وقال تعالى (وقال ربكم أدعونى استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتى سيدخلون جهنم داخرين).فانظر كيف سمى الله الدعاء عبادة (ادعونى .. عبادتي) لذافأنا أظنك متفقا معى على أن دعاء غير الله فيما لايقدر عليه إلا الله شرك،لذا قال تعالى (قل إنماأدعوربى ولاأشرك به أحدا) إذا فالذي يدعو غير الله فقد أشرك معه أحدا، بل والأصرح من ذلك قول الله عز وجل (إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم) فتأمل لفظة (عباد) أي إنهم عباد مثلكم: (عيسى عليه الصلاة والسلام وود وسواع ويغوث ويعوق ونسر وعلى والحسين والعباس وعبد القادر الجيلاني والجنيد عباد أمثالكم) يدعون الله ويتضرعون له ويعبدون الله فلم لاتتوجهون إلى الواحد الذي توجهوا إليه.
وهكذا قل في كل عبادة فإنها يجب أن تصرف لله وحده لاشريك له؛
فهل مازلت مصرا على قولك (إن المذهب الشيعي الذي نتهمه بالشرك)؟ وأختم كلامي على عبارتك هذه بكلام لأمير المؤمنين علي بن أبى طالب
- رضى الله عنه- وهذا الكلام في نهج البلاغة ج3 ص47 - ونهج البلاغة هو من الكتب الموثقة عند الشيعة- قال- رضي الله عنه -: (اعلم أن الذي بيده خزائن السموات والأرض
قد أذن لك في الدعاء وتكفل لك بالإجابة وأمرك
أن تسأله ليعطيك وتسترحمه ليرحمك، ولم يجعل
بينك وبينه من يحجبه عنك، ولم يلجئك إلى من يشفع لك إليه)!!! هذا هو كلام أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب نفسه –رضي الله عنه- عسى الله أن يجعل لك فيه عظة وعبرة.
قال رضى الله عنه
قولك: إنهم أي الأئمة (منصوص عليهم من البارى)
كلام مردود فهذا القرآن الكريم من الجلدة إلى الجلدة ليس فيه ذلك،ولا تقل لى إنما جاء في السنة، وإنما الذى في السنة هو إثبات (12) خليفة أو أميرا من قريش، فأنت لو جاءك شخص وقال لك سيأتيك اليوم اثناعشررجلاً من العرب،ثم اتضح لك أنهم كلهم من العراق، فستقول حتما هذا خلاف الفصاحة، والمقصود هو كيف يريد النبي صلى الله عليه وسلم (12) خليفة من بنى (هاشم)،فيقول من (قريش)؟!! وهو الذى أوتي جوامع الكلم وهو أفصح الناس،كيف يقول من قريش؟ ومن قريش بني عدى وبني تميم وبني أمية وبني هاشم وغيرهم، فهل هذا من الفصاحة في شىء؟!! ثم إن الأحاديث التى جاءت تخبرعن (12) خليفة جاء فيها أن أمر هذا الدين لايزال عزيزا إلى اثني عشر خليفة، فأولا/أين هذه العزة وأنتم تقولون: إن أئمتكم مظلومون مقهورون؟
ثانيا/ من بعد الإمام رقم (11) والى أن يظهر الإمام رقم (12) فهل الدين عزيز أم في انتكاس؟
ما من عاقل إلا سيقول إنه في ضعف وذلة وانتكاس،نقول حينئذ هذا مخالف للحديث،
فالحديث يقول: (لا يزال هذا الدين عزيزا إلى اثني عشر خليفة).
كذلك يقال / إن هذا القرآن حجة الله على خلقه في كل زمان ومكان؛ والشيعة تقول/إ ن الإمامة ركن من أركان الدين،نقول لهم هل يعقل أن تكون الإمامة ركن من أركان الدين وأن من لم يؤمن بعلي فهو كافر وكذلك من لم يؤمن باثني عشر إماماً فهو كافر، أقول هل يعقل هذا والقرآن من الجلدة إلى الجلدة ليس فيه ذكر اسم (علي)؟!!!،يذكر أمرا هو أقل بكثير خطورة من الإمامة
ألا وهو ذكر (زيد) بالاسم في مسألة زواج النبي -صلى الله عليه وسلم- بزينب بنت جحش التي طلقها (زيد)، قال الله تعالى: {فلما قضى منها زيد وطرا زوجناكها}،
فهل يعقل أن يذكر القرآن قضية زواج يذكر فيها اسم (زيد) بالحرف ثم في قضية كفر وإيمان- كما تزعم الشيعة- لا يذكر (عليا) بالاسم ولا حتى في آية واحدة؟!! إنها لإحدى الكبر!!.
كذلك الأئمة الاثنا عشر، فهل يعقل أن يذكر القرآن الاثني عشر نقيبا من نقباء موسى، وليس هو من أصول الإيمان التى يتوقف عليها إيمان المرء، ثم لا يذكر الاثني عشر إماما ولو مرة واحدة! ولو في آية واحدة! 000هل هذا يعقل؟
الآن أسوق لك ألفاظاأخرى للحديث الذي ذكرت في عدة الخلفاء:-
1 - (إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش) رواه مسلم في صحيحه كتاب الإمارة رقم6.
2 - (لا يزال الإسلام عزيزاًإلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش) رواه مسلم في صحيحه كتاب الإمارة7.
3 - (لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش) صحيح مسلم كتاب الإمارة رقم10.
4 - (لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى ا ثني عشر خليفة كلهم من قريش) صحيح مسلم كتاب الإمارة رقم 9.
ولاحظ أن ألفاظ الحديث تدل على أن هؤلاء الاثني عشر يحكمون الناس ويتأمرون عليهم وهذا ظاهر ,وأنت تعلم يقينا أنه لم يحكم من أئمة الشيعة الاثني عشر إلا علي والحسن - رضي الله عنهما-.
ولاحظ كذلك من هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن هذا الدين يبقى عزيزا منيعا حتى ينتهي حكم الاثني عشر خليفة وفي اعتقاد الشيعة أن الثاني عشر لم يخرج بعد مع ما يعيشه المسلمون اليوم من ذل وضعف حتى تسلط الكفار عليهم وساموهم سوء العذاب ,وعلم الله أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ما كذب ولا كذب.
وأقول لك إن النبي صلى الله عليه وسلم لو كان يريد علياً وأبناءه في الحديث السابق لقال لهم: (علي وأبناؤه) وحتى لو قال: كلهم من بني هاشم، لما كانت بليغة، فبنو هاشم كثر وقريش أكثر والرواية جاءت فيهم.
وأخيرا أقول لو أردنا أن نحدد العدد باثني عشرأميرا فهذا لايتوافق مع التناقض الذي في بعض كتب الشيعة فانه في بعض كتبهم عدد الأئمة ثلاثة عشر إماما!! وانظر إن شئت كتاب أعلام الوري لأبي الفضل الطبرسي ص (366) , ص (369) ,وأصول الكافى (1/ 534).
وفي نهاية رسالتي هذه أسال الله تبارك وتعالى أن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه سبحانه، إنه ولى ذلك والقادر عليه, وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا أتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.
¥