(8) و أبو بكر يدعى من أبواب الجنة الثمانية بإذن الله
أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول " من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دعي من أبواب , يعني الجنة , يا عبد الله هذا خير , فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة و من كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد , ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة , ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام و باب الريان " فقال أبو بكر: ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة , وقال: هل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله؟ قال:" نعم , و أرجو أن تكون منهم يا أبا بكر "
وكذلك أخرج مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: " من أصبح منكم اليوم صائما؟ " قال أبو بكر: أنا , قال: " فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ " , قال أبو بكر: أنا , قال " فمن أطعم منكم اليوم مسكينا؟ " قال أبو بكر: أنا , قال " فمن عاد منكم اليوم مريضا؟ " قال أبو بكر: أنا. فقال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم " ما اجتمعن في امريء إلا دخل الجنة ".
(9) أبو بكر يدافع عن رسول الله في أول الدعوة
أخرج الإمام البخاري عن عن عروة بن الزبير قال: سألن بن عمرو بن العاص: أخبرني بأشد شيء صنعه المشركون بالنبي صلى الله عليه و آله وسلم. قال: بينا النبي صلى الله عليه و آله وسلم يصلي في حجر الكعبة , إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فوضع ثوبه في عنقه فخنقه خنقا شديدا , فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبه و دفعه عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال {أتقتلون رجلا يقول ربي الله}.
(10) وكان أبو بكر سابق بالخيرات
فأخرج أبو داود بسند حسن , عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يوما أن نتصدق فوافق ذلك مالا عندي فقلت: اليوم أسبق أبا بكر , إن سبقته يوما , فجئت بنصف مالي فقال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم " ما أبقيت لأهلك؟ " فقلت: مثله قال: و أتى أبو بكر بكل ما عنده فقال له رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم " ما أبقيت لأهلك؟ " قال: أبقيت لهم الله و رسوله. قلت لا أسابقك إلى شيء أبدا.
(11) و رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ينفي الخيلاء عن أبي بكر
فأخرج البخاري في صحيحه عن بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم " من جرّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة " فقال أبو بكر: إن أحد شقي ثوبي يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه , فقال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم " إنك لست تصنع ذلك خيلاء ".
و معلوم أن أبا بكر رضي الله عنه هو أول من أسلم من الرجال على الصحيح , و هو من خرج مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في هجرته إذ نزل في ذلك قول الله تعالى {إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا}.
وسيأتي إن شاء الله كلام آخر على أفضليته و إشارة الرسول صلى الله عليه و سلم له بالخلافة من بعده صلى الله عليه و آله و سلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
فصل
بعض ما جاء في فضل عمر بن الخطاب رضي الله عنه
(1) دعاء الرسول صلى الله عليه و آله و سلم أن يعز الإسلام بعمر بن الخطاب
ففيم أخرجه الترمذي من حديث بن عمر , وهو حديث صحيح , أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال: اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب , قال وكان أحبهما إليه عمر.
(2) و مازال الإسلام عزيزا منذ أسلم عمر فلما مات فتحت الفتن على أمة الإسلام بإذن الله
أخرج الإمام البخاري في صحيحه قال عبد الله " ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر ".
¥