تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فقال: لابد مِن الترسيم عليك، فرسم عليَّ سبعيْن -يعني: وضعه بحراسة سبعين- عظيمين أسْوَدين كالأفيال، وقال: لا تفارقاه حتى تحضرا به.

فأخبرتُ بذلك سيدي الشيخ محمد الشنَّاوي -رضي الله عنه- فقال: سائر الأولياء يَدْعون الناس بقصَّادهم - يعني: يوصون من يدعوهم إلى مولده - وسيدي أحمد رضي الله عنه يدعو الناس بنفسه إلى الحضور، ثم قال: إن سيِّدي الشيخ محمد السروي رضي الله تعالى عنه شيخي تخلف سنَةً عن الحضور، فعاتبه سيدي أحمد رضي الله عنه، وقال: موضع يحضر فيه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والأنبياء عليهم الصلاة والسلام معه وأصحابه والأولياء رضي الله عنهم؛ ما يحضره؟

فخرج الشيخ محمد رضي الله عنه إلى المولد فوجد الناس راجعين، وفات الاجتماع، فكان يلمس ثيابهم، ويمرُّ بها على وجهه!! ' أهـ.

يقول الشعراني: 'وقد اجتمعتُ مرة أنا وأخى أبو العباس الحرنكي -رحمه الله- بوليٍّ مِن أولياء الهند بمصر المحروسة.

فقال رضي الله عنه: ضيِّفوني فإني غريب، وكان معه عشرة أنفس، فصنعتُ لهم فطيراً، وعسلاً فأكل.

فقلت له: مِن أيِّ البلاد؟ فقال: مِن الهند، فقلت: ما حاجتك في مصر؟

فقال: حضرْنا مولد سيدي أحمد رضي الله عنه.

فقلت له: متى خرجتَ مِن الهند؟

فقال: خرجنا يوم الثلاثاء، فنمنا ليلة الأربعاء عند سيِّد المرسلين صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليلة الخميس عند الشيخ عبد القادر رضي الله عنه ببغداد، وليلة الجمعة عند سيدي أحمد رضي الله عنه بطندتا، فتعجبْنا مِن ذلك.

فقال: الدنيا كلها خطوة عند أولياء الله عز وجل، واجتمعنا به يوم السبت انفضاض المولد طلعة الشمس.

فقلنا لهم: مَن عرَّفكم بسيدي أحمد رضي الله عنه في بلاد الهند؟ فقالوا: يالله العجب! أطفالنا الصغار لايحلفون إلا ببركة سيدي أحمد رضي الله عنه، وهو من أعظم أيمانهم -انظرو إلى هذا الشرك- وهل أحدٌ يجهل سيدي أحمد رضي الله عنه؟ إن أولياء ما وراء البحر المحيط، وسائر البلاد والجبال يحضرون مولده رضي الله عنه'.

ثم يقول الشعراني: 'وأخبرنى شيخنا الشيخ محمد الشنَّاوي رضي الله عنه أن شخصاً أنكر حضور مولده فسُلب الإيمان!! فلم يكن فيه شعرة تحنُّ إلى دين الإسلام، فاستغاث بسيدي أحمد رضي الله عنه، فقال: بشرط أن لا تعود؟ فقال: نعم، فردَّ عليه ثوب إيمانه! ثم قاله له: وماذا تنكر علينا؟ - يعني: في المولد - قال: اختلاط الرجال والنساء، فقال له سيدي أحمد رضي الله عنه: ذلك واقعٌ في الطواف، -نعم تراهم يختلط الرجال بالنساء في الطواف، ويشبِّه مولده بالطواف- ولم يمنع أحدٌ منه '.

ثم قال: 'وعزة ربي ما عصى أحدٌ في مولدي إلا وتاب وحسنت توبته، وإذا كنتُ أرعى الوحوش والسمك في البحار، وأحميهم من بعضهم بعضاً، أفيعجزني الله -عز وجل- عن حماية مَن يحضر مولدي؟ '.

أقول: هذا هو التصرف في الكون، حتى الوحوش يحميها بعضها من بعض، ويحجزها، والسمك في البحار، فيتصرف في هذه الأمور كلها، فكيف لا يتصرف فيمن يحضر مولده؟ هذا هو أحمد البدوي، ماذا تتوقعون أن يقولوا في مولد الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟

إن قالوا أعظم من هذا؛ فهو -والعياذ بالله- الشرك والكفر، وإن قالوا: لا، نحن نفضل مولد البدوي على مولد الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونعطي البدوي مِن الولاية والاختصاص ما لا نعطي الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فهي الطامَّة الكبرى وإذاً: هم الذين يحتقرون النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا يحبونه، وليس أهل السنة والجماعة -كما يزعمون- فليختاروا مِن هذين ما شاءوا.

يقول: 'وحكى لي شيخنا أيضاً: أن سيِّدي الشيخ أبا الغيث بن كتيلة أحد العلماء بـ"المحلة الكبرى"، وأحد الصالحين بها كان بمصر، فجاء إلى بولاق، فوجد الناس مهتمين بأمر المولد، والنزول في المراكب، فأنكر ذلك، وقال: هيهات أن يكون اهتمام هؤلاء بزيارة نبيِّهم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثل اهتمامهم بأحمد البدوي، فقال له شخص: سيدي أحمد وليٌّ عظيم، فقال: ثَمَّ في هذا المجلس من هو أعلى منه مقاماً، فعزم عليه شخص - أي: عزمه - فأطعمه سمكاً، فدخلتْ شوكةٌ تصلَّبَتْ فلم يقدروا على نزعها بدهن عطاسٍ، ولا بحيلة مِن الحيل، وورِمت رقبتُه حتى صارت كخلية النَّحل تسعة شهورٍ وهو لا يلتذذ بطعام، ولا شراب،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير