تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فانتبه أخي إلى قوله: (كتب الله في اللوح) فقد حرفها عبد السلام ياسين وهما أو قصدا وجعلها (رأى ذلك في اللوح المحفوظ) والفرق واضح فاضح بين (رأى) و (كتب) ولا تلازم بينهما فليس كل علم بالكتابة سببه رؤيتها. فإثبات الأعم لا يستلزم إثبات الأخص, وعلى كلامه أيضا مؤاخذتان، أولها أنك لن تجد في كلام ابن القيم أنه هو الذي راجعه بل كان ذلك من الأمراء والناس, بخلاف الذي ذكره ياسين وهو يعلم أن مدارج السالكين متداول بين الناس سهل التناول! والثانية أنه زعم أن كلام ابن تيمية كان موجها إلى ابن القيم والذي في المدارج أنه خاطب الجميع وحكى ذلك عنه تلميذه ابن القيم.

فإن كان شيخنا بوخبزة كاذبا بسبب مثل هذا الوهم كما قال فيلزمه أيضا أن يقهر نفسه ويقول: (كذب شيخي عبد السلام ياسين) وإن كان ما فعله شيخه خطأ ووهما, فيلزمه أن يقول ذلك في شيخنا محمد بوخبزة منصفا فهو أولى أن يعتذر له, فإن الشيخ كان بعيدا عن مراجعة المصادر ,والشيخ تكلم من حفظه والوهم في مثل هذه الصورة وارد, أما شيخ هشام فقد وقع منه ذلك ومصادره بين يديه في الغالب, يكتب ويصحح, ويراجع ما كتب ويبدل, ويغير وينمق ويزوق. فما قول هشام؟! يحتاج منه الالتزام بأحد الإلزامين شجاعة كبيرة جدا.

ـ وقد كان الأخ هشام من الإنصاف قاب قوسين أو أدنى فإنه قال: (قد يقال: فيكون الرجل معذورا وغاية الأمر أنه اختلط عليه رجل برجل).

ثم قال: (فأقول: كلا، فإن سياق الرجل – أي بو خبزة- لا يشير البتة إلى أي اختلاط، فليس في ترجمة أبي يزيد أنه استدعاه الخليفة، وإنما من استدعي هو ذو النون، والاستدعاء ليس له علاقة برؤية النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقظة. على أن تلك الكلمة التي قالها الإمام الذهبي نفسها قالها في سياق غير مرتبط برؤية النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقظة، فتأمل!!).

قلتُ: قد تأملت فوجدت أنه كان الأولى أن تصدق في طلب العذر له, وما هكذا تطلب الأعذار يا هشام. وأنت تعرف في قرارة نفسك أن الشيخ علامة وفقيه, ومثله من يعتذر عنه. وقد ساءني منك كثيرا طريقة حديثك عنه وأنت خريج دار الحديث الحسنية, وقد خبرت صاحبك الأزرق فلست ألومك ولا أستغرب منك ومن إخوانك في الجماعة هذا النفس الملتهب في الحط من الشيخ. وبغضك له الذي يعمي ويصم, ولا يضره طعنك, وكان الأولى أن تستعمل عقلك في معرفة الحق. وتتحرر من سجن الولاء للشيخ والجماعة فقط. فليس الحق محصورا في جماعتكم , أليس كذلك يا هشام؟!

وعودا إلى بدء, ولي فيه مواقف مع أخينا هشام.

ـ قال: (نعم قد قال الإمام الذهبي رحمه الله نحو هذا الكلام " الشأن في صحة ذلك عنه " وقوله " وعن أمثاله " زادها بوخبزة من كيسه، ولكن ليس في ترجمة ذي النون وإنما في ترجمة أبي يزيد البسطامي رحمه الله.)

قلت: إذا كان كلما زاد راو كلمة أو كلمتين في رواية ما أو روايات , أو نسب القول إلى غير قائله وهما منه اتهم بالكذب لاتهمنا بالكذب مئات الأئمة لأنههم زادوا في حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم كلمة أو كلمتين أو نسبوه إلى غير راويه خطأ مع حفظهم وعدالتهم. فأين قواعد الجرح والتعديل يا هشام, ألم تدرس شيئا منها في دار الحديث أم تراك نسيتها. أو تناسيتها؟! أم أنك لم تدرسها؟! وغاية ما يقال أن الرواية منكرة وضعيفة.ولعل الشيخ وقف على هذه الكلمة مرارا, من قول الذهبي فيه وفي أمثاله. كقوله في السير (12/ 213) في محمد بن منصور الطوسي الصوفي: (ولكن الشأن في ثبوت ذلك عنه).فروى بالمعنى

ـ أما ما زعمت أنه من أدلتكم الباردة ـ وقد صدقت حقا في هذا ـ على مشروعية التبرك بالصالحين وهو ما نقلته عن الذهبي من تبرك الناس بآثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقياسك الصالحين عليه فمدعاة استغراب , فأنت تعلم أنه لا يقاس على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مثل ما هو خاص به عليه الصلاة والسلام, أيجوز على طريقتك شرب بول الشيخ عبد السلام ياسين أو الادهان بما تنخمه, أو التطيب بعرقه قياسا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟!! إن كان الجواب (نعم) فبئس القوم أنتم, وإن كان لا فكفى بجوابك عليك حجة.

وكل هذا على فرض صحة ما نقله هشام عن الشيخ, وإلا ......... !!!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير