تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكذلك مسيلمة الكذاب وكان معه من الشياطين من يخبره بالمغيبات ويعينه على بعض الأمور وأمثال هؤلاء كثيرون مثل الحارث الدمشقى الذى خرج بالشام زمن عبد الملك بن مروان وادعى النبوة وكانت الشياطين يخرجون رجليه من القيد وتمنع السلاح ان ينفذ فيه وتسبح الرخامة إذا مسحها بيده وكان يرى الناس رجالا وركبانا على خيل فى الهواء ويقول هى الملائكة وإنما كانوا جنا ولما أمسكه المسلمون ليقتلوه طعنه الطاعن بالرمح فلم ينفذ فيه فقال له عبد الملك انك لم تسم الله فسمى الله فطعنه فقتله

وهكذا أهل الأحوال الشيطانية تنصرف عنهم شياطينهم اذا ذكر عندهم ما يطردها مثل آية الكرسى فانه قد ثبت فى الصحيح عن النبى فى حديث أبى هريرة رضى الله عنه لما وكله النبى بحفظ زكاة الفطر فسرق منه الشيطان ليلة بعد ليلة وهو يمسكه فيتوب فيطلقه فيقول له النبى صلى الله عليه وسلم ما فعل اسيرك البارحة فيقول زعم أنه لا يعود فيقول كذبك وانه سيعود فلما كان فى المرة الثالثة قال دعنى حتى اعلمك ما ينفعك إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسى الله لا إله إلا هو الحى القيوم إلى آخرها فانه لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فلما اخبر النبى قال صدقك وهو كذوب واخبره انه شيطان

ولهذا إذا قرأها الانسان عند الأحوال الشيطانية بصدق ابطلتها مثل من يدخل النار بحال شيطانى او يحضر سماع المكاء والتصدية فتنزل عليه الشياطين وتتكلم على لسانه كلاما لا يعلم وربما لا يفقه وربما كاشف بعض الحاضرين بما فى قلبه وربما تكلم بألسنة مختلفة كما يتكلم الجنى على لسان المصروع والانسان الذى حصل له الحال لا يدرى بذلك بمنزلة المصروع الذى يتخبطه الشيطان من المس ولبسه وتكلم على لسانه فاذا افاق لم يشعر بشىء مما قال ولهذا قد يضرب المصروع وذلك الضرب لا يؤثر فى الانسى ويخبر اذا افاق انه لم يشعر بشىء لان الضرب كان على الجنى الذى لبسه

ومن هؤلاء من يأتيه الشيطان بأطعمة وفواكه وحلوى وغير ذلك مما لا يكون فى ذلك الموضع ومنهم من يطير بهم الجنى إلى مكة او بيت المقدس او غيرهما ومنهم من يحمله عشية عرفة ثم يعيده من ليلته فلا يحج حجا شرعيا بل يذهب بثيابه ولا يحرم إذا حاذى الميقات ولا يلبى ولا يقف بمزدلفة ولا يطوف بالبيت ولا يسعى بين الصفا والمروة ولا يرمى الجمار بل يقف بعرفة بثيابه ثم يرجع من ليلته وهذا ليس بحج ولهذا رأى بعض هؤلاء الملائكة تكتب الحجاج فقال الا تكتبونى فقالوا لست من الحجاج يعنى حجا شرعيا

وبين كرامات الأولياء وما يشبهها من الأحوال الشيطانية فروق متعددة

منها ان كرامات الأولياء سببها الايمان والتقوى و الأحوال الشيطانية سببها ما نهى الله عنه ورسوله وقد قال تعالى قل انما حرم ربى الفواحش ما ظهر منها وما بطن والأثم والبغى بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون فالقول على الله بغير علم والشرك والظلم والفواحش قد حرمهاالله تعالى ورسوله فلا تكون سببا لكرامة الله تعالى بالكرامات عليها فاذا كانت لا تحصل بالصلاة والذكر وقراءة القرآن بل تحصل بما يحبه الشيطان وبالامور التى فيها شرك كالاستغاثة بالمخلوقات أو كانت مما يستعان بها على ظلم الخلق وفعل الفواحش فهى من الاحوال الشيطانية لا من الكرامات الرحمانية

ومن هؤلاء من اذا حضر سماع المكاء والتصدية يتنزل عليه شيطانه حتى يحمله فى الهواء ويخرجه من تلك الدار فاذا حصل رجل من أولياء الله تعالى طرد شيطانه فيسقط كما جرى هذا لغير واحد

ومن هؤلاء من يستغيث بمخلوق إما حى أو ميت سواء كان ذلك الحى مسلما أو نصرانيا او مشركا فيتصور الشيطان بصورة ذلك المستغاث به ويقضى بعض حاجة ذلك المستغيث فيظن انه ذلك الشخص أو هو ملك على صورته وانما هو شيطان اضله لما اشرك بالله كما كانت الشياطين تدخل الأصنام وتكلم المشركين ومن هؤلاء من يتصور له الشيطان ويقول له أنا الخضر وربما اخبره ببعض الامور واعانه على بعض مطالبه كما قد جرى ذلك لغير واحد من المسلمين واليهود والنصارى وكثير من الكفار بأرض المشرق والمغرب يموت لهم الميت فيأتى الشيطان بعد موته على صورته وهم يعتقدون أنه ذلك الميت ويقضى الديون ويرد الودائع ويفعل اشياء تتعلق بالميت ويدخل على زوجته ويذهب وربما يكونون قد أحرقوا ميتهم بالنار كما

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير