تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الأخلاقية وقد أوردت هذا المبحث استطراداً لبيان وجهة النظر في هذه المسألة اقتباساً من قوله تعالى الَّذِى عَلَّمَ بِالْقَلَمِ وباللَّه التوفيق مسألة بيان أولية الكتابة عامة والعربية خاصة وأول من خط بالقلم على الأرض جاء في المطالع النصرية للمطابع المصرية في الأصول الخطية المطبوع ما نصه وإنما أصول الكتابة اثني عشر على ما قاله ابن خلكان وتبعه كثير من المؤلفين كالدميري في حياة الحيوان والحلبي في السيرة وغيرهما قال إن جميع كتابات الأمم من سكان المشرق والمغرب اثنتي عشرة كتابة خمس منها ذهب من يعرفها وبطل استعمالها وهي الحميرية والقبطية والبربرية والأندلسية واليونانية وثلاث منها فقد من يعرفها في بلاد الإسلام ومستعملة في بلادها وهي السريانية والفارسية والعبرانية والعربية انتهى كلامه باختصار وفيه ما فيه قال والحميرية هي خط أهل اليمن قوم هود وهم عاد الأولى وهي عاد إرم وكانت كتابتهم تسمى المسند الحميري وكانت حروفها كلها منفصلة وكانوا يمنعون العامة من تعلمها فلا يتعاطاها أحد إلا بإذنهم حتى جاءت دولة الإسلام وليس بجميع اليمن من يكتب ويقرأ وقال المقريزي في الخطط القلم المسند هو القلم الأول من أقلام حمير وملوك عاد والمعروف الآن أن الحروف المستعملة في الكتابة في العالم كله بصرف النظر عن اللغات المنطوق بها هي ثلاثة فقط الخط العربي بحروف ألف باء وبها لغات الشرق والحروف اللاتينية وبها لغات أوروبا والحروف الصينية أما اللغات وهي فوق ألفي لغة والأمهرية بحرف قريب من اللاتيني أما أولية الكتابة العربية فقال صاحب المطالع النصرية فقد اختلفت الروايات فيها كما قاله الحافظ السيوطي في الأوائل وكذا في المزهر في النوع الثاني والأربعين قال إنه يرى أن آدم عليه السلام أول من كتب بالقلم وأن الكتابات كلها من وضعه كان قد كتبها في طين وطبخه يعني أحرقه ودفنه قبل موته بثلاثمائة سنة وبعد الطوفان وجد كل قوم كتاباً فتعلموه وكانت اثنى عشر كتاباً فتعلموه بإلهام إلهي وقيل إن أول من خط بالعربي إسماعيل عليه السلام وقد أطال السيوطي في المزهر الكلام في هذه المسألة نقلاً عن ابن فارس الشدياقي وعن العسكري عن الأوائل في ذلك أقوال فقيل إسماعيل وقيل مرار بن مرة وهما من أهل الأنبار وفي ذلك يقول الشاعر وعن العسكري عن الأوائل في ذلك أقوال فقيل إسماعيل وقيل مرار بن مرة وهما من أهل الأنبار وفي ذلك يقول الشاعر كتبت أبا جاد وخطى مرامر وسورت سربالي ولست بِكاتب وقيل أول من وضعه أبجد وهوز وحطي وكلمن وصعفص وقرشت وكانوا ملوكاً فسمي الهجاء بأسمائهم وذكر عن الحافظ أبي طاهر السلفي بسنده عن الشعبي قال أول من كتب بالعربية حرب بن أمية بن عبد شمس تعلّم من أهل الحيرة وتعلم أهل الحيرة من أهل الأنبار وقال أبو بكر بن أبي داود في كتاب المصاحف حدثنا عبد اللَّه بن محمد الزهري حدثنا سفيان عن مجالد عن الشعبي قال سألنا المهاجرين من أين تعلمتم الكتابة قالوا تعلمنا من أهل الحيرة وسألنا أجل الحيرة من أين تعلمتم الكتابة قالوا من أهل الأنبار ثم قال ابن فارس والذي نقوله إن الخط توقيفي وذلك لظاهر قوله تعالى الَّذِى عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ " وقوله: " ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ " وإذا كان هذا فليس ببعيد أن يوقف الله آدم أو غيره من الأنبياء عليهم السلام على الكتابة فأما أن يكون شيئًا مخترعًا اخترعه من تلقاء نفسه فهذا شيء لا نعلم صحته إلاَّ من خبر صحيح قال السيوطي قلت يؤيد ما قاله من التوقيف ما أخرجه ابن شقة من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال أول كتاب أنزله الله من السماء أبا جاد. وأخرج الإمام أحمد في مسنده عن أبي ذر أن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال أول من خط بالقلم إدريس عليه السلام. وقد أطال النقول في ذلك مما يرجع إلى الأول وليس فيه نقل صحيح يقطع به وقد أوردنا هذه النبذة بخصوص كلام ابن فارس من أن تعليم الكتابة أمر توقيفي وما استدل به السيوطي من أول كتاب أنزله الله من السماء فإن في القرآن ما يشهد لإمكان ذلك وهو أن الله تعالى أنزل الصحف لموسى مكتوبة وفي الحديث إن الله كتب الألواح لموسى بيده وغرس جنة عدن بيده وإذا كان موسى تلقى ألواحاً مكتوبة فلا بد أن تكون الكتابة معلومة له قبل إنزالها

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير