قال التلميذ: فخرجتُ فوجدتُ الكعبة بهيئتها وصفتها التي أعرفها وهي طائفة حول دار الشيخ وفي أرجائها رجالٌ يترنَّمون بأصواتٍ طيَّبةٍ بأشياء، مِن جملتها:
قد اصطفى رجالاً دلَّلهم دلالاً
كرامات المرثي
وأيضاً المرثي، تلميذ الشاذلي، من أصحاب الشاذلية، ينقلون مِن كراماته أنَّه كان يقول: ' لي أربعون سنَةً ما حُجبت عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولو حُجبتُ عنه طرفةَ عينٍ ما عددتُ نفسي مِن جملة المسلمين '.
وينقلون أيضاً عنه أنه كان يقول: ' قد يطلع الله الوليَّ على غيبه إذا ارتضاه بحكم التبع للرسل عليهم الصلاة والسلام، ومِن هنا نطقوا بالمغيبات وأصابوا الحق فيها'.
ولذلك دعواهم في هذه الكتب الثلاثة وفي غيرها، وكما يدَّعي المالكي دائماً ويذكر دائماً أنَّ الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعلم الغيب، وإنما مرادهم إثبات ذلك للأولياء والمشايخ بالتبع كما يدَّعون.
كرامات الأديمي
أحمد بن جعد الأديمي، يقولون: ' أتته امرأة، وقالت: ادعُ لي أن يرزقني الله ولداً ذكراً، فقال: سترزقين ذلك!! فوضعت أنثى! فقالت: له فيه، فقال: والله ما قلتُ لك إلا بعد ما مسستُ ذَكَره بيدي هذه، ولكن أراد الله أن يكذب هذه اللحية!! '
انظروا هذا الدجال الكذاب، وهذا العذر الذي اعتذر به.
كرامات بهاء الدين النقشبندي
وهذا المدعو محمد بهاء الدين نقشبند، إمام وشيخ الطائفة النقشبندية، يذكرون مِن كراماته أنَّه قال: ' خرجتُ يوماً أنا ومحمد الزاهد إلى الصحراء، وكان مريداً صادقاً، ومعنا المعاول نشتغل بها، فمرت بنا حالة أوجبت أن نرمي المعاول ونتذاكر في المعارف، فما زلنا كذلك حتى انْجرَّ الكلام معنا إلى العبودية، فقلت له: تنتهي -أي: العبودية- إلى درجة إذا قال صاحبها لأحدٍ " مُتْ " مات في الحال، ثم وقع لي أن قلت له ساعة: إذ مُت، فمات حالاً! واستمر ميِّتاً مِن وقت الضحى إلى نصف النهار، قال: فازددت قلقاً إلى وقت إذ قلت له: يا محمد! احيا -أي: قيل له: قل يا محمد احيا- فقلت له ذلك ثلاث مرات، فأخذتْ تسري فيه الحياة شيئاً فشيئاً، وأنا أنظر إليه حتى عاد إلى حاله الأولى '.
وينقلون عن نقشبند أيضاً ' أنَّه دعاه بعضهم في بخارى، قال للمولى نجم الدين -من تلاميذه-: أتمتثل كلَّ ما آمرك به؟ قال: نعم، قال: فإن أمرتُك بالسرقة تفعلها؟ قال: لا، قال: ولم؟ قال: لأنَّ حقوق الله تكفرها التوبة، وهذه مِن حقوق العباد، قال: إن لم تمتثل أمرنا فلا تصحبنا! ففزع المولى نجم الدين فزعاً شديداً وضاقت عليه الأرض بما رحبت، وأظهر التوبة والندم، وعزم على أن لا يعصي له أمراً -أي: حتى ولو كان معصية- قال: فرحمه الحاضرون، وشفعوا له عنده، وسألوه العفو عنه، فعفا عنه ' انظروا إلى هذا التحكم.
كرامات عبد الرحمن السقاف
عبد الرحمن بن محمد الملقب بالسقاف مولى الدويلة في المشْرَع الروي نقل أنه اشتهرت فضائله في الآفاق، مِن كراماته: ' أنَّه شوهد في مشاعر الحج سنين عديدة، فسأله بعض خواصه هل حججت؟ فقال: أمَّا في الظاهر فلا.
ومنها: أنَّه رؤي في أماكن متعددة في آنٍ واحد ' انظروا كيف تتمثل الشياطين بأشكالهم وتذهب في أماكن أخرى لتضل العالمين.
وقال تلميذه الشيخ عبد الرحيم بن علي الخطيب: ' ما خَطر لي في قلبي شيء إلا وفعله شيخنا! .. -وقال- ومِن كراماته: أنَّه أمسك الشمس عن الغروب '.
قال: ' ومما أخبر به مِن المغيَّبات أنَّه قال لزوجته التي بقرية "العز " -وكانت حاملاً-: ستلدين غلاماً، ويموت في يوم كذا وأعطاهم ثوبه، وقال: كفِّنوه بِهذا، وسافر، فكان الأمر كما قال!
وقالت له بعض زوجاته: إنَّ أبي قد طال به المرض فادع له بالعافية، أو بتعجيل الوفاة، فقال لها: سيموت أبوك في يوم كذا، فكان كما قال!! '
ومما ينسبونه ويدَّعونه إلى مسلم بن يسار التابعي: ' أنَّ مالك بن دينار -رحمه الله- رآه بعد موته بسنَةٍ، فسلَّم عليه، فلم يردَّ، قال: ما منعك أن ترد؟ قال: أنا ميِّت كيف أرد؟ '
انظروا! معاندة العقل، والتناقض مع العقل، ينقلون هذا وينسبونه للتابعين.
¥