ـ[أبو مالك العربي]ــــــــ[10 - 10 - 06, 08:51 ص]ـ
الأخ المصلحي ..
أشكرك على الوقت الذي بذلته في كتابة تعليقك.
الحقيقة أن هذه الفكرة برزت لي عندما حاول أحد الإسلاميين المفلسين الثناء على الرافضة، فحاول نفي كل كفر عنهم، ثم تعرض لمسألة مصحف فاطمة، فقال إن الشيعة يقولون إنه كتاب فيه علم فقط. وتوقف تعليقه عند هذه النقطة. فخطر لي أن أبحث عن أية مقولات كفرية قيلت في مصحف فاطمة، خصوصاً أني قرأت أنه يوزع بثمن رخيص في العراق. ولم أقف على أحد من أهل السنة، قد تعرض لذكر شيء مما يحويه مصحف فاطمة. لذلك طرحت هذا السؤال بهذه الطريقة.
والآن ... أرغب في تلخيص بعض النقاط التي ذكرتها، وبالتحديد التي تهمني في بحثي:
1 - نقلت حفظك الله من كتاب (أصول الشيعة الإثني عشرية):
"ثم كيف تعطى فاطمة "علم ما يكون" "علم الغيب" ورسول الهدى يقول كما أمره الله: {وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ} فهل هي أفضل من رسول الله؟ " أ. هـ
إذاً فهذه العبارة تدل على اطلاع فاطمة رضي الله عنها على الغيب، كما زعموا. فمن ادعى صحة المصحف فهو كافر، لأنه يقتضي ادعاء اطلاع فاطمة رشي الله عنها على الغيب.
2 - ذكرت ما يلي:
وفيه قول أبي عبد الله: "وإنّ عندنا لمصحف فاطمة عليها السّلام. قلت (القول للرّاوي): وما مصحف فاطمة عليها السّلام؟ قال: مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرّات ما فيه من قرآنكم حرف واحد" [أصول الكافي: 1/ 239].
ثم قال الشيخ:
"فهل معنى هذا أن كتاب الله أقل من مصحف فاطمة، وأن مصحف فاطمة أكمل وأوفى من كتاب الله سبحانه الذي أنزله الله سبحانه {تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل، آية: 89.]، وجعله دستورًا ومنهاج حياة للأمة إلى أن تقوم الساعة؟! وهل الأمة محتاجة إلى كتاب آخر غير كتاب الله ليكمل به دينها؟! وإذا فقدته فهي لم تستكمل أسباب الهداية والخير، وهي اليوم قد فقدته، إذ لا وجود له باعتراف الجميع .. "
مما سبق نلاحظ الانتقاص من القرآن، وهذا يستحق قائله الكفر .. هل تتفق معي أخي المصلحي؟
3 - ثم قال الشيخ عن مسألة التشريع الموجودة في مصحف فاطمة:
"فإن حديثًا آخر من أحاديثهم – يقول كما يروي ثقة الإسلام عندهم -: إن أبا عبد الله قال عن مصحف فاطمة: "ما أزعم أن فيه قرآنًا، وفيه ما يحتاج الناس إلينا ولا نحتاج إلى أحد حتى فيه الجلدة ونصف الجلدة وربع الجلدة وأرش الخدش" [أصول الكافي: 1/ 240.].
فهذا النص يجعل من مصحف فاطمة بالإضافة إلى علم ما يكون، علم الحدود والديات، ففيه حتى أرش الخدش، بل فيه التشريع كله فلا يحتاج فيه الأئمة معه إلى أحد، فهي يعني هذا أنهم لا يحتاجون إلى كتاب الله، وأنهم استغنوا عن شريعة القرآن بمصحف فاطمة فلهم دينهم ولأمة الإسلام دينها؟!
وهل التشريع الإسلامي العظيم لم يكمل بكتاب الله وسنة رسوله ليحتاج بعد ذلك إلى مصحف فاطمة، أو أن مصحف فاطمة يغني عن الجميع؟! "
وهذا أيضاً كاف لتكفير القائل به.
هذا ما أردته من كلامك، وهذا ما استنتجته، فهل أخطأت في شيء؟
أشكر لك مرة أخرى مجهودك الرائع في التعليق.
ـ[المصلحي]ــــــــ[10 - 10 - 06, 12:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اخي ابا مالك العربي: ولك مني الشكر ايضا.
كلامك في محله.
وأزيدك فاقول:
نقول لهؤلاء الروافض:
ان الله تعالى ذكر عن الملائكة بأنهم لايعصون الله ماأمرهم ويفعلون مايؤمرون. فالملَك مامور في افعاله.
فهذا الشيء الذي نزل على فاطمة لايخلو من امرين لاثالث لهما:
الاول: اما ان يكون من الشيطان. وان كان كذلك، فالامر واضح ... وهو طعن في آل البيت وهو كفر.
الثاني: ان يكون من الله، وهذا من الافتراء على الله تعالى، وهو كفر، قال تعالى (ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا او قال اوحي الي ولم يوح اليه شيء ومن قال سانزل مثل مانزل الله).
ومن المعلوم انه لايشترط في الوحي ان يكون بحلال وحرام، فان الانجيل انما هو مواعظ، وهو مقرر لما في التوراة، ولهذا لايقال على اليهود والنصارى اهل الكتابين بل يقال اهل الكتاب. فقولهم انه ليس فيه حلال ولاحرام، لايعفيهم من الكفر، فان لم يشبهوه بالقران فقد شبهوه بالانجيل. وهذه الاعيب الروافض الماكرة!!
فان قالو انه ليس بوحي بل هو مثل كلام الملك لمريم، ومثل كلام الملائكة لباقي الصالحين، فيقال لهم ايضا: ان لم يحصل ذلك فهو من الافتراء على الله تعالى، لان نسبة ذلك للملك يعني نسبته الى الله تعالى، فانه كما قدمنا ان الملائكة تختلف عن باقي المخلوقات وهي انها لاتتصرف الا بامر الله.
واخيرا هذه فائدة من اخيك: لاتدخل في نقاش مع الروافض او مع دعاة التقريب في امور غير اساسية في مذهبهم، بل ليكن النقاش في الامور الاساسية، فانها لوحدها كفيلة بتقرير كفرهم.
وعليك بالمسائل التالية:
تحريف القران ـ الشرك ـ ادعاء علم الغيب للائمة ـ ... انظر / اصول الشيعة.
ودع عنك الخوض في غيرها ... فاذا ثبت كفرهم في هذه الاساسيات فلا يهم بعدها هل مصحف فاطمة فيه كفر ام لا، وهم يحاولون الذهاب بالمناقش بعيدا عن الامور الاساسية ويغرقونه في متاهات تاريخية، فعلى من يتصدى لنقاشهم ان يفهم اساليبهم.
واما هذا الدعي الذي ذكرته، ممن يحاول التقريب، فحاول نصحه وقل له: ماذا جنى الذين قبلك ممن تبنوا مسالة التقريب. اليس لك عبرة في احد أهم رجالات التقريب، حيث بذل جهده وكافة امكانياته، للتقريب، ثم بعد سنين طويلة توصل الى استحالة ذلك، وطبعا هو محال لان الله تعالى يقول (فماذا بعد الحق الا الضلال) فليس الامر الا حق او باطل، وليس ثمة واسطة بينهما. فهل يتم التقريب بين الحق والباطل؟ ثم بعد نهاية تجربته كتب كتابه الشهير (الخطوط العريضة) لعلك عرفته، انه محب الدين الخطيب .... فلياخذ عبرة منه هذا المفلس ..
وبارك الله فيك والسلام عليكم