تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الخادم قد عمل عملاً يستحق التأديب، فأدبَّه الشيخ بهذه الصورة العجيبة، ولما حكى ذلك الحاج إبراهيم حكاه بحضور الشيخ، وكان الشيخ واقفاً، فقال لي الشيخ: لا تصدِّقه، وانظر، ثم أخذ بيدي بالجبر عني ووضعها على موضع إحليله!! فلم أحس بشيءٍ مطلقاً حتى كأنَّه ليس برجلٍ بالكلية فرحمه الله ورضي عنه! ما أكثر عجائبه، وكراماته '. انتهى كلام النبهاني في صفحة [209].

انظروا هذه الكرامات! هل هذه مِن الكرامات يضرب المريد بعضوه! وهناك أشياء كثيرة يمنعني الحياء عن ذكر بعضها، ولكن رأيتُ أن لابدَّ أن نذكر البعض على الأقل حتى تُعرف حقيقة هؤلاء الذين يدَّعون الطهارة، ويدَّعون الولاية.

ويقول: ' مِن كراماته ما أخبرني به بعض الثقات مِن أهل طرابلس وأظنُّه الحاج محمد الدبوسي، قال المخبِر: كان في طرابلس رجل مِن الشباب قليل الحياء، معجباً بإحليله! فكان يمازح الشيخ مزاحاً بارداً فإذا رآه: يضع ذلك الشاب يده على إحليل نفسه ويقول له: هل عندك مثل هذا؟

-الشاب يقول للشيخ: ما عندك مثل هذا العضو!؟ -

فكان الشيخ يضحك مِن ذلك، فلمَّا تكرر هذا الأمر مرة بعد أخرى مِن ذلك الشاب لقِيَه مرة، فقال له مثل ما يقول، فضربه الشيخ عليه بيده، وقال له: اذهب، فذهب كأنه امرأة لم يتحرك له شيء!!.

ومِن الكرامات التي يذكرونها أيضاً، قال السراج: ' رُوِّينا أنَّ امرأةً يقارب عمرها عشرين سنَةً بدمشق المحروسة أعطاها سيدي تاج الدين نصيباً صالحاً مِن الأسرار، ثم سكنت "المرقب"، وصار الفقراء يترددون إلى منزلها، فمرَّ عليها فقيران وأقامَا مدة وأرتْهُما أحوالاً عظيمةً، ومكاشفات عجيبة، ثم طمَّع أحدُهما نفسَه بها لما رأى من إحسانها وودها، وسألها ما يسأل النساء، فأجابته ظاهراً، واعتقد القبول لاستحكام غفلته، فلمَّا ضاجعها ليلاً وجدها خشبةً يابسةً! فقال لنفسه المكابِرة الأمَّارة: الثديانِ ألينُ شيءٍ في المرأة! فلمسهُما فوجدَهما كحجرين، فلمَس أنفَها، فلم يجد أنفاً فعند ذلك اقشعر جلده! ' اهـ.

ما يفعله الأولياء في خلواتهم!!

كرامات الحداد

وهذا عبد الله با علوي الحداد -وهو أيضاً مِن كبارهم وله كتب أذكار توزع في مكة كثيراً- يقول عنه صاحبه: ' له كرامات كثيرة، مِنها: أنَّ أحدَ تلامذَتِه وهو الشيخ حسين بن محمد بافضل كان معه حين حج، فلما وصل إلى المدينة مرض مرضاً أشرف فيه على الموت، وكُشف للسيد عبد الله المذكور أنَّ حياةَ الشيخ قد انقضت، فجمع جماعةً مِن أصحابه، واستوهب مِن كلِّ واحدٍ منهم شيئاً مِن عُمُره -أي: حتى يضمَّه إلى عُمُر الشيخ- فأول مَن وهبه السيد عمر أمين، فقال: وهبتُه مِن عمُري ثمانية عشر يوماً، فسئل عن ذلك، فقال: مدة السفر مِن طيبة إلى مكة اثنا عشر يوماً، وستة أيام للإقامة بها، ووهبه آخرون شيئاً مِن أعمارهم، فعاش الرجل! وذهب إلى مكة، وما مات حتى انتهت الأيام التي أعطوْه '.

انظروا كيف يتصرَّفون حتى في أعمارهم وأعمار غيرهم، يعطونهم وينقصونهم كيفما يشاءون؟!

وينقل عنه صاحب المشرع الروي في فضائل آل با علوي [2/ 409] يقول:

' اشترط رجل عليه أن يضمَن له الجنَّة، فدعا له بالجنَّة، فحسُنت حال الرجل، وانتقل إلى رحمة الله، وشيَّعه السيد عبد الله المذكور، وحضر دفنَه، وجلس عند قبره فتغير وجهه -أي: تغير وجه باعلوي وهو واقف على القبر ثم ضحك، واستبشر، فسئل عن ذلك، فقال: إن الرجل لما سأله الملكان عن ربه: مَن ربك؟ قال: شيخي عبد الله باعلوي!! فتعبتُ لذلك!! -أي: عبد الله - فسألاه أيضاً فأجاب بذلك، فقالا: مرحباً بك، وبشيخك عبد الله باعلوي، فلمَّا قبِله الملَكان، وقبِلاني معه فرِحتُ '.

ويعلِّقُ المؤلف، فيقول: ' قال بعضهم هكذا يجب أن يكون الشيخ يحفظ مريدَه حتى بعد موته '.

قال: ' ومِن كراماته: أنَّه كان يخبر أصحابه بما في بيوتهم، أو بما يضمرونه -أي: في أنفسهم- ويخبر أهلَهم بما يخفونه عنه، وأخبر جماعةً قصدوه مِن بعيدٍ بما وقع لهم في طريقهم.

ومنها: أنَّه ما استغاث به أحدٌ بصدقِ نيَّةٍ وحسنِ الظن إلا أتاه الغوث سريعاً '.

وجد في الطبعة الأخيرة مِن المشْرَع الروي الذي طبعه الشاطري في جدة حذف بعض الكرامات، ويكتبون تحتها: هاهنا شيءٌ حذفناه، لكن نجد في كتاب: جامع كرامات الأولياء كل هذه الكرامات موجودة بكاملها، فأحببتُ أن أنبِّه لذلك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير