تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وبعض تلاميذ علوي مالكي سواءٌ الذين هداهم الله أو غيرهم يقولون: إنَّهم يمشون في هذا الطريق - أي: الترقِّي - حتى يرَوا الرسولَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام، وأنَّهم سيستمرُّون على هذا الطريق حتى يرونه يقظةً.

وهذه مِن العقائد الراسخة عند الصوفية -أغلب طرقهم أوكلها- فمثلا: كتاب التيجانية ذكر أنَّ رؤيتهم للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن عقائد التيجانية، وموضَّح فيه، وكذلك طبقات الشعراني نقل هذا الكلام عن كثيرٍ منهم، وجامع كرامات الأولياء -أيضاً- نقل هذا، وكثيرٌ ممن لا أستطيع أنْ اسمِّيَهم الآن ذكروا أنهم رأو النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، وأنه أمرهم بكذا! ونهاهم عن كذا! وكلُّ هذا مِن البدع، ومِن الضلالات التي زيَّنها الشيطان لهم.

فالمالكي ينقل عن أبي يزيد البسطامي يقول: ' إنَّه رأى ربَّ العزَّة في المنام '.

وقول هؤلاء: إنَّهم يرَوْن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أشنع منه: مَن يدَّعي رؤية الله تبارك وتعالى.

لكن تجد عند الصوفية المتأخرين أن قضية رؤية الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- في الدنيا قد خفت نوعاً ما؛ لأنَّ الاستنكار عليهم ربما كثُر، ولسببٍ آخر مهمٍّ وهو: ازدياد علاقة التصوف بالتشيع، فكلَّما غلا أولئك في علي -رضي الله عنه- غلا هؤلاء في الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لأنَّ الهدف واحدٌ.

الخرقة عند الصوفية

ننتقل الآن إلى قضيَّة مهمَّة عند الصوفية وهي قضية أنَّ أعلى سند عند الصوفية ينتهي إلى علي رضي الله عنه، يقولون: إنَّ علياً أخذ الخِرقة مِن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ!!

فهذه الخرقة يتناقلونها يداً عن يدٍ إلى علي رضيَ الله عنه، ويتعلق الصوفية بعلي رضي الله عنه تعلُّقاً شديداً يشبه تعلُّقَ الرافضة.

وبهذا تظهر لنا الصلة الوثيقة بين دين الشيعة الذي أسَّسه عبد الله بن سبأ وبين التصوف، فتأليه البشر، أو الحلول والاتحاد -الذي ادَّعاه عبد الله بن سبأ موجودٌ لدى الطائفيين جميعاً، وأصله -كما نعلم- مِن اليهود؛ لأنَّ عبد الله بن سبأ يهوديٌّ؛ فأصلُ هذا الحلول مِن اليهود، واليهودي بولس شاؤل هو الذي أوجد هذا الحلول في دين النَّصارى، وقال: إن الله -جلَّ وتعالى عن ذلك- حلَّ في عيسي عليه السلام، فهو مبدأ يهودي أدخله اليهود في هذه الأديان.

الحاصل: أَّننا نجد أنَّه في القرن الخامس اجتمعت الضلالات والبدع، ونجد أنَّ نهاية سند الخرقة الصوفية، ومبدأ العلم اللدنِّي، والحقيقة -التي يدَّعونها- علم الباطن ينتهي إلى علي رضي الله عنه.

وكذلك المعتزلة تدعي أن سندهم ينتهي إلى علي رضي الله عنه وأنَّه أولُّهم، ففي كتاب طبقات المعتزلة وكتاب المنية والأمل وأمثاله يجعلون أولَّهم علي رضي الله عنه، فأوَّل المتكلمين هو علي رضي الله عنه.

وكذلك -أيضاً- بالنِّسبة للشيعة؛ فمن المعروف أنَّهم يجعلون علياً -رضي الله عنه- أول الأئمَّة الإثنى عشرية. وكذلك الفرق الباطنية يدعون أن علياً -رضي الله عنه- هو الدور السابع مِن أدوار الباطنية، أو الإسماعيلية، على اختلاف فِرَقِهم في ذلك.

إذاً هناك خطط ومؤامرات، وجدوا أنَّ نجاح هذا الهدف، وتحقيق هدم الإسلام يمكن أن يكون عن طريق تدفق العواطف لحب علي رضي الله عنه.

والصوفية لما رأوا كراهية عامة المسلمين للتشييع والرفض؛ لجئوا إلى الطريق الأخبث، وهو الغلو في محبة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكلُّ ذلك بإيحاءٍ مِن الشيطان، فغلا هؤلاء في النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمََم غلُوّاً خرجوا به في كثيرٍ مِن الأمور عن حدِّ الإسلام، وهذا يدلُّ على أنَّ هناك تخطيطاً وتعاوناً ماكراً هدفه هدم الإسلام، واجتثاث هذا الدين من أساسه، والقضاء على عقيدة أهل السنة والجماعة بالتلاعب بعواطف العامة بالنسبة لحبِّ علي رضي الله عنه، أو حب النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

العلم الباطن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير