تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ننتقل الآن للحديث عن رجال الغيب، ويوجد لدينا عندنا مرجع صاحبه كأنه معاصر وهو النبهاني / [40] توفى سنة (1350هـ).

وحتى لا يقولوا هذه أفكار قديمة -كما يقول بعض الناس- وعفا عليها الزمن، لا، فالنبهاني توفى عام (1350هـ)، وتلاميذه مازالوا موجودين، ومنهم: هؤلاء القوم.

يقول: ' إن رجال الغيب كثيرون، ومنهم رضي الله عنهم "النقباء"، وهم اثنا عشر نقيباً في كل زمان لا يزيدون، ولا ينقصون، ومنهم رضي الله عنهم "النجباء"، وهم ثمانية في كل زمان لا يزيدون، ولا ينقصون، ومنهم رضي الله عنهم "الحواريون"، وهو واحد في كل زمان لا يكون فيه اثنان، فإذا مات ذلك الواحد: أقيم غيره، ومنهم رضي الله عنهم "الرجبيون"، وسموا رجبيين لأن حال هذا المقام لا يكون لهم إلا في شهر رجب، ومنهم رضي الله عنهم "الأبدال"، وهم سبعة لا يزيدون، ولا ينقصون يحفظ الله بهم الأقاليم السبعة!! '

أقول: كما سبق أن قلنا: إن الله عز وجل عند الصوفية لا يتصرف في الكون إلا بواسطة، فالأقاليم السبعة على الجغرافيا القديمة التي كانت قبل ألف سنة، وضع الصوفية سبعة رجال مِن الأبدال كلٌّ منهم يحفظ إقليمه، ويتصرف فيه.

ويقول: 'منهم رضي الله عنهم "الختم"، وهو واحدٌ لا في كل زمان، بل هو واحد في العالم، يختم الله به الولاية المحمدية ' قول: خاتم الأولياء واحد، ولذلك ابن عربي و [41] ابن سبعين، وأحمد التيجاني، ومحمود محمد طه، كلٌّ منهم يدَّعي، ويحرص أن يكون هو خاتم الولاية؛ كما يدَّعي كذابو الشيعة، وغيرهم: أنَّ كلاًّ منهم هو المهدي المنتظر.

يقول: ' ومنهم رضي الله عنهم ثلاثمائة نفس على قلب آدم عليه السلام، ومنهم رضي الله عنهم أربعون نفساً على قلب نوح عليه السلام، ومنهم رضي الله عنهم سبعة على قلب الخليل عليه السلام '.

أقول: سبق أن ذكرنا لكم مِن أن حرصهم على تعظيم الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنما هو تعظيمٌ لأنفسهم؛ لأنهم يقولون: إن رجال الغيب منهم مَن يصل إلى أن يكون على قلب فلان مِن الأنبياء؛ فهو كالنَّبيِّ، وأسقطوا الفرق بين البشر العاديين وبين الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، بل وبين الملائكة أيضاً.

يقول النبهاني: ' ومنهم رضي الله عنهم خمسة على قلب جبريل عليه السلام، ومنهم رضي الله عنهم ثلاثة على قلب ميكائيل عليه السلام، ومنهم رضي الله عنهم واحد على قلب إسرافيل عليه السلام، ومنهم رضي الله عنهم ثمانية عشر نفساً أيضاً هم الظاهر بأمر الله عن أمر الله، ومنهم رضي الله عنهم ثمانية رجال يقال لهم "رجال القوة الإلهيَّة"، ومنهم رضي الله عنهم خمسة عشر نفساً، هم "رجال الحنان والعطف الإلهي"!! ' أقول: هل قوة الله تعالى وحنانه، أو رحمته تكون عن طريق هؤلاء بزعمهم؟!

قال: ' ومنهم رضي الله عنهم أربعةٌ وعشرون نفساً في كل زمان يسمَّون "رجال الفتح"، ومنهم رضي الله عنهم واحد وعشرون نفساً، وهم "رجال التحت السفلي"، ومنهم رضي الله عنهم ثلاثة أنفس، وهم "رجال الإمداد الإلهي والكوني"، ومنهم رضي الله عنهم ثلاثة أنفس "إلاهيون، رحمانيون" في كل زمان، ومنهم رضي الله عنهم رجل واحد وقد تكون امرأة في كل زمان، ومنهم رضي الله عنهم رجلٌ واحدٌ مركَّبٌ ممتزج في كل زمان لا يوجد غيره في مقامه، وهو يشبه عيسى عليه السلام متولِّدٌ بين الروح والبشر، لا يُعرف له أبٌ بشري، كما يحكى عن بلقيس أنها تولدت بين الجنِّ والإنس، فهو مركَّب بين جنسين مختلفين، وهو "رجل البرزخ، به يحفظ الله تعالى البرزخ .. 'إلى آخر كلامه.

انظروا ترتيب هؤلاء الرجال، وانظروا تصنيفهم، أعدادهم، لماذا كانوا بهذا الشكل، ثم هذا الأخير الذي يشبه عيسى عليه السلام، أليس هذا يصدِّق بأن أصل الصوفية، أو مِن أصولها النصرانية التي هي في الأصل منقولة عن النصرانية، نقلها شاؤل اليهودي، فهي في الأصل دسيسة يهودية نقلت من النصرانية ديانة وثنية شرقية إلى النصارى، ثم أخذها هؤلاء عن طريق النصارى؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير