تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثانيا: الأنصار وهم يحبون من هاجر إليهم و لقد آثروا على أنفسهم لهم , ففيما أخرجه البخاري و مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله؟ أصابني الجهد , فأرسل إلى نسائه فلم يجد عندهن شيئا فقال " ألا رجل يضيف هذا الليلة رحمه الله " فقال رجل من الأنصار (في رواية هو أبو طلحة الأنصاري): أنا يا رسول الله , فذهب به إلى أهله فقال لامرأته: أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم , لا تدخريه شيئا , قالت: والله ما عندي إلا قوت الصبية , قال: فإذا أراد الصبية العشاء فنوميهم و تعالي فأطفئي السراج و نطوي بطوننا الليلة لضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم , ففعلت , ثم غدا الضيف للنبي صلى الله عليه وسلم فقال " لقد عجب الله الليلة من فلان و فلانة و أنزل فيهما {ويؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة}.

ثالثا: من تبع هؤلاء باحسان إلى يوم القيامة , يحبونهم و يستغفرون لهم و لا يحقدون عليهم و لا يجدون في صدورهم غلا لهم و إلا فليسوا من التابعين باحسان.

(2) الصحابة مذكورون في التوراة و الا نجيل ومن اغتاظ منهم كفر

قال تعالى {محمد رسول الله و الذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله و رضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة و مثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فئازره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار و عد الله الذين آمنوا و عملوا الصالحات منهم مغفرة و أجرا عظيما}

قال القرطبي في تفسيره (رَوَى أَبُو عُرْوَة الزُّبَيْرِيّ مِنْ وَلَد الزُّبَيْر: كُنَّا عِنْد مَالِك بْن أَنَس , فَذَكَرُوا رَجُلًا يَنْتَقِص أَصْحَاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَرَأَ مَالِك هَذِهِ الْآيَة " مُحَمَّد رَسُول اللَّه وَاَلَّذِينَ مَعَهُ " حَتَّى بَلَغَ " يُعْجِب الزُّرَّاع لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّار ". فَقَالَ مَالِك: مَنْ أَصْبَحَ مِنْ النَّاس فِي قَلْبه غَيْظ عَلَى أَحَد مِنْ أَصْحَاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدْ أَصَابَتْهُ هَذِهِ الْآيَة , ذَكَرَهُ الْخَطِيب أَبُو بَكْر.)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ

(3) الصحابة هم خير الناس بعد الأنبياء و الرسل

قال تعالى {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله}

ومعلوم أن الآية نزلت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم أي و يقصد بها الصحابة رضوان الله عليهم , قال القرطبي (فقيل: هذا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ; كما قال صلى الله عليه وسلم: (خير الناس قرني) أي الذين بعثت فيهم. بعثت فيهم. وإذا ثبت بنص التنزيل أن هذه الأمة خير الأمم ; فقد روى الأئمة من حديث عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم). الحديث وهذا يدل على أن أول هذه الأمة أفضل ممن بعدهم , وإلى هذا ذهب معظم العلماء , وإن من صحب النبي صلى الله عليه وسلم ورآه ولو مرة في عمره أفضل ممن يأتي بعده , وإن فضيلة الصحبة لا يعدلها عمل.)

فهذه الأمة هي خير أمة بنص القرآن , و خير هذه الأمة أولها و هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري و مسلم و غيرهما من حديث عمران بن حصين قال , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " أي الصحابة ثم التابعون ثم تابيعهم على الصحيح , فيكون أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم هم خير الناس بعد الرسل و الأنبياء و لا شك.

أخرج الإمام أحمد في مسنده عن عبد الله بن مسعود بسند صحيح قال " إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه فما رأى المسلمون حسنا فهو عند الله حسن وما رأوا سيئا فهو عند الله سيئ "

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير