة عند كثير من أهل العلم، ولا أظن هذا منها.

والله أعلم.

بلى شيخي الفاضل عصام - نفع الله بك - أظن بل يغلب على ظني أن الشيخ عبد الله بن الصديق اعترض هذا الوقف في رسالته: (منحة الرؤوف المعطي ببيان ضعف وقوف الشيخ الهبطي).

وكذا الأستاذ الحسن بن أحمد وجاج، في دراسته عن تقييد وقف القرآن الكريم للهبطي. والله أعلم فلعلك تراجع ذلك وتذكر لنا وجه تعليلهم مشكورا، فهما ليسا بين يدي الآن.

المقرئ19 - 04 - 2005, 01:05 PM
إلى الشيخين الفاضلين: أشرف والمسيطير وفقهما الله:

بالنسبة للوقف فهو من العلوم العظيمة التي يتميز فيها العلماء عن غيرهم ولهذا نقل ابن الجزري: تواتر الوقف والاعتناء به من السلف عن أئمة القراءة وغيرهم

وأخرج النحاس عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: " لقد عشنا برهة من الدهر وإن أحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن وتنزل السورة فيتعلم حلالها وحرامها وأومرها وزواجرها وما ينبغي أن يقف عنده منها "

فالعناية بهذا العلم أمر محمود ولهذا تميز بعض المفسرين بهذا وبعضهم أغفله، بل ألف العلماء كتبا خاصة ككتاب الأشموني وكتاب النحاس وغيرهما

ولكن لا ينبغي أن يكون ذوق طالب العلم الذي لم يتمرس في اللغة وفي الأحكام أن يكون مرجعا له في استحساناته وقد رغبت أن يشترط شيخنا المسيطير في أول الموضوع أن يذكر شرطه وهو أن يذكر مرجع الفائدة فيما لو طلب منه

ـــــــ

أما قوله تعالى " ذو العرش المجيد "

فلي عليه ملحظان إن اتسع صدر شيخنا وأستاذنا المسيطير له " وأنا أكتبه على استحياء لولا أنك (؟):

الأول: أنه ليس من شرط الموضوع بل هذا الموضوع مندرج في موضوع " ما تغير فيه المعنى بتغير القراءة " وليس بتغير الوقف لأنك على الوجهين مع الوصل لا يتغير المعنى بالوقف سواء رفعت أو خفضت فالمعنى في كل قراءة موجود في الوصل والقطع

الثاني: أن هذه الآية تندرج تحت مسألة نحوية كبيرة وهي " هل يأتي للمبتدأ الواحد أكثر من خبر أم لا؟

قفقوله تعالى " وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد "
هل خبر المبتدأ " هو " الغفور وما بعده صفة للأول
أم أن كل واحد خبر للمبتدأ فيتعدد
هذه مسألة جدلية وطويلة عند أهل الفن

وعلى كل القولين: فلا يظهر لي فصل الخبر عن المبتدأ على القول الأول، ولا فصل الصفة عن موصوفها على القول الثاني

وعليه فالوصل أظهر وفي الوقف على " ذو العرش " قلق

هذا ما لدي والله أعلم

المقرئ