تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مدين الأشموني ' جاءته امرأةٌ فقالت: هذه ثلاثون ديناراً وتضمَن لي على الله الجنَّة! فقال الشيخ رضي الله عنه مباسطاً لها: لا يكفي ثلاثون ديناراً -قليلة! - فقالت: لا أملك غيرَها، فضمِن لها على الله الجنَّة!! فماتت، فبلغ ورثتَها ذلك، فجاءوا يطلبون الثلاثين ديناراً مِن الشيخ، وقالوا: هذا الضمان لا يصح، فجاءتْهم في المنام، وقالت لهم: اشكروا لي فضل الشيخ فإنِّي دخلتُ الجنة!! فرجعوا عن الشيخ ' انظروا إلى حد تلاعب الشياطين والجن بهم حيث أنهم جاءوا لتلك المرأة في شكل جنِّ، والتعامل مع الجن هو الذي يجعله يسخر أمثال هؤلاء.

ومِن كراماته أيضاً، يقول: ' إن منارة زاويته -الموجودة الآن- لما فرغ مِن البناء منها مالت إليه، وخاف أهل الحارة منها فأجمع المهندسون على هدمها، فخرج إليهم الشيخ على قبقابه فأسند ظهره إليها وهزَّها والنَّاس ينظرون، فجلستْ على الاستقامة إلى وقتنا هذا '.

قال: ' ومرض سيدي مدين رضي الله عنه مرضاً أشرف فيه على الموت فوهبه الشريمي مِن عمره عشر سنين ثم مات في غيبة الشريمي رضي الله عنه، فجاء وهو على المغتسل، فقال: كيف مِتَّ! وعزَّة ربي لو كنتُ حاضراً ما خليتك تموت '.

مِن كراماته أيضاً ' أنَّه مرَّ به إنسانٌ يقود بقرة حلابة، فقال له: احلب لي شيئاً مِن اللبن أشربه، فقال له: هذه "ثور"، فصارت في الحال ثوراً ولم تزل ثوراً إلى أن ماتت '.

ومن كراماته أيضاً ' أنه كان يوماً يتوضأ في البالوعة التي في "رباط الزاوية"، فأخذ فردة القبقاب فضرب بها نحو بلاد المشرق -يعني: الحذاء رماها نحو بلاد المشرق- ثم جاء رجلٌ مِن تلك البلاد بعد سنَةٍ وفردة القبقاب معه، وأخبر أن شخصاً مِن العيَّار -يعني: مِن قطاع الطريق- عبث بابنته في البريَّة - فقالت: يا شيخ أبي لاحظني لأنَّها لم تعرف أنَّ اسمه مدين - ما نادته باسمه، استغاثت بشيخ أبيها - فيقول: وهي مِن ذلك الوقت إلى الآن عند ذريته رضي الله عنه. -محتفظين بالقبقاب!! - '

وهذا الأشموني، خرج رجل فقير يوماً مِن الزاوية، فرآى جرةَ خمرٍ مع إنسان فكسرها، فبلغ الشيخ رضي الله عنه ذلك فأخرجه من الزاوية وقال: ' ما أخرجته لأجل إزالة المنكر، وإنَّما هو لإطلاق بصره حتى رأى المنكر؛ لأنَّ الفقير لا يجاوز بصرُه موضع قدميه فعاقبه على ذلك! '.

كل هذه الخرافات موجودة في طبقات الشعراني [2/ 93]، وجامع كرامات الأولياء [2/ 249]

كرامات موسى بن ماهين

موسى بن ماهين المارديني، يقول النبهاني: ' وقع بماردين حريق فاحش، وفشا في البلد، وعظم أمره، فاستغاث الناس بالشيخ موسى بن ماهين رحمة الله عليه، فأمرهم بإلقاء عكازه في النار، فانطفأت كأنْ لم تكن! فقال: إنَّ الله وعدني ألاَّ يحترق بالنار ما مسَّته يدي! 'أهـ.

أي شيءٍ تمسه يدُه، فما بالك بالمريدين الذين باركهم!؟

كرامات محمد بن علي

يحكون من كراماتمحمد بن علي بن محمَّد صاحب مرباط: ' أنَّ خادمه بإفريقيا سافر سفراً طويلاً فبلغ أهله أنَّه قد مات، فتعبوا وأتوا إلى الأستاذ، فأطرق ساعةً، وقال: لم يمُت بإفريقيا، فقيل له: قد جاء الخبر بموته، فقال: إني اطَّلعت على أهل الجنَّة! فلم أجده فيها! ولن يدخل فقيري النَّار! ثم جاء الخبر بحياته! 'أهـ.

كيف عرف الشيخ أنَّه ما مات؟ قال: ' اطَّلعتُ على الجنَّة فلم أجده فيها، والنَّار لا يدخلها لأنَّه مِن تلاميذي -فقيري-! '.

إذاً هذا الرجل لم يمت، فما يزال حيّاً، ثم وقع كما قال بدعواهم، وبزعمهم.

كرامات البسطامي

وينقلون عن أبي يزيد البسطامي -كما نقل الشعراني [2/ 49]- يقول: ' كان لا يخطر بقلبي شيءٌ إلا أخبرني به ' يقول: ' إنَّ شقيقاً البلخي، وأبا تراب النخشبي قدما على أبي يزيد، فقُدِّمَتُ السفرة، وكان هناك شابٌّ يخدم أبا يزيد، فقال له البلخي: كُلْ معنا يا بني، أو قال يا فتى، فقال: إني صائم , فقال له أبو تراب ' - وأبو تراب النخشبي هو الذي اعترض على الإمام أحمد وقال له: ' النَّاس يشتغلون بالذِّكر، وأنت تشتغل بهذا ضعيف وهذا حسن ' ونهره الإمام أحمد رضي الله عنه نهراً شديداً بسبب ذلك، هؤلاء لا يريدون أحداً يقول: ضعيف، وحسن، فكلُّ حديثٍ يضعونه كما يشاءون: فهو عندهم كما يريدون حتى ينفتح لهم المجال لهدم دين الإسلام، فيضعوا مِن الأحاديث ما شاءوا مثل ما رأينا في كتاب الذخائر من الموضوعات،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير