تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفي الصحيحين أيضا أن عائشة رضي الله عنها قيل لها: إنهم يقولون إن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أوصى إلى علي , فقالت: بما أوصى إلى علي؟ لقد دعا بطست ليبول فيها و أنا مسندته إلى صدري فأنخنثت فمات و ما شعرت , فيم يقول هؤلاء أنه أوصى إلى علي؟. (وفي رواية فلقد اخنثت في حجري فما شعرت أنه قد مات , فمتى أوصى إليه؟).

و في الصحيحين من حديث طلحة بن مصرّف قال: سألت عبد الله بن أوفى رضي الله عنهما , هل كان النبي صلى الله عليه و آله وسلم أوصى؟ قال: أوصى بكتاب الله.

وفي رواية بن ماجة (قال طلحة بن مصرف .. فقال هذيل بن شرحبيل , أبو بكر كان يتأمر على وصي رسول الله , ود أبو بكر أنه كان وجد عهدا من رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فخرم أنفه بخزام).

وفي الصحيحين أيضا من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: من زعم أن عندنا شيئا نقرأه ليس في كتاب الله و هذه الصحيفة (صحيفة معلقة في سيفه فيها أسنان الإبل و أشياء من الجراحات) فقد كذب.

قال الحافظ بن كثير (البداية و النهاية ج5ص221) " و هذا الحديث الثابت في الصحيحين و غيرهما عن علي رضي الله عنه يرد على فرقة الرافضة في زعمهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى إليه بالخلافة , ولو كان الأمر كما زعموا لما رد ذلك أحد من الصحابة فانهم كانوا أطوع لله و رسوله في حياته و بعد وفاته من أن يفتأتوا عليه فيقدموا غير من قدمه و يؤخروا من قدمه بنصه , حاشا و كلا و لما , و من ظن بالصحابة رضوان الله عليهم ذلك فقد نسبهم بأجمعهم إلى الفجور و التواطئ على معاندة الرسول صلى الله عليه و آله وسلم في حكمه و نصه , ومن وصل من الناس إلى هذا المقام فقد خلع ربقة الإسلام و كفر بإجماع الأئمة الأعلام , وكان اراقة دمه أحل من اراقة المدام.

ثم لو كان مع علي رضي الله عنه نص فلم لا كان يحتج به على الصحابة على اثبات امارته عليهم و امامته لهم , فان لم يقدر على تنفيذ ما معه من النص فهو عاجز و العاجز لا يصلح للإمارة و ان كان يقدر و لم يفعله فهو خائن و الخائن الفاسق مسلوب منزوع عن الإمارة , وإن لم يعلم بوجود النص فهو جاهل. ثم وقد عرفه و علمه من بعد هذا محال و افتراء و جهل و ضلال. وإنما يحسن هذا في أذهان الجهلة الطغام و المغتربين من الأنام , يزينه لهم الشيطان بلا دليل و لا برهان , بل بمجرد التحكم و الهذيان و الافك و البهتان , عياذا بالله مما فيه من التخليط و الخذلان و التخبيط و الكفران , و ملاذا بالله بالتمسك بالسنة و القرآن و الوفاة على الإسلام و الإيمان , و الموافات على الثبات و الإيقان و تثقيل الميزان , والنجاة من النيران و الفوز بالجنان إنه كريم منان رحيم رحمان " ا. هـ من كلامه رحمه الله و ينظر في بقيته فإنه فيه فوائد أخرى جمة.

(3) بيعة أبي بكر الصديق الأولى في سقيفة بني ساعدة , البيعة الخاصة , وتخلف عنها من تخلف لانشغال الناس بتجهيز رسول الله صلى الله عليه وسلم لدفنه ومنهم علي رضوان الله على الصحابة أجمعين.

أخرج الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه (6830) عن ابن عباس قال: كنت أقرئ رجالا من المهاجرين منهم عبد الرحمن بن عوف , فبينما أنا في منزله بمنى وهو عند عمر بن الخطاب في آخر حجة حجها , إذ رجع إلي عبد الرحمن فقال لو رأيت رجلا أتى أمير المؤمنين اليوم فقال: يا أمير المؤمنين هل لك في فلان يقول: لو قد مات عمر لقد بايعت فلانا. فوالله ما كانت بيعة أبي بكر إلا فلتة (أي فجأة) فتمّت , فغضب عمر ثم قال: إني إن شاء الله لقائم العشية في الناس , , فمحذرهم هؤلاء الذين يريدون أن يغصبوهم أمورهم , قال عبد الرحمن: فقلت يا أمير المؤمنين لا تفعل , فإن الموسم يجمع رعاع الناس و غوغاءهم , فإنهم هو الذين يغلبون على قربك حين تقوم في الناس , و أنا أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطيرها عنط كل مطير , و أن لا يعوها و أن لا يضعوها على مواضعها , فأمهل حتى تقدم المدينة فإنها دار الهجرة و السنة , فتخلص بأهل الفقه و أشراف لناس , فتقول ما قلت متمكنا , فيعي أهل العلم مقالتك و يضعونها على مواضعها , فقال عمر: أما والله إن شاء الله لأقومنّ بذلك أول مقام أقومه بالمدينة , قال ابن عباس: فقدمنا المدينة في عقب ذي الحجة , فلما كان يوم الجمعة عجلت الرواح حين زاغت

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير