نفسا إلا وسعها لها ما كسبت و عليها ما اكتسبت , ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} قال الله: نعم {ربنا و لا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ,} قال الله: نعم {ربنا و لا تحملنا ما لا طاقة لنا به} قال الله: نعم , {و اعف عنا و اغفر لنا و ارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين} قال الله: نعم و في رواية البخاري (قد فعلت). رواه أحمد و مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(6) الله راض عن الصحابة و الصحابة راضون عن الله
قال تعالى {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم و أثابهم فتحا قريبا}
و قال تعالى {إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات أولئك هم خير البرية. جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهر خالدين فيها أبدا , رضي الله عنهم و رضوا عنه , ذلك لمن خشي ربه}
الآية الأولى , آية سورة الفتح , صريحة أنها في الصحابة رضوان الله عليهم , قال الإمام الطبري (وكانت بيعتهم إياه هنالك فيما ذكر تحت شجرة. وكان سبب هذه البيعة ما قيل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أرسل عثمان بن عفان رضي الله عنه برسالته إلى الملإ من قريش , فأبطأ عثمان عليه بعض الإبطاء , فظن أنه قد قتل , فدعا أصحابه إلى تجديد البيعة على حربهم على ما وصفت , فبايعوه على ذلك , وهذه البيعة التي تسمى بيعة الرضوان , وكان الذين بايعوه هذه البيعة فيما ذكر في قول بعضهم: ألفا وأربع مائة , وفي قول بعضهم: ألفا وخمس مائة , وفي قول بعضهم: ألفا وثلاث مائة) و الآية الثانية و إن كانت عامة و لكنها نزلت أيضا في الصحابة رضي الله عنهم قال في فتح القدير ({رضي الله عنهم و رضوا عنه} الجملة مستأنفة لبيان ما تفضل الله به عليهم من الزيادة على مجرد الجزاء , وهو رضوانه عنهم , حيث أطاعوا أمره و قبلوا شرائعه , و رضاهم عنه حيث بلغوا من المطالب ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر) ا. هـ
وقال شيخ المفسرين الطبري: رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ
بما أطاعوه في الدنيا , وعملوا لخلاصهم من عقابه في ذلك
وَرَضُوا عَنْهُ
بما أعطاهم من الثواب يومئذ , على طاعتهم ربهم في الدنيا , وجزاهم عليها من الكرامة.ا. هـ
(7) و عوتب النبي صلى الله عليه و آله و سلم فيهم رضوان الله عليهم
قال تعالى {و لا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدون وجهه , ما عليك من حسابهم من شيء و ما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين}
أخرج الإمام مسلم و بن ماجة و بن جرير و غيرهم عن سعد بن أبي وقاص قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ستة نفر , فقال المشركون للنبي صلى الله عليه و آله و سلم: أطرد هؤلاء لا يجترئون علينا , قال: و كنت أنا و بن مسعود و رجل من هذيل و رجلان لست أسميهما , فوقع في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ماشاء الله أن يقع , فحدث نفسه , فأنزل الله عز وجل {و لا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدون وجهه}.
وقال تعالى {عبس و تولى. أن جاءه الأعمى. وما يدريك لعله يزّكى .. } الأيات ..
أخرج الترمذي من حديث عائشة رضي الله عنها بسند صحيح , قالت: أنزلت {عبس و تولّى} في بن أم مكتوم الأعمى , أتى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فجعل يقول: يا رسول الله أرشدني , وعند رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم رجل من عظماء المشركين , فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض عنه , ويقبل على الآخر و يقول " ترى بما أقول بأسا ": ففي هذا نزل ..
(8) والصحابة هم خير هذه الأمة بلا نزاع
أخرج الإمام البخاري في صحيحه من حديث عمران بن حصين , أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال " خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ".
أي خير أمتي عهد صحابتي من رآني و صحبني ثم التابعين ثم تابعي التابعيين ,
¥