الهجرتين كما قلت وصحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعته فوالله ما عصيته ولا غششته حتى توفاه الله عز وجل ثم أبو بكر مثله ثم عمر مثله ثم استخلفت أفليس لي من الحق مثل الذي لهم قلت بلى قال فما هذه الأحاديث التي تبلغني عنكم أما ما ذكرت من شأن الوليد فسنأخذ فيه بالحق إن شاء الله ثم دعا عليا فأمره أن يجلده فجلده ثمانين.
(6) شهادة الصحابة لأفضلية عثمان بعد أبي بكر و عمر رضي الله عنهم أجمعين
فقد أخرج البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
كنا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لا نعدل بأبي بكر أحدا ثم عمر ثم عثمان ثم نترك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نفاضل بينهم
(7) بن عمر رضي الله عنه ينفي الشبه عن عثمان
ففيم أخرجه البخاري عن بن موهب قال: جاء رجل من أهل مصر حج البيت فرأى قوما جلوسا فقال من هؤلاء القوم فقالوا هؤلاء قريش قال فمن الشيخ فيهم قالوا عبد الله بن عمر قال يا ابن عمر إني سائلك عن شيء فحدثني هل تعلم أن عثمان فر يوم أحد قال نعم قال تعلم أنه تغيب عن بدر ولم يشهد قال نعم قال تعلم أنه تغيب عن بيعة الرضوان فلم يشهدها قال نعم قال الله أكبر قال ابن عمر تعال أبين لك أما فراره يوم أحد فأشهد أن الله عفا عنه وغفر له وأما تغيبه عن بدر فإنه كانت تحته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت مريضة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لك أجر رجل ممن شهد بدرا وسهمه وأما تغيبه عن بيعة الرضوان فلو كان أحد أعز ببطن مكة من عثمان لبعثه مكانه فبعث رسول الله.
صلى الله عليه وسلم عثمان وكانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان إلى مكة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده اليمنى هذه يد عثمان فضرب بها على يده فقال هذه لعثمان فقال له ابن عمر اذهب بها الآن معك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
فصل
بعض ما جاء في فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه
(1) أوّل من أسلم علي رضي الله عنه بعد خديجة رضوان الله عليها
فأخرج الإمام أحمد من حديث زيد بن أرقم قال: أول من أسلم مع رسول الله صلى الله عليه و سلم علي بن أبي طالب. وهو حديث حسن (أنظر الصحيح المسند من الفضائل للعدوي)
(2) علي يحبه الله و رسوله و يحب الله و رسوله
فأخرج الإمام النسائي من حديث عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وآله و سلم قال " لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله و رسوله (أو قال يحبه الله و رسوله) فدعا عليا و هو أرمد ففتح الله على يديه.
وأصل الحديث في الصحيحين , فعند البخاري من حديث سهل بن سعد قال: أن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم قال يوم خيبر: لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله , قال: فبات الناس يددوكون ليلتهم أيهم يعطاها؟ فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه و آله و سم كلهم يرجو أن يعطاها , فقال: أين علي بن أبي طالب؟ فقيل هو يشتكي عينيه. قال: فأرسلوا إليه فأتى به فبصق رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم في عينيه و دعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع , فأعطاه الراية , فقال علي: يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام و أخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم.
(3) علي لا يحبه إلا مؤمن و لا يبغضه إلا منافق
فأخرج الإمام مسلم عن عدي بن ثابت عن زر قال: قال علي: والذي فلق الحبة و برأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه و آله وسلم إلي " أن لا يحبني إلا مؤمن و لا يبغضني إلا منافق "
قال شيخنا مصطفى العدوي (المراد بالمحبة هنا المحبة الشرعية أي من أحبه لنصرة الإسلام و لشجاعته و تضحيته في سبيل الله ثم في سبيل نشر دينه و لفداءه رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بنفسه و سبقه للإسلامو غير ذلك من أمور الخير فذلك مؤمن , وكذلك من أبغضه لأنه ناصر الإسلام و أسلم منذ الصغر و قاتل صناديد الكفر إلى غير ذلك , فمن أبغضه لذلك فهو منافق.
¥