وأخرج الترمذي من حديث بن عمر رضي الله عنه قال , بسند حسن , أن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم قال " إن الله جعل الحق على لسان عمر و قلبه ".
وفي مسند أحمد عن طارق بن شهاب بسند صحيح , قال: كنا نتحدث أن عمر بن الخطاب ينطق على لسانه ملك.
(8) عمر رضي الله عنه يوافق رأيه القرآن.
ففيم أخرجه مسلم عن بن عمر قال: قال عمر " وافقت ربي في ثلاث في مقام إبراهيم , و في الحجاب , وفي أسارى بدر ".
وأخرج البخاري من حديث أنس قال: قال عمر " وافقت ربي في ثلاث فقلت: يا رسول الله لو اتخذنا من مقام ابراهيم مصلى فنزلت: {واتخذوا من مقام ابراهيم مصلّى} و آية الحجاب , قلت: يا رسول الله لو أمرت نسائك أن يحتجبن فإنه يكلمهن البر و الفاجر فنزلت آية الحجاب , و اجتمع نساء النبي صلى الله عليه و آله و سلم في الغيرة عليه فقلت لهن: عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن فنزلت هذه الآية.
قال الخافظ بن حجر في الفتح " و ليس في تخصيصه العدد بالثلاث ما ينفي الزيادة عليها لأنه حصلت له الموافقه في أشياء غير هذه من مشهورها قصة أسارى بدر , و فصة الصلاة على المنافقين كما في الصحيح , وصحح الترمذي منن حديث بن عمر أنه قال " ما نزل بالناس أمر قط فقالوا فيه و قال فيه عمر , إلا نزل القرآن فيه على نحو ما قال عمر , وهذا دال على كثرة موافقته " ا. هـ.
وأخرج البخاري من حديث بن عمر أنه قال " لما توفي عبد الله بن أبي جاء ابنه عبد الله إلى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم , فأعطاه قميصه و أمره أن يكفنه فيه ثم قام يصلي عليه فأخذ عمر بن الخطاب بثوبه فقال: تصلي عليه و هو منافق , وقد نهاك الله أن تستغفر لهم؟ قال إنما خيرني الله {استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم} فقال سأزيده على سبعين , قال: فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و صلينا معه ثم أنزل الله عليه {و لا تصلّ على أحد منهم ما ت أبدا و لا تقم على قبره إنهم كفروا بالله و رسوله و ماتوا و هم فاسقون}.
وفيم أخرجه الإمام مسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاث مائة وتسعة عشر رجلا فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه اللهم أنجز لي ما وعدتني اللهم آت ما وعدتني اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض فما زال يهتف بربه مادا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه وقال يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك فأنزل الله عز وجل
إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين
فأمده الله بالملائكة قال أبو زميل فحدثني ابن عباس قال بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربة بالسوط فوقه وصوت الفارس يقول أقدم حيزوم فنظر إلى المشرك أمامه فخر مستلقيا فنظر إليه فإذا هو قد خطم أنفه وشق وجهه كضربة السوط فاخضر ذلك أجمع فجاء الأنصاري فحدث بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صدقت ذلك من مدد السماء الثالثة فقتلوا يومئذ سبعين وأسروا سبعين قال أبو زميل قال ابن عباس فلما أسروا الأسارى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر ما ترون في هؤلاء الأسارى فقال أبو بكر يا نبي الله هم بنو العم والعشيرة أرى أن تأخذ منهم فدية فتكون لنا قوة على الكفار فعسى الله أن يهديهم للإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ترى يا ابن الخطاب قلت لا والله يا رسول الله ما أرى الذي رأى أبو بكر ولكني أرى أن تمكنا فنضرب أعناقهم فتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه وتمكني من فلان نسيبا لعمر فأضرب عنقه فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها فهوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر ولم يهو ما قلت فلما كان من الغد جئت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر قاعدين يبكيان قلت يا رسول الله أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبكي للذي عرض علي أصحابك من أخذهم الفداء لقد عرض علي عذابهم
¥