تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

رابعا: قد جاء في مقدمة الكتاب ما يلي «فقد وقفت على ما ذكرتموه في كتابكم الوارد علي بمدينة السلام .. ووقفت أيدكم الله على ما ذكرتموه من إحمادكم جوابي عن المسائل التي كنتم أنفذتموها إلي في العام الماضي وهو سنة سبع وستين ومائتين». يفيد أنها ألفت سنة (268) وهو خطأ قطعا واتفاقا، لأن الأشعري نفسه ولد سنة (260)، وصوابه إن شاء الله سنة (368)، إذ هذا يناسب كون مؤلفها ابن مجاهد. وهذا أولى مما قيل أنها تصحفت من سنة (298) لأن الأشعري حينها لم يزل معتزليا بالبصرة. والكتاب كتب في بغداد.

ولا يقال إن الثاني أقرب من جهة أن الأرقام جاءت في الكتاب المخطوط مكتوبة بالحروف، لأنه يحتمل أن يكون مصحفها هو غير ناسخ المخطوط المعتمد، فقد يكون التصحيف وقع في الأصل المنقول عنه أو أصل أصله ولا ندري كيف كتب التاريخ فيها.

خامسا: أن أقدم من نسبها إلى الأشعري هو ابن عساكر في تبيين كذب المفتري، مسميا إياها: «جواب مسائل كتب بها إلى أهل الثغر في تبيين ما سألوه عنه من مذهب أهل الحق» (9).

ومن نسبها إليه من بعده كابن تيمية وابن القيم إنما هو تابع له (10)، وهذه النسبة لا تقوى على معارضة الدلائل التي ذكرت، خاصة روايتها بالإسناد المتصل عن مؤلفها ابن مجاهد، والاعتماد على مجرد أن نسبها إليه عالم أو عدد من العلماء ليس من الأساليب العلمية اليقينية في نسبة الكتاب إلى مصنفه، فلا تبلغ مبلغ السماعات المثبتة على المخطوط أو الأسانيد المذكورة في الفهارس و المشيخات أو نسبتها إلى المؤلف من طرف تلاميذه العارفين به، أو أن يذكرها المصنف في كتب أخرى له، أو إحالته منها إلى كتبه أو ذكره لشيوخه فيها …الخ وإذا كان الطريق ظنيا فإنه يسقط إذا وجد المعارض الأقوى منه. زيادة على هذا فإن ابن عساكر لم ينقل لنا منها شيئا لنعلم اطلاعه عليها ولنتبين أنها هي التي بين أيدينا وليست رسالة أخرى.

سادسا: وكذلك اعتماد ما كتب على ظهر المخطوط لا يصلح في مثل هذا الموضع، لأن النساخ الذين ذكروا غير معروفين ولم يذكروا سماعاتهم أو أسانيدهم إلى المصنف.

اسمح لي أن أتعقبك هاهنا فكونك توهن ما نص عليه الحفاظ المختصون بالأشعري كابن عساكر وابن تيميه وأمثالهم أمر يجب ان يقوم على أسس قوية وبراهين جلية وهذا لم يظهر لي هنا فرسالة ابن مجاهد تختلف عن رسالة شيخه والكاتب إنما بنى جل كلامه على أنهما رسالة واحدة يجب الترجيح بينهما وإثبات أن كل منهم ألف فيه تعارض!! فذهب يذكر أسانيد رسالة ابن مجاهد ومن ذكرها له ويوهن ثبوت تلك الخ الخ فكون أن الأشعري لم يرسل شيئاً وأن الرسالة واحدة لم يذهب له أحد من أهل العلم والمعرفة فيما اعلم والدليل على خلافه، فقد وقف جماعة من الأشعرية على رسالة ابن مجاهد ونقلوا منها منهم النفراوي في الفواكة الدواني ج1/ 77ومحمد بن سلامة الأنصاري التونسي في كتابه النكت المفيدة و العدوي في حاشيتة على شرح كفاية الطالب والتتائي وابن ناجي على ما جاء في حاشية الدكتور أحمد سحنون على كتاب تحرير المقالة ص159 وغيرهم وقد قال فيها ما نصّه: "مما أجمعوا على إطلاقه أنه تعالى فوق سمواته على عرشه دون أرضه إطلاقا شرعيا (1) " وهذه كلام غير ما ورد في رسالة الأشعري وهو قوله: ((وأنه تعالى فوق سمواته على عرشه دون أرضه وقد دل على ذلك بقوله: ((أأمنتم من في السموات أن يخسف بكم الأرض)) ((إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه)) الخ ص232. فهذا غير ذاك كما ترى فنص الأشعري لا يوجد فيه كلمه (إطلاق) ولا كلمه (شرعياً) الخ وهذا ما تيسر لي الوقوف عليه من رسالة ابن مجاهد على أنه بفرض أننا لم نقف على نص منها أو أنهما متطابقتان في بعض النصوص-إذ التلميذ لا بد أن يكون متأثراً بإستاذه- فإن المدعي ان الرسالة إنما هي واحدة أرسلها ابن مجاهد، والأشعري لم يرسل شيئاً يجب ان يذكر دليلاً صحيحا ولا دليل كما سترى والكلام على ما أورده هو الآتي:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير