ـ[مصطفى جعفر]ــــــــ[03 - 10 - 06, 09:52 م]ـ
في مقال للشيخ محمد القاضي بمنتدى أهل التحقيق والتصنيف
قال:
المبشرون بالجنة ليسوا عشرة
بقلم: محمد عبد الحكيم القاضي
مصر – المنبا
============================================
على رأس الصحابة، والأمة كلها، يذكر عشرة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، جمعوا – في جملتهم – عناصر من الخير متعددة، وروافد من البر متنوعة، حتى يصلح أن يكونوا – معاً – نموذجاً لأمة فريدة متميزة. وقد أطلق على هؤلاء اسم "العشرة المبشرون بالجنة " وذلك للحديث الصحيح المشهور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي بشرهم بالجنة واحداً واحداً حين قال:
" أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة 00000 " الحديث0
وقد شاع هذا الاسم حتى أصبح اصطلاحاً عند العامة والخاصة، وبحسبنا أن يبدأ الإمام أحمد حنبل مسنده الضخم في الحديث بذكر رواية " العشرة "، ويقصد العشرة المبشرين؛ لأن مصطلح العشرة أصبح ينطلق – بداهة – على هؤلاء العشرة، فهناك الذي يصنف " مسند العشرة " والذي يصنف " مناقب العشرة " وهم يعنون هؤلاء العشرة الصحابة المميزين على الأمة ببشارة النبي صلوات الله عليه صلى الله عليه وسلم إياهم.
مبشرون آخرون:
وعلى الرغم مما في ذيوع هذا (المصطلح) من دلالات تاريخية وتربوية ينبغي أن يفرد لها بحث يستكشف أعماقها، أقول: على الرغم من ذلك فقد غطت سيرورته على بعض الأحاديث المفردة الأخرى التي تصرح بالبشارة بالجنة لجماعة آخرين من الصحابة، لهم ميزات خلقية خاصة جعلتهم حقيقين بهذه البشارة.
ولو ذهبنا نعد هؤلاء المبشرين ومناقبهم، لأعيانا الاستقصاء، فلعل في الإشارة إلى بعضهم هنا إيحاء بما كانوا عليه من عظيم البر، وكبير القدر، وإيماء إلى بعض الدروس العملية من القدوة للكبير والصغير، والشيخ والشاب، والرجل والمرأة، والغني والفقير من أمتنا في ظروفها الحضارية المليئة بالتحدي والمجابهة.
أم المؤمنين خديجة:
فتبرز السيدة خديجة بنت خويلد – رضي الله عنها - أقدم أمهات المؤمنين، وأول الناس إسلاماً على الإطلاق، ومثال الزوجة الصالحة الأنيسة الودود، التي تقف عند الشدائد موقف الساعد والظهير، قال لها النبي صلى الله عليه وسلم - يوم حراء: " قد خشيت على نفسي " فأجابته بتأييد الوامق، وتأكيد الواثق: " كلا، فوالله لن يخزيك الله أبداً؛ إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق "
إن مواقف خديجة من الدعوة لتحتاج إليها كل مسلمة لها لسان أو يد أو جنان، خصوصاً صاحبات الشرف والمنصب والحظوة، والمثقفات، وأزواج الدعاة إلى الله تعالى؛ فهي مع زوجها النبي صلى الله عليه وسلم خطوة بخطوة،، لا تراعيه وحده، وإنما تحمل هم الدعوة إلى الله في مراحلها وتكوناتها وأفرادها ووسائلها، حتى كانت وفاتها سببا من أسباب طمع المشركين في تشديد الأذى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه، قال ابن إسحاق: " تتابعت على رسول صلى الله عليه وسلم المصائب بهلاك أبي طالب وخديجة، وكانت وزيرة صدق " ولم يكتم النبي صلوات الله عليه إحساسه بفقدها، إذ قال لعائشة رضي الله عنها: " لا والله ما بدلني الله خيراً منها؛ آمنت بي إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها الولد ". وقال الذهبي: " ومناقبها جمة، وهي ممن كمل من النساء، كانت عاقلة جليلة دينة، مصونة، كريمة من أهل الجنة ".
ولقد كانت بشارته بالجنة بشارة خاصة من رب العزة سبحانه، قال أبو هريرة رضي الله عنه: "أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: هذه خديجة أتتك، معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقراً عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب ".
والقصب، بفتحتين اللؤلؤ المجوف.
وكنا نتمنى ألا يحرم أبو نعيم الأصفهاني كتابه " حلية الأولياء " من ذكر هذه الشريفة الجليلة المجاهدة الصبور الصديقة، وما أظن ولي الله يخرج عن مثل هذه الصفات، وقد ذكر من هم أدني منها في الجلالة والقدر، فعفا الله عنا وعنه.
بلال بن رباح:
¥