تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَادًا}.

(ولا يقاس بخلقه) القياس في اللغة: التمثيل، أي: لا يشبه ولا يمثل بهم، قال سبحانه في الآية 74 من سورة النحل: {فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ} فلا يقاس سبحانه بخلقه لا في ذاته ولا في أسمائه وصفاته ولا في أفعاله، وكيف يقاس الخالق الكامل بالمخلوق الناقص؟! تعالى الله عن ذلك (فإنه سبحانه أعلم بنفسه وبغيره). وهذا تعليل لما سبق من وجوب إثبات ما أثبته لنفسه من الصفات ومنع قياسه بخلقه، فإنه إذا كان أعلم بنفسه وبغيره وجب أن يثبت له من الصفات ما أثبته لنفسه وأثبته له رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ.

والخلق لا يحيطون به علمًا فهو الموصوف بصفات الكمال التي لا تبلغها عقول المخلوقين، فيجب علينا أن نرضى بما رضيه لنفسه فهو أعلم بما يليق به ونحن لا نعلم ذلك. وهو سبحانه: (أصدق قيلاً وأحسن حديثًا من خلقه) فما أخبر به فهو صدق وحق يجب علينا أن نصدقه ولا نعارضه، وألفاظه أحسن الألفاظ وأفصحها وأوضحها وقد بين ما يليق به من الأسماء والصفات أتم بيان فيجب قبول ذلك والتسليم له) أنتهى كلامه.

و نزيد إيضاحافأحدهم يرىالكون عبارة عن عمارة محكمة فأطلق على الخالق لفظ المهندس و المصمم

و جاء أخر و رأى ان أرضنا هذه أشبه بسفينة كبيرة تسبح فى الفضاء بنظام عجيب فأطلق على الخالق الذى وضع القوانين التى تحفظ حركة الأرض لفظ الربان أو القبطان

و جاء ثالث و نظر إلى حياة البشر و التناغم فى أقدارهم فشبه الحياة بفيلم سينمائى و أطلق على الخالق لفظ المخرج

و جاء أخر فنظر فى الكون فوجده أشبه بلوحة فنية جميلة متناسقة الألوان فأطلق على الخالق و صف الفنان

وتجد النصارى قد وصفوا الخالق بالأب و قد وصفوه بالخروف و إذا قلت لهم لماذا أجابوك بقولهم لكى نقرب رحمته و عطفه على الناس إلى أذهانهم

و هكذا نجد ان كل واحد فيهم يرى الكون و حياة المخلوقات بنظرة مختلفة فأطلق كل واحد عليه لفظ مختلف و وصفه بوصف مختلف عن الأخر و أصبح كل يغنى على ليلاه

أصبح وصف الله خاضع لنظرة المخلوقين كل يصفه بما تهوى نفسه فهل هذا يجوز شرعا؟؟

أصبح المخلوق القاصر الذى لا يحيط علما بنفسه و لا يدرى كونه روحه يصف الخالق بما لم يصف به نفسه فهل هذا يجوز؟؟؟؟؟

و تحدث على الله بدون علم فقد قال الخالق مخبرا عن نفسه طه (آية:110): (يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما) قال سبحانه في الآية 74 من سورة النحل (فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ)

و جاء أهل الحق أصحاب االعقيدة الصحيحة و الفكر السليم و الفطرة السوية فقالوا لا نقول على الله ما لا نعلم و لن نكون أعلم بالله من نفسه فلن نحيط به علما و لن نخبر عن الله بأفصح مما أخبر به عن نفسه

أين المهندس والمصمم من صفات الله تعالى وأسمائه؟

أنترك الخالق البارئ المصور ونقول المهندس والمصمم؟

مردد هذه الألفاظ شخص سخيف متجرأ على ربه يريد أن يأتي بجديد فبدل الذي هو أدني بالذي هو خير

إنه لم يوقر الله حق توقيره

في حين أن المتنبي وقر عبد من عباد الله أتم التوقير حين قال

الشَمسُ مِن حُسّادِهِ وَالنَصرُ مِن ***** قُرَنائِهِ وَالسَيفُ مِن أَسمائِهِ

أَينَ الثَلاثَةُ مِن ثَلاثِ خِلالِهِ ***** مِن حُسنِهِ وَإِبائِهِ وَمَضائِهِ

فهذا رجل وقر في قلبه حب وإجلال شخص فوصفه بما وصفه به من كل هذا الإطراء في البيت الأول

ثم وجد أنه بهذا الوصف مقصرا فأعتذر بالبيت الثاني

أما مثل هؤلاء فلا يرجون لله وقارا

وقد قال محمد جواد عواد البغدادي

ألم تر أن السيف يزري بقدره ***** إذا قيل إنّ السيف أمضى من العصا

فأين المهدندس والمصمم من الخالق الباريء المصور؟

لكن هذا زمان العجائب والحق والعلم فيه غائب

فإذا حاورت غير المسلم و شرحت له معنى قوله تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ} أي: خالقهما على غير مثال سبق وقوله تعالي: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62) الزمر

فإذا أنعم الله سبحانه وتعالي عليه بالإسلام يتربي منذ البداية علي قدسية وهيبة وعظمة أسماء الله سبحانه وتعالي وصفاته

أما الذي أسلم وقد تربي علي لفظ (المهندس) أو (الفنان)

ما الذي يمنعه أن يقول مثلا (ارحمني يا بشمهندس) والعياذ بالله تعالي

أو يقول ما أعظم خلقك يا عبقري (أعاذنا الله سبحانه وتعالي من الإلحاد في أسمائه

اللهم أرنا الحق حقا و أرزقنا أتباعه و أرنا الباطل باطلا و أرزقنا أجتنابه و لا تجعله ملتبسا علينا فنضل

و أخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد الخلق اجمعين محمد بن عبدالله النبى الأمين و رضى الله عن سادتنا أبى بكر و عمر و عثمان وعلى و سائر الصحابة أجمعين

ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[09 - 10 - 06, 07:30 م]ـ

نعم احسنت اخ هاني

الاخ ابو هاشم اقرأ ما كتبه الشنقيطي صاحب اضواء البيان حول المجاز

لعلك تستفيد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير