تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أدنى من هذه الشجرة شجرة قريبة من نبي الله صلى الله عليه وسلم وأنزل الله عز وجل

ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض إلى قوله فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا

فأحل الله الغنيمة لهم.

بعض أهل الزيغ و الضلال يستنكر مثل تلك الأحاديث و يقول كيف يوافق عمر كلامه القرآن , و رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم موجود و كيف ينزل القرآن بغير كلام النبي صلى الله عليه وسلم , والجواب , أن النبي صلى الله عليه و سلم ما أرسل إلا رحمة للعالمين , وما كان اختياره للصلاة على عبد الله بن أبي بن سلول و لا اختيار الفداء إلا لأنه الرحمة المهداة و النعمة المسداه للبشرية , فلما وجد فرصة ليستغفر لهم الله , استغفر للمنافقين , و أبى ألا يصلي عليه , و هذه من رحمته صلى الله عليه وسلم و تصرف لا يفعله إلا نبي لو تدبرته.

أما في وقعة الأسارى , فنعم نزل القرآن بأن يبالغ النبي بقتل المشركين , كما قال عمر , ولكنه أيد فعل النبي صلى الله عليه و آله وسلم , فقال عز وجل {لولا كتاب من الله سبق لمسّكم فيما أخذتم عذاب عظيم. فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا و اتقوا الله إن الله غفور رحيم} .. , أي لولا أن الله قد قدّر لكم أن أحلل لكم الغنائم لمسكم عذاب عظيم بسبب ما أخذتم من الفداء , فكانت الغنائم حلالا طيبا لأمة محمد صلى الله عليه وسلم و الأسارى إما يمنون عليهم و إما يفدونهم كما هو معلوم كما في قوله تعالى {فإما منا بعد و إما فداء} , و لذلك عرض على النبي صلى الله عليه وسلم عذاب أصحابه بسبب الفداء الذي أخذوه ليريه الله رحمته بهم و أن من كان قبلهم كان ليعذب مثل هذا العذاب إذا أخذ الفداء أو الغنيمة , وقد جاء في الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري و غيره من حديث جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم قال " أعطيبت خمسا لم يعطهن أحد قبلي .... و أحلّت لي الغنائم و لم تحل لأحد قبلي " الحديث , وهذه منة من الله لأمة محمد صلى الله عليه وسلم , والحمد لله , لأنه لو لم يكتب لنا الفداء لوقعت الأمة في حرج عظيم بعد ذلك , لكثرة فتوحاتها و جهادها ثم إن ذلك إن دل على شيء فإنه يدل على سماحة هذه الأمة دون غيرها من الأمم التي تقتّل و تذبّح أسراها وتستحل دماءهم , وأن هذا من بركة نبينا محمد صلى الله عليه و آله و سلم و لأنه ما أرسل إلا رحمة للعالمين .. فالحمد لله الذي أحلّ لنا الغنائم و الفداء.

(9) الشيطان يفرّ من عمر

ففيم أخرجه البخاري من حديث سعد بن أبي وقاص قال " استأذن عمر بن الخطاب على رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و عنده نسوة من قريش يكلمنه و يسكثرنه عالية أصواتهن على صوته فلما استأذن عمر بن الخطاب قمن فبادرن الحجاب فأذن له رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فدخل عمر و رسول الله صلى الله عليه و سلم يضحك فقال: أضحك الله سنك يا رسول الله , فقال النبي صلى الله عليه و آله وسلم: عجبت من هؤلاء اللاتي كنّ عندي فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب قال عمر: فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله ثم قال عمر: يا عدوات أنفسهن أتبنني ة لا تهبن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم؟ فقلن: نعم , أنت أفظ و أغلظ من رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم , فقال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: إيها يا بن الخطاب و الذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غير فجك.

قال بن حجر: و لا يلزم من ذلك ثبوت العصمة له لأنها في حق النبي صلى الله عليه و آله وسلم واجبة و في حق غيره ممكنة.

وقال النووي: هذا الحديث محمول على ظاهره , أن الشيكان متى رأى عمر سالكا فجا هرب هيبة من عمر و فارق ذلك الفج , وذهب في فج آخر لشدة خوفه من بأس عمر أن يفعل فيه شيئا.

(10) علي رضي الله عنه يثني على عمر

وأخرج البخاري في صحيحه عن بن عباس رضي الله عنهما قال " إني لواقف في قوم فدعوا الله لعمر بن الخطاب , وقد وضع على سريره , إذا رجل من خلفي قد وضع مرفقه على منكبي يقول: رحمك الله , إن كنت لأرجو أن يجعلك الله مع صاحبيك لأني كثيرا ما كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كنت و أبو بكر و عمر و فعلت و أبو بكر و عمر و انطلقت و أبو بكر و عمر فإن كنت لأرجو أن يجعلك الله معهما فالتفت فإذا هو علي بن أبي طالب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير