تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والله ما وجدنا فيما حضرنا من أمر أقوى من مبايعة أبي بكر , خشينا إن فارقنا القوم , و لم تكن بيعة أن يبايعوا رجلا منهم بعدنا , فإما بايعناهم على ما لا نرضى , و إما نخالفهم فيكون فساد , فمن بايع رجلا على غير مشورة من المسلمين فلا يتابعو هو ولا الذي بايعه تغرّة أن يقتلا.

تنبيه: قول عمر رضي الله عنه (قتله الله) أي لسعد بن عبادة , قال بن حجر في الفتح (7\ 45) لم يرد عمر الأمر بقتله حقيقة , أما قوله "قتله الله" فهو دعاء عليه .. ثم قال ... وفي حديث مالك " فقلت و أنا مغضب قتل الله سعدا فإنه صاحب شر و فتنة " قال ابن التين: و إنما قالت الأنصار (منا أمير و منكم أمير) على ما عرفوه من عادة العرب أن لا يتأمر على القبيلة إلا من يكون منها , فلما سمعوا حديث "الأئمة من قريش" , رجعوا عن ذلك و أذعنوا.ا. هـ. (قلت محمود: سيأتي الكلام على ذلك إن شاء الله).

وقال عمر في هذه الخطبة كما أخرج الإمام أحمد بسند حسن , حسّنه الحافظ بن حجر و غيره , من حديث عبد الله بن مسعود أن عمر قال في السقيفة " يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكر أن يؤم الناس , فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر؟ فقالوا نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر ".

تنبيه: ما يروى عن أن عمر بن الخطاب و حباب بن المنذر قاما و استبا و كاد يقتتلان دفاعا عن أبي بكر و سعد بن عبادة و نصرة كل واحد لصاحبه لا يصح فيه شيء و الأحاديث الصحيحه تردّه.

(4) البيعة العامة لأبي بكر الصديق , وقد بايعه فيها من لم يبايعه في السقيفة.

أخرج الإمام البخاري في صحيحه من حديث الزهري قال: أخبرني أنس بن مالك رضي الله عنه أنه سمع خطبة عمر الآخرة حين جلس على المنبر , وذلك الغد من يوم توفيّ النبي صلى الله عليه و آله وسلم , فتشهد و أبو بكر صامت لا يتكلم قال: كنت أرجو أن يعيش رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يدبرنا يريد بذلك أن يكون آخرهم فإن يك محمد صلى الله عليه وسلم قد مات فإن الله تعالى قد جعل بين أظهركم نورا تهتدون به بما هدى الله محمدا صلى الله عليه وسلم , وإنّ أبا بكر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثاني اثنين فإنه أولى المسلمين بأموركم فقوموا فبايعوه , وكانت طائفة منهم قد بايعوه قبل ذلك في سقيفة بني ساعدة , وكانت بيعة العامة على المنبر , قال الزهري عن أنس بن مالك: سمعت عمر يقول لأبي بكر يومئذ اصعد المنبر , فلم يزل به حتى صعد المنبر فبايعه الناس عامة.

(5) وبايع علي بن أبي طالب بعد ستة أشهر لكونه وجد على أبي بكر عدم اعطاؤه من ميراث رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم لفاطمة رضي الله عنها.

أخرج الإمام البخاري من حديث عائشة (4240) أن فاطمة عليها السلام بنت النبي صلى الله عليه و آله وسلم أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه و سلم مما أفاء الله عليه بالمدينة و فدك و ما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر: إن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم قال " لا نورث ما تركنا صدقة " إنما يأكل آل محمد صلى الله عليه و آله وسلم في هذا المال , و إني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله صلى الله عليه و آلأه وسلم عن حالها التي كان عليها في عهد رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و لأعملن فيها بما عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى أبو بكر أن يدفع لفاطمة منها شيئا , فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك , فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت , وعاشت بعد النبي صلى الله عليه و آله وسلم ستة أشهر , فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا , و لم يؤذن بها أبو بكر و صلى عليها , وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة , فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس , فاتمس مصالحة أبي بكر و مبايعته , و لم يكن يبايع تلك الأشهر , فأرسل إلى أبي بكر أن ائتنا , و لا يأتينا أحد معك كراهية لمحضر عمر (لقوة عمر و صلابته في القول و الفعل , وكان أبو بكر رقيقا لينا , فكأنهم خشوا من حضور عمر كثرة المعاتبة التي قد تفضي إلى خلاف ما قصدوه من المصافاه) فقال عمر: لا والله لا تدخل عليهم وحدك (أي لئلا يتركوا من تعظيمك ما يجب لك) فقال أبو بكر: وما عسيتم أن يفعلوا بي , و الله لأتينهم , فدخل عليهم أبو بكر , فتشهد علي فقال: إنا قد عرفنا فضلك و ما أعطاك الله , ولم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير