تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وليعلم قبل الشروع في الكلام مع هذا المعترض أن شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ لم يحرم زيارة القبور على الوجه المشروع في شيء من كتبه ولم ينه عنها ولم يكرهها بل استحبها وحض عليها ومناسكه ومصنفاته طافحة بذكر استحباب زيارة قبر النبي ـ ? ـ وسائر القبور. قال ـ رحمه الله تعالى ـ في بعض مناسكه: باب زيارة قبر النبي ـ ? ـ إذا أشرف على مدينة النبي ـ ? ـ قبل الحج أو بعده فليقل ما تقدم ... ثم يأتي قبر النبي ـ ? ـ فيستقبل جدار القبر ولا يمسه ولا يقبله ويجعل القنديل الذي في القبلة عند القبر على رأسه ليكون قائماً وجاه النبي ـ ? ـ ويقف متباعداً كما يقف لو ظهر في حياته بخشوع وسكون، منكس الرأس، غاض الطرف، مستحضراً بقلبه جلالة موقفه، ثم يقول: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته السلام عليك يا نبي الله وخيرته من خلقه، السلام عليك يا سيد المرسلين وخاتم النبيين وقائد الغر المحجلين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله، أشهد أنك قد بلغت رسالات ربك، ونصحت لأمتك، ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وعبدت الله حتى أتاك اليقين فجزاك الله أفضل ما جزى نبياً ورسولاً عن أمته، اللهم آته الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، يغبطه به الأولون والآخرون، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم احشرنا في زمرته، وتوفنا على سنته، وأوردنا حوضه، وأسقنا بكأسه مشرباً روياً لا نظمأ بعده أبداً، ثم يأتي أبا بكر وعمر ـ رضي الله عنهما ـ فيقول: السلام عليك يا أبا بكر الصديق، السلام عليك يا عمر الفاروق السلام عليكما يا صاحبي رسول الله ـ ? ـ وضجيعيه ورحمة الله وبركاته جزاكما الله عن صحبة نبيكما وعن الإسلام خيرا، سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار.

الموضع الرابع عشر:

وقال أيضاً في الصارم المنكي في الرد على السبكي (ص64):

وقد علم أن الزيارة نوعان: شرعية، وغير شرعية؛ فالشرعية لم يمنع منها شيخ الإسلام ولم ينه عنها في شيء من فتاويه ومؤلفاته ومناسكه بل كتبه مشحونة بذكرها ومن نسب إليه أنه منع منها أو نهى عنها أو قال: هي معصية بالإجماع مقطوع بها: فقد كذب عليه وافترى، وقال عنه ما لم يقله قط وقد قال الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ في منسك له صنفه في أواخر عمره فصل [منسك شيخ الإسلام (ص92)] وإذا دخل المدينة قبل الحج أو بعده فإنه يأتي مسجد النبي ـ ? ـ ويصلي فيه والصلاة فيه خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام ولا تشد الرحال إلا إليه وإلى المسجد الحرام والمسجد الأقصى هكذا ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة وأبي سعيد وهو مروي من طرق أخر ومسجده كان أصغر مما هو اليوم وكذلك المسجد الحرام لكن زاد فيهما الخلفاء ومن بعدهم وحكم الزيادة حكم المزيد في جميع الأحكام ثم يسلم على النبي ـ ? ـ وصاحبيه فإنه قد قال: "ما من رجل يسلم عليّ إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام" رواه أبو داود وغيره. وكان عبد الله بن عمر إذا دخل المسجد قال: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبت، ثم ينصرف وهكذا كان الصحابة يسلمون عليه وإذا قال في سلامه: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا نبي الله، السلام عليك يا خيرة الله من خلقه، السلام عليك يا أكرم الخلق على ربه، السلام عليك يا إمام المتقين فهذا كله من صفاته بأبي هو وأمي ـ ? ـ وإذا صلى عليه مع السلام عليه فهذا مما أمر الله به. إ. هـ

الموضع الخامس عشر:

وقال أيضاً في الصارم المنكي في الرد على السبكي (ص151):

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير