وكان يقول: ' قلت لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنَّ النَّاس يكذبوني في صحة رؤيتي لك، فقال: وعزة الله وعظمته مَن لم يؤمن بها أو كذَّبك فيها لا يموت إلا يهوديّاً أو نصرانيّاً أو مجوسيّاً! '
أقول: هذا الكلام لا يحتاج إلى تعليق.
كرامات أبي السجاد
عن رجلٍ مِن أوليائهم يُدعى أبو السجاد بن عمر بن يحي التغلبي، يقول: ' مِن كراماته أنَّه أوتيَ الاسم الأعظم، ومِن ذلك أنَّه أوتي خصِّيصة مِن خصائص الأنبياء عليهم السلام: أنَّه كان إذا أراد التبرز انفتحت له الأرض، وابتلعت ما يخرج منه ' ولذلك يحاولون أن يثبتوا مثل هذه للرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لأنَّه لو لم يثبت للرسول ما ثبت لهذا التغلبي.
كرامات علي الخلعي
وهذا علي الخلعي يقول: ' هتف بي هاتف ناداني باسمي، فقلتُ: لبَّيك داعي الله، فقال: قل لبَّيك ربي الله -أي: أن الله الذي نادى، وليس داعيه- ما تجد مِن الألم؟ فقلت: إلهي وسيدي: الحمَّى '.
أحمد بن محمد الجزيري 'كان عنده جماعة - أي: مِن المريدين - فقال: هل فيكم مَن إذا أراد الله أن يُحدث في المملكة حدثاً أعلمه قبل إبدائه؟ قالوا: لا، قال: فابكوا على قلوبٍ لم تجد في الله شيئاً مِن هذا '.
فعندما يدافع هاشم الرفاعي وأصحابه أن الله يستشير النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والمفروض أن يكون في المريدين مَن يستشيره الله ويعلمه، فكيف نستغرب دفاعهم عن أن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستشار؟ أو يقال له شيء مِن ذلك؟
كرامات أبي رباح الدجاني
ومِن أوليائهم أيضاً رجلٌ رفاعي يدعى عبد القادر أبو رباح الدجاني يقول عنه النبهاني: ' أمَّا من جهة كراماته فإنَّها متواترة بين الناس، وقد شاهدتُ منها بنفسي أنَّه في حالة الذِّكر أمسك رجلاً مِن مريديه سيفاً كلَّ واحدٍ منهما مِن طرفٍ وجعل حدَّه إلى أعلى، فوقف الشيخ على حدِّه، وبقي كذلك مدة قصيرة مِن الزمان، ثم نزل ومشى ولم يتأثر بشيءٍ '.
وهذا كثيرٌ عن الرفاعية.
يقول: ' -ولهذا الرفاعي - رسالة حافلة في إثبات أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أطلعه الله تعالى علمَ المغيَّبات الخمس وغيرها قبل انتقاله للدار الآخرة ' وعلى هذه الرسالة وأمثالها يعتمد هاشم الرفاعي وأصحابه في تثبيت أنَّ الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعلم الغيب كله.
يقول: أمَّا كراماته، -ونذكر منها واحدةً- وهي ما أخبرني الحاج محمد أبو جيَّاب وهو مِن تلاميذه الصادقين الآخذين عنه، قال: إنَّه كان جالساً مع الشيخ في حجرة صغيرةٍ مِن حُجر جامع "يافا" الكبير، فاعترى الشيخَ حالٌ، فجعل يكبُر، ويتعاظم، وكلَّما كبُر جسمُه يتزحزح أبو جياب مِن مكانه حتى ملأ الحجرة، فلم يجد له مكاناً يجلس فيه، فخرج المريد، وجلس بالباب، ثم رجع الشيخ إلى عادته تدريجيّاً حتى عاد كما كان، فقال لأبي جياب: لأي شيءٍ أنت خارج الحجرة؟ قال: ياسيدي ما أبقيتْ لي مكاناً، فضحك الشيخ قدَّس الله سرَّه، فقال له: ياولدي هذا مقام يعتري الرجال، وأعلاه ماكان يعتري القطب الرفاعي قدس الله سرَّه فكان ينماع كالماء.
ومنها أي: كرامات الرفاعي أيضاً: أنَّه كان يذوب حتى يكون كأنَّه قطرة ماء! فيقولون له: ما هذا؟! فيقول: هذا مِن خوف الله عزَّ وجل.
وهناك خرافات أخرى نستعرضها بسرعة:
كرامات حسن سكر
حسن سكر الدمشقي ' جاءوا إليه بمائةٍ مِن قطع الفضَّة المغشوشة فأخذها، وألقاها في فمه، وابتلعها، وفي الحال جلس بصورة مَن يقضي حاجته، فأخرجها مِن أسفله دنانير مِن الذهب! فأخذوها، وقالوا: هذا مِن كراماته '.
كرامات أحمد بطرس
يقول النبهاني: 'أحمد بن بطرس الشيخ العارف بالله تعالى -كما يقول- المكاشَف بأسرار غيب الله، كان إذا أردا أن يتكلم بكشف: يُطرق رأسَه إلى الأرض، ثمَّ يرفعه وعيناه كالجمرتين يلهث كصاحب الحِمل الثقيل، ثم يتكلم بالمغيَّبات. '
لأنَّ الجنَّ هي التي تكلمه وتخاطبه، يتلقى منها فيلهث.
¥