ومعنى الحديث أي من أحب الأنصار لنصرتهم لرسول الله صلى الله عليه و سلم و مواقفهم الجليلة معه فهذا من الإيمان , ومن أبغضهم كونهم نصروا رسول الله صلى الله عليه و سلم أثر ذلك في تصديقه فيصح أنه منافق و قد جاء في صحيح مسلم " لا يبغض الأنصار رجل مؤمن بالله و اليوم الآخر " .. وإلا فقد وقع خلافات بين بعض المهاجرين و الأنصار في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم , و لكن لا ينسحب هذا الحديث على هذه الخلافات فهذه الخلافات بشرية جبلية , لا دخل للقلب فيها , فلقد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين و الأنصار و لقد سماهم الله " أخوة " كما في قوله تعالى {إنما المؤمنون أخوة}.
ولكن الحديث فيمن بغضهم لنصرتهم رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و حمل ذلك في قلبه لهم , والله أعلم.
والأنصار من أحب الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم , كما جاء في حديث أنس عند البخاري , أنه صلى الله عليه وسلم رأى النساء و الصبيان مقبلين (قال حسبت أنه قال من عرس) فقام النبي صلى الله عليه و آله و سلم ممثلا فقال " اللهم أنتم من أحب الناس إلي " قالها ثلاث مرات.
(2) وصية الرسول صلى الله عليه و سلم بالأنصار
أخرج البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و عليه ملحفة متعطفا بها على منكبيه , وعليه عصابة دسماء حتى جلس على المنبر فحمد الله و أثنى عليه ثم قال " أما بعد أيها الناس إن الناس يكثرون و تقلّ الأنصار حتى يكونوا كالملح في الطعام , فمن ولي منكم أمرا يضر فيه أحدا أو ينفعه فليقبل من محسنهم و يتجاوز عن مسيئهم ".
(3) من سمّى الأنصار أنصارا
أخرج الإمام البخاري عن غيلان بن جرير قال: قلت لأنس: أرأيت اسم الأنصار كنتم تسمون به أم سماكم الله؟
قال: بل سمانا الله.
(4) دعاء النبي صلى الله عليه و آله و سلم بالمغفرة للمهاجرين و الأنصار
أخرج البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كانت الأنصار يوم الخندق تقول:
نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا أبدا
فأجابهم " اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة , فأكرم (رواية فاغفر) الأنصار و المهاجرة ".
(5) و في كل دور الأنصار خير
أخرج البخاري من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألا أخبركم بخير دور الأنصار؟ " قالوا: بلى يا رسول الله قال " بنو النجار ثم الذين يلونهم بنو عبد الأشهل ثم الذين يلونهم بنو الحارث بن الخزرج ثم الذين يلونهم بنو ساعدة. ثم قال بيده فقبض أصابعه ثم بسطهن كالرامي بيده ثم قال: و في كل دور الأنصار خير ".
(6) فضل نساء الأنصار
أخرج الإمام مسلم عن عائشة رضي الله عنها , أن أسماء سألت النبي صلى الله عليه و سلم عن غسل المحيض؟
فقال " تأخذ احداكن ماءها و سدرتها فتطهر فتحسن الطهور , ثم تصب على رأسها فتدلكه دلكا شديدا حتى تبلغ شؤون رأسها , ثم تصب عليها الماء , ثم تأخذ فرصة ممسكة فتطهر بها " فقالت أسماء , وكيف تطهر بها؟ فقال " سبحان الله تطهرين بها " فقالت عائشة كأنها تخفي ذلك: تتبعين بها أثر الدم.
و سألته عن غسل الجنابة فقال " تأخذ ماء فتطهر فتحسن الطهور أو تبلغ الطهور , ثم تصب على رأسها فتدلكه حتى تبلغ شؤون رأسها ثم تفيض عليها الماء "
فقالت عائشة: نعم النساء نساء الأنصار لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
الباب الثاني
ما جاء في فضل الأئمة الأربعة و عائشة زوج رسول الله صلى الله عليه و سلم
فصل
بعض ما جاء في فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه
(1) أبو بكر أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقد أخرج البخاري في صحيحه عن عمرو بن العاص رضي الله عنه , أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم بعثه على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة , فقلت من الرجال: قال " أبوها ". قلت ثم من؟ قال " عمر بن الخطاب " فعد رجالا.
(2) ولو كان النبي صلى الله عليه و آله و سلم متخذ أحد خليلا لاتخذ أبو بكر
¥