تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أبو عبيد أحد الأئمة الأربعة الذين هم الشافعى وأحمد واسحق وأبو عبيد وله من المعرفة بالفقه واللغة والتأويل ما هو أشهر من أن يوصف وقد كان فى الزمان الذى ظهرت فيه الفتن والاهواء وقد أخبر أنه ما أدرك أحدا من العلماء يفسرها أى تفسير الجهمية

وروى اللالكائى والبيهقى باسنادهما عن عبدالله بن المبارك أن رجلا قال له يا أبا عبدالرحمن انى أكره الصفة عنى صفة الرب فقال له عبدالله بن المبارك وأنا أشد الناس كراهية لذلك ولكن اذا نطق الكتاب بشىء قلنا به واذا جاءت الآثار بشىء جسرنا عليه ونحو هذا

أراد ابن المبارك أنا نكره أن نبتدىء بوصف الله من تلقاء أنفسنا حتى يجىء به الكتاب والآثار

وروى عبدالله بن أحمد وغيره بأسانيد صحاح عن ابن المبارك أنه قيل له بماذا نعرف ربنا قال بأنه فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه ولا نقول كما تقول الجهمية أنه ههنا فى الأرض وهكذا قال الإمام أحمد وغيره

وروى باسناد صحيح عن سليمان بن حرب الامام سمعت حماد بن زيد وذكر هؤلاء الجهمية فقال انما يحاولون أن يقولوا ليس فى السماء شىء

وروى ابن أبى حاتم فى كتاب الرد على الجهمية عن سعيد بن عامر الضبعى امام أهل البصرة علما ودينا من شيوخ الامام أحمد أنه ذكر عنده الجهمية فقال أشر قولا من اليهود والنصارى وقد أجمع اليهود والنصارى وأهل الأديان مع المسلمين على أن الله على العرش وهم قالوا ليس على شىء

وقال محمد بن اسحاق بن خزيمة امام الأئمة من لم يقل أن الله فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه وجب ان يستتاب فان تاب والا ضربت عنقه ثم ألقى على مزبلة لئلا يتأذى بريحه أهل القبلة ولا أهل الذمة ذكره عنه الحاكم باسناد صحيح

وروى عبدالله بن الامام أحمد باسناده عن عباد بن العوام الواسطى امام أهل واسط من طبقة شيوخ الشافعى وأحمد قال كلمت بشرا المريسى وأصحاب بشر فرأيت آخر كلامهم ينتهى أن يقولوا ليس فى السماء شىء

وعن عبدالرحمن بن مهدى الامام المشهور أنه قال ليس فى أصحاب الأهواء شر من أصحاب جهم يدورون على أن يقولوا ليس فى السماء شىء أرى والله ان لا يناكحوا ولا يوارثوا

وروى عبدالرحمن بن أبى حاتم فى كتاب الرد على الجهمية عن عبدالرحمن بن مهدى قال أصحاب جهم يريدون أن يقولوا ان الله لم يكلم موسى ويريدون أن يقولوا ليس فى السماء شىء وان الله ليس على العرش أرى أن يستتابوا فان تابوا والا قتلوا

وعن الأصمعى قال قدمت امرأة جهم فنزلت بالدباغين فقال رجل عندها الله على عرشه فقالت محدود على محدود فقال الأصمعى كفرت بهذه المقالة

مجموع الفتاوى [جزء 5 - صفحة 58]

وكلام الأئمة فى هذا الباب أطول وأكثر من أن تسع هذه الفتيا عشره وكذلك كلام الناقلين لمذهبهم

مثل ما ذكره أبو سليمان الخطابى فى رسالته المشهورة فى الغنية عن الكلام وأهله قال فأما ما سألت عنه من الصفات وما جاء منها فى الكتاب والسنة فان مذهب السلف اثباتها واجراؤها على ظواهرها ونفى الكيفية والتشبيه عنها وقد نفاها قوم فابطلوا ما أثبته الله وحققها قوم من المثبتين فخرجوا فى ذلك الى ضرب من التشبيه والتكييف وانما القصد فى سلوك الطريقة المستقيمة بين الأمرين ودين الله تعالى بين الغالى فيه والجافى والمقصر عنه

والأصل فى هذا أن الكلام فى الصفات فرع على الكلام فى الذات ويحتذى فى ذلك حذوه ومثاله فاذا كان معلوما أن اثبات البارى سبحانه انما هو اثبات وجود لا اثبات كيفية فكذلك اثبات صفاته انما هو اثبات وجود لا اثبات تحديد وتكييف

فإذا قلنا يد وسمع وبصر وما أشبهها فانما هى صفات اثبتها الله لنفسه ولسنا نقول أن معنى اليد القوة أو النعمة ولا معنى السمع والبصر العلم ولا نقول انها جوارح ولا نشبهها بالأيدى والأسماع والأبصار التى هى جوارح وأدوات للفعل ونقول أن القول انما وجب باثبات الصفات لأن التوقيف ورد بها ووجب نفى التشبيه عنها لأن الله ليس كمثله شىء وعلى هذا جرى قول السلف فى أحاديث الصفات هذا كله كلام الخطابى

وهكذا قاله أبو بكر الخطيب الحافظ فى رسالة له أخبر فيها أن مذهب السلف على ذلك

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير