ففيم أخرجه البخاري عن بن عباس قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه عاصبا رأسه بخرقة فقعد على المنبر فحمد الله و أثنى عليه ثم قال " إنه ليس من الناس أحد أمنّ علي في نفسه و ماله من أبي بكر بن أبي قحافة , ولو كنت متخذا من الناس خليلا , لاتخذت أبا بكر خليلا , ولكن خلة الإسلام أفضل , سدوا كل خوخة في هذا المسجد إلا خوخة أبي بكر ".
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس و قال " إن الله خيّر عبدا بين الدنيا و بين ما عنده فاختار ذلك العبد ما عند الله " قال: فبكى أبو بكر فعجبنا لبكائه أن يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خيّر , فكان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم هو المخير , و كان أبو بكر أعلمنا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم " إن أمنّ الناس علي في صحبته وماله أبو بكر , ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر , ولكن أخوة الإسلام و مودته , لا يبقينّ باب في المسجد إلا سدّ إلا باب أبي بكر ".
(3) و أبو بكر هو أخير الصحابة بلا نزاع بشهادة أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم
أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن بن عمر رضي الله عنهما قال: كنا نخيّر بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فنخيّر أبا بكر ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم.
وفي رواية " كنا لا نعدل بأبي بكر أحدا ثم عمر ثم عثمان ثم نترك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نفاضل بينهم "
وكذلك أخرج البخاري من حديث محمد بن الحنفية قال: قلت لأبي (أي علي بن أبي طالب رضي الله عنه) أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال: أبو بكر , قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر , وخشيت أن يقول عثمان , قلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين.
(4) شهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر بالتصديق له
أخرج البخاري في صحيحه من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته فقال النبي صلى الله عليه و آله و سلم " أما صاحبكم فقد غامر , فسلّم " وقال: يا رسول الله إني كان بيني و بين بن الخطاب شيء فأسرعت إليه ثم ندمت فسألته أن يغفر لي فأبى علي فأقبلت إليك فقال " يغفر الله لك يا أبا بكر " ثلاثا , ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر فسأل: أثمّ أبو بكر؟ فقالوا: لا , فأتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجعل وجه النبي صلى الله عليه و آله وسلم يتمعر , حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه فقال: يا رسول الله , والله أنا كنت أظلم (مرتين) فقال النبي صلى الله عليه وسلم " إن الله بعثني إليكم , وقال أبو بكر صدق , وواساني بنفسه و ماله , فهل أنتم تاركوا لي صاحبي " (مرتين) فما أوذي بعدها.
وجاء في مسند أحمد بسند صحيح , عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم " ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر " فبكى أبو بكر و قال: و هل أنا و مالي إلا لك يا رسول الله.
وفي رواية: فبكى أبو بكر و قال: وهل نفعني الله إلا بك , وهل نفعني الله إلا بك , وهل نفعني الله إلا بك.
(5) وشهادة أخرى لأبو بكر بالصديقية من رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم
أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه , أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم صعد أحدا و أبو بكر و عمر و عثمان فرجف بهم فقال " اثبت أحد , فإنما عليك نبي و صديق و شهيدان ".
(6) وأبو بكر الصديق رضي الله عنه في الجنة
كما أخرج البخاري في الحديث الطويل و سيأتي , من حديث أبي موسى الأشعري , أن أبا بكر استأذن يوما على رسول الله صلى الله عليه وسلم , و هو جالس في بئر أريس , وأبو موسى بوابه يومئذ , فقال له أبو موسى: على رسلك ثم ذهبت فقلت: يا رسول الله هذا أبو بكر يستأذن فقال " ائذن له و بشّره بالجنة " ... الحديث.
(7) علو منزلة أبو بكر في الجنة
وفيم أخرجه أحمد و حسنه شيخنا مصطفى بن العدوي , عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال " إن أهل الدرجات العلى ليرون من فوقهم كما ترون الكوكب الدري في أفق السماء و إن أبا بكر و عمر منهم و أنعما "
¥