وأخرج البخاري من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه , قال: كنا جلوسا عند عمر رضي الله عنه فقال , أيكم يحفظ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة؟ قال: قلت أنا كما قاله , قال: إنك عليها لجريء , قلت " فتنة الرجل في أهله و ماله وولده و جاره تكفرها الصلاة و الصوم و الصدقة و الأمر و النهي , قال: ليس هذا ما أريد و لكن الفتنة التي تموج كما يموج البحر , قال ليس لك منها بأس يا أمير المؤمنين , إن بينك و بينها بابا مغلقا. قال: ايكسر أم يفتح؟ قال: يكسر , قال: إذا لا يغلق أبدا , قلنا: أكان عمر يعلم الباب؟ قال: نعم , كما أن دون الغد الليلة , إني حدثته بحديث ليس بالأغاليط , فهبنا أن نسأل حذيفة فأمرنا مسروقا فسأله , فقال: الباب عمر.
(3) وعمر أفضل هذه الأمة بعد أبي بكر
فقد أخرج البخاري عن بن عمر رضي الله عنهما قال " كنا في زمن النبي صلى الله عليه و آله و سلم لا نعدل بأبي بكر أحدا ثم عمر ثم عثمان ثم نترك أصحاب النبي صلى الله عليه و آله و سلم لا نفاضل بينهم "
وكذلك أخرج البخاري من حديث محمد بن الحنفية قال: قلت لأبي (أي علي بن أبي طالب رضي الله عنه) أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال: أبو بكر , قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر , وخشيت أن يقول عثمان , قلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين.
(4) وعمر بن الخطاب من أهل الجنة
ففي حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال " كنت مع النبي صلى الله عليه و آله و سلم في حائط من حيطان المدينة فجاء رجل فاستفتح فقال النبي صلى الله عليه و سلم: افتح له و بشره بالجنة , ففتحت له فإذا هو أبو بكر فبشرته بما قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم , فحمد الله. ثم جاء رجل فاستفتح فقال النبي صلى الله عليه و آله و سلم " افتح له و بشّره بالجنة " ففتحت له فإذا هو عمر , فأخبرته بما قال النبي صلى الله عليه و آله و سلم , فحمد لله. ثم استفتح رجل فقال لي " افتح له و بشّره بالجنة على بلوى تصيبه " فإذا عثمان فأخبرته بما قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم , فحمد الله ثم قال: الله المستعان.
و كذلك أخرج البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ قال " بينا أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر فقلت: لمن هذا القصر , قالوا: لعمر , فذكرت غيرته فوليت مدبرا." فبكى عمر و قال: أعليك أغار يا رسول الله.
(5) و عمر أدين الناس بعد أبي بكر
فأخرج البخاري من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يقول: بينا أنا نائم رأيت الناس عرضوا علي و عليهم قمص فمنها ما يبلغ الثدي و منهم ما يبلغ دون ذلك , وعرض علي عمر و عليه قميص اجترّه قالوا: فما أولته يا رسول الله , قال: الدين.
ولعل بعض الناس العقلانيون يقولون أن هذه مجرد رؤى لا يثبت بها شيء في الواقع , و لا يعتمد عليها في الحكم على الشخص , فيرد على ذلك أن رؤى الأنبياء وحي , وما يراه النبي في المنام هو عين الحق و الدليل على ذلك قصة شروع سيدنا ابراهيم عليه السلام بذبح ابنه اسماعيل في قوله تعالى {يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك} , و في حديث عائشة عند البخاري " أن أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة , فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح " الحديث, ورؤى الأنبياء نوع من الوحي .. نقول ذلك حتى لا يشوش علينا مشوش بما لا علم لديه , والله أعلم.
(6) عمر رجل عالم
ففي الحديث الذي أخرجه البخاري , عن حمزة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " بينا أنا نائم شربت , يعني اللبن , حتى أنظر إلى الري يخرج من أظفاري , ثم ناولت عمر قالوا: فما أولته يا رسول الله , قال " العلم ".
(7) عمر رجل ملهم و جعل الله الحق يجري على لسانه و قلبه
ففي الحديث الذي أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم " لقد كان فيما كان قبلكم ناس محدّثون فإن يكن في أمتي أحد فعمر ".
والمحدّث , هو الرجل الذي تحدثه نفسه بشيء فيصدق حديثها , وهو الإلهام من الله عز وجل.
¥