تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فتحولت مهمة الدعاة إلى الوعظ فقط وإبكاء الناس! نعم الوعظ يوقظ النائم وينبه الغافل ثم ماذا؟ هل هذه هي نهاية المطاف؟ هل تنتهي المهمة عند هذا الحد أم لابد من الأخذ بيد الناس لتعليمهم الإسلام نفسه من بيان أصول العقيدة وأركان الإيمان وتعليم الحلال والحرام والتعريف بالعبادات والمعاملات على وجه صحيح يؤدي لتمثيل الإسلام في صورته الناصعة مع الذب عنه ضد مطاعن الملحدين والمنافقين؟ قل لي بربك ما فائدة أن أرى الناس يبكون ويتأثرون كل يوم والهوة شاسعة بينهم وبين تطبيق الإسلام الذي لا يتعلمونه ولا يعرفون أحكامه؟

الأمر الثاني: يتعلق باعتراض بعض الإخوان الكرام في القسوة في الرد على الطاعنين في السنة وأهلها، ولتوضيح هذا الأمر في عجالة سريعة أقول: بالنسبة للرد على المنحرفين وأهل الأهواء والبدع فالأمر يختلف باختلاف الشخص؛ فهناك نوع ينبغي التعامل معه برفق ولين، وهو من عُرِف منه الأدب وتوقير أئمة العلم والمسلمين، وهناك نوع آخر ينبغي التعامل معه بقسوة وهو المتنقص لهم، المتعجرف عليهم .. وأترك المجال للإمام الحافظ ابن رجب رحمه الله ليوضح لنا المسألة بجلاء، يقول في رسالته العظيمة " الفرق بين النصيحة والتعيير ": ((فأما أهل البدع والضلالة ومن تشبه بالعلماء وليس منهم فيجوز بيان جهلهم وإظهار عيوبهم تحذيرا من الاقتداء بهم .. ) ثم يقول: ((ومن عرف منه أنه أراد برده على العلماء النصيحة لله ورسوله فإنه يجب أن يُعامل بالإكرام والاحترام والتعظيم .. ومن عرف أنه أراد برده عليهم التنقيص والذم وإظهار العيب فإنه يستحق أن يُقَابل بالعقوبة ليرتدع هو ونظراؤه عن هذه الرذائل المحرمة. ويعرف هذا القصد بإقرار الراد واعترافه وتارة بقرائن تحيط بفعله وقوله) ثم يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله: (ويقوي دخوله في هذا الوعيد إذا ظهرت منه أمارات السوء مثل كثرة البغي والعدوان وقلة الورع وإطلاق اللسان وكثرة الغيبة والبهتان والحسد للناس على ما آتاهم الله من فضله والامتنان، وشدة الحرص على المزاحمة على الرئاسات قبل الأوان)) اهـ.

والناظر للنوع الثاني ـ وهم بيت القصيد ـ يجد القرائن الكثيرة التي تؤيد التعامل معهم بالقسوة، وهو ما نراه من اللسان الطويل والاستهزاء بالصحابة الإجلاء، فضلا عن أهل العلم الأتقياء والذي أخذ بحظ وافرمنهم، فالقسوة عليهم مطلوبة لكي يرتدعوا هم ونظراؤهم وحتى لا يجرئوا الدهماء على الدين وحملته.

أما الرد على أكاذيب هذه الجريدة المرتزقة فليس مقصودي من المقال، كما أشرت، ولكني سأركز على إظهار الأهداف الحقيقية من ورائه:

أولا: يبدأ المحرر كلامه بنقده للمقتدين بالصحابة فيقول: ((نحاول أن نتجاهل مفارقات وجرائم تمت في حق الإسلام والمسلمين ومع ذلك نصر على التوقير والتبجيل والاقتداء) اهـ

فالهدف الحقيقي من المقال كما ترى هو: ترك الاقتداء بالصحابة.

فالصحابة - رضي الله عنهم - هم الذين تولى الله شرح صدورهم فأنزل السكينة على قلوبهم وبشرهم برضوانه ورحمته فقال: {يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ} وكيف يطلب منا أن نسقطهم ولا نقتدي بهم؟

والجواب يظهر من عنوانه كما يقولون، فهو في نهاية الأمر يريد منا أن لا نقتدي بهم وأن لا نوقرهم ولا نبجلهم. ونحن نرد عليه بقول الله تعالى ((وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً)) و" سبيل المؤمنين " هنا في الآيات هو طريق الصحابة كما قال المفسرون الأجلاء. ويتضح الهدف بشدة في خاتمة ملحق السوء والتي جاءت بعنوان: (كل صحابة رسول الله انغمسوا في الفتنة .. )، وتحت هذا العنوان يحاول الشيعي الحاقد أن ينفي مؤامرة ابن سبأ على الإسلام والمسلمين قائلا: ((خصوصا مع وجود تراث مقدس يحاول أن يرسخ فكرة أن اتباع الصحابة أحد طرق الهداية والوصول للجنة)) اهـ وهب أننا أسقطنا الصحابة كما يريد هذا المأفون فبالتالي يسقط ما حملوه إلينا وهو الإسلام. وهذا هو الغرض الحقيقي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير