يقول الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله: (في عام 1953 زرت عبد الحسين شرف الدين في بيته بمدينة صور في جبل عامل وكان عنده بعض علماء الشيعة، فتحدثنا عن ضرورة جمع الكلمة وإشاعة الوئام بين فريقي الشيعة وأهل السنة وأن من أكبر العوامل في ذلك أن يزور علماء الفريقين بعضهم بعضا وإصدار الكتب والمؤلفات التي تدعو إلى هذا التقارب. وكان عبد الحسين رحمه الله متحمسا لهذه الفكرة ومؤمنا بها، وتم الاتفاق على عقد مؤتمر لعلماء السنة والشيعة لهذا الغرض وخرجت من عنده وأنا فرح بما حصلت عليه من نتيجة، ثم زرت في بيروت بعض وجوه الشيعة من سياسين وتجار وأدباء لهذا الغرض، ولكن الظروف حالت بيني وبين العمل لتحقيق هذه الفكرة، ثم ما هي إلا فترة من الزمن حتى فوجئت بأن عبد الحسين أصدر كتابا في أبي هريرة مليئا بالسباب والشتائم) اهـ.
ثم ذكر أن جل كتاب المدعو أبو رية عن أبي هريرة منقول من هذا الكتاب.
وللأسف الشديد تلقف كلامه في أبي هريرة الكثير من أنصاف المتعلمين والسطحيين وروجوا له، وآخرهم هذه الأيام الصحفي إبراهيم عيسى قبل مدة في " جريدة الدستور "، وقمنا بالرد عليه حينئذ.
ولعل مؤلفات عبد الحسين العاملي الأخرى تبين الخبث الشديد في دعوته فهو صاحب " كتاب المراجعات " الذي كذب فيه على شيخ الأزهر السابق سليم البشري، وادعى زورا وبهتانا عليه أنه أرسل إليه رسائل كثيرة ــ دون أي توثيق أو أي صور خطية لهذه الرسائل ــ مدعيا في نهاية الكتاب أن البشري أقر بصحة مذهب الشيعة وتحول إليه وترك مذهب السنة.
ومما يؤكد إفكه: أن أول طبعة لهذا الكتاب نشرت عام 1355هـ بصيدا. أي بعد عشرين سنة من وفاة الشيخ سليم البشري المتوفى سنة 1335هـ ولم تنشر في حياته.
المثال الثالث: حسن الصفارالشيعي البارز بالقطيف: والذي يظهر بين الحين والآخر في الفضائيات يدعو للوحدة ويتباكى عليها. وقد رأيت هذا الرجل حين سأله مذيع برنامج الشريعة والحياة " ماهر عبد الله رحمه الله: عن رأيه في أبي بكر وعمر تلجلج وقال بتقية واضحة: (أنهما شخصان محترمان) اهـ.
ثم من يستمع إلى خطبه ومحاضراته ـ وهي منشورة على الانترنت ـ يجد فيها السباب العلني لهما ومنها قوله: (نكره أبو بكر وعمر وعثمان. كثير من الشباب يقولوا وش بينا فيهم: صحابة الرسول. صاحبوا الرسول وماتوا. وفي الواقع إحنا نحقد عليهم ونبغضهم ونلعنهم لأنهم كانوا بداية انحطاط الأمة) اهـ.
ويقول أيضا: (فالشيعة هم الذين قتلوا عثمان جزاهم الله خيرا) اهـ.
فهل هذا هو منطق من ينادي بالتقريب والوحدة!!
المثال الرابع: صالح الورداني المتشيع المصري الذي يتشدق في بعض كتاباته بالدعوة إلى الوحدة، نراه يقوم بنشر أكثرمن عشرين كتابا كلها تهجم وسباب للصحابة وكبار علماء السنة، ووصل به الحد إلى أن يقول بوقاحة في دعوته للتشيع: (ومنذ التزامي بخط آل البيت أردت أن أكفر عن هذه السنوات. فمن ثم فقد آليت على نفسي ألا أترك أحدا ممن كنت أعرفه في الوسط الإسلامي من قبل إلا وأفقده الثقة في الأطروحة السنية) اهـ.
ثم يقول: (وكنت قد استطعت بعون الله أن استقطب الكثير من العناصر لصف التشيع من مختلف التيارات العاملة في الوسط الإسلامي) اهـ من كتابه (الخدعة ص 180).
وهذا يوضح بجلاء الغرض من دعوتهم للتقريب وهو دخول السنة في مذهبهم.
شهادات موثقة
تبين زيف التقريب بين السنة والشيعة
وأقدم للقارئ الحصيف شهادات موثقة ممن دخل معترك التقريب ونادى بالوحدة تدلل على أنه زيف وخداع ووَهْمٌ كبير:
1ـ العلامة الشيخ محمد رشيد رضا مؤسس مجلة المنار (ت 1354هـ):
يتحدث عن مساعيه في سبيل التقارب والتأليف بين السنة والشيعة فيقول: (إنني جاهدت في سبيله أكثر من ثلث قرن) ثم يذكر مساعيه وأعماله في هذا الشأن ثم يقول: (وقد ظهر لي باختباري الطويل وبما اطلعت عليه من اختبار العقلاء وأهل الرأي أن أكثر الشيعة يأبون هذا الاتفاق أشد الإباء إذ يعتقدون أنه ينافي منافعهم الشخصية من مال وجاه).
(المنار ج 31 ــ ص 290).
¥