تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2 - وقال في (الموافقات) 1/ 331: (من تحقق بأن الخروج عن السبب كالدخول فيه بالنسبة إلى ضمان الله تعالى الرزق صح أن يقال إنه لا يجب عليه التسبب فيه، ولذلك نجد أصحاب الأحوال يركبون الأهوال ويقتحمون الأخطار ويلقون بأيديهم إلى ما هو عند غيرهم تهلكة فلا يكون كذلك بناءً على أن ما هم فيه من مواطن الضرر وأسباب التهلكة يستوي مع ما هو عندنا من مواطن الأمن وأسباب النجاة).

قلت:

وهذا الكلام فيه نَفَسٌ صوفي، فإن مضمون كلامه إسقاط الأسباب نظراً إلى القدر، وهذا ما يسمى عند الصوفية (توحيد الخاصة) (1)، وقد قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى: (ذكر تلبيس إبليس على الصوفية في ادعاء التوكل وقطع الأسباب وترك الاحتراز في الأموال) -ثم ذكر كلام الصوفية في هذا ونقضه-. (2)

وقال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى (1) -في ترك الأسباب نظراً إلى القدر-: (ولا ريب أن هذا الأصل الفاسد مخالف للكتاب والسنة وإجماع السلف وأئمة الدين، ومخالف لصريح المعقول، ومخالف للحس والمشاهدة، وقد سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن إسقاط الأسباب نظراً إلى القدر فرد ذلك كما ثبت في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال (ما منكم من أحدٍ إلا وقد علم مقعده من الجنة ومقعده من النار) قالوا: (يا رسول الله أفلا ندع العمل ونتكل على الكتاب) فقال: (لا، اعملوا فكل ميسر لما خلق له) وفي الصحيح أيضاً أنه قيل له (يا رسول الله، أرأيت ما يكدح الناس فيه اليوم ويعملون، أشئ قضي عليهم ومضى، أم فيما يستقبلون مما أتاهم فيه الحجة؟) فقال: (بل شئ قضي عليهم ومضى فيهم) قالوا: (يا رسول الله أفلا ندع العمل ونتكل على كتابنا) فقال: (لا، اعملوا فكل ميسر لما خلق له)، وفي السنن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قيل له (أرأيت أدوية نتداوى بها، ورقى نسترقي بها، وتقاة نتقيها، هل ترد من قدر الله شيئاً؟) قال: (هي من قدر الله) - ثم أخذ يذكر الأدلة في ذلك إلى أن قال- وهو مسبب الأسباب وخالق كل شئ بسبب منه لكن الأسباب قال فيها أبو حامد وأبو الفرج ابن الجوزي وغيرهما: (الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد، ومحو الأسباب أن تكون أسباباً تغيير في وجه العقل، والإعراض عن الأسباب بالكلية قدح في الشرع) اهـ.

وقال ابن القيم رحمه الله تعالى (1): (القول بإسقاط الأسباب هو توحيد القدرية الجبرية أتباع الجهم بن صفوان في الجبر فإنه كان غالياً فيه -إلى أن قال- وطرد هذا المذهب مفسد للدنيا والدين، بل ولسائر أديان الرسل، ولهذا لما طرده قوم أسقطوا الأسباب الدنيوية وعطلوها وجعلوا وجودها كعدمها، ولم يمكنهم ذلك، فإنهم لابد أن يأكلوا ويشربوا ويباشروا من الأسباب ما يدفع عنهم الحر والبرد والألم، فإن قيل: هلا أسقطتم ذلك؟ قالوا: لأجل الاقتران العادي، فإن قيل لهم: هلا قمتم بما أسقطتموه من الأسباب لأجل الاقتران العادي أيضاً، فهذا المذهب قد فطر الله سبحانه الحيوان - ناطقه وأعجمه- على خلافه -إلى أن قال- وبالجملة فالقرآن من أوله إلى آخره يبطل هذا المذهب ويرده، كما تبطله العقول والفطر والحواس) اهـ.].

انتهى من " الإعلام بمخالفات (الموافقات) و (الاعتصام) " للشيخ ناصر بن حمد الفهد.

وأفضل من تكلم في هذه المسألة شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم.

ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[08 - 10 - 06, 12:53 ص]ـ

جزى الله الشيخ ناصر الفهد خير الجزاء

وألهمنا جميعا الصواب في الامور كلها

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[08 - 10 - 06, 12:46 م]ـ

جزى الله الشيخ ناصر الفهد خير الجزاء

وألهمنا جميعا الصواب في الامور كلها

وأنا؟!!! ألا تدعو لي! لقد تجشمت النقل لك وأخذ شيئا من وقتي (:

لكن من باب الفائدة والملحة:

في سؤال على الهاتف، أجاب الشيخ العلامة ابن عثيمين سائلا، فقال السائل: الله يرحم والديك، والداك للجنة، فقال الشيخ - رحمة الله عليه: وأنا؟!! السائل: نعم؟ قال الشيخ: الله يهدي بعض الناس تفعل له معروفا، فيدعو لوالديك ولا يدعو لك أنت!!.

ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[09 - 10 - 06, 02:10 ص]ـ

سامحني بارك الله فيك

و والله إنني أدعو لك البارحة بظهر الغيب ...

وجزاء الله خير من جزائي ...

ـ[رافع]ــــــــ[31 - 03 - 08, 06:08 م]ـ

للرفع للفائده

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير