3ـ المغيرة بن شعبة هو أحد دهاة العرب وقادتهم وولاتهم ولد بالطائف وأسلم رضي الله عنه عام الخندق وأول مشاهده الحديبية .. وشهد اليمامة وفتوح الشام وذهبت عينه باليرموك وشهد القادسية ونهاوند وهمدان وغيرها، فهو من أبطال الفتوحات الإسلامية الكبرى، رضي الله عنه وأرضاه، وولاه عمر البصرة ففتح عدة بلاد وعزله ثم ولاه الكوفة وأقره عثمان على الكوفة ثم عزله ولما حدثت الفتنة بين علي ومعاوية اعتزلها المغيرة وهو أول من وضع ديوان البصرة وأول من سلم عليه بالإمرة بالإسلام (الإصابة ت 8181 وأسد الغابة 4/ 406 والأعلام للزركلي 7/ 176، 277) , يقول عنه الحافظ الذهبي في " السير " (3/ 21): ((من كبار الصحابة أولي الشجاعة والمكيدة، شهد بيعة الرضوان كان رجلا طوالا مهيبا ذهبت عينه يوم اليرموك وقيل يوم القادسية)) اهـ.
ومما يدل على فضله وحكمته أنه كان من الشخصيات التي تملك الحكمة والقدرة على التفاوض فكان خير سفير لقادة الفتح ويظهر ذلك عندما أوفد لمقابلة " رستم " قائد الجيوش الفارسية وذلك في معركة القادسية والتي أدى فيها دورا عظيما كان له بالغ الأثر في النصر في المعركة.
4ـ وللمغيرة من الأحاديث عن النبي 136حديثا ومن مناقبه رضي الله عنه: أن أبا بكر رضى الله عنه لما سئل عن ميراث الجدة؟ قال مالك في كتاب الله من شيء وما علمت لك في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من شيء ولكن أسأل الناس فسألهم فقام المغيرة بن شعبة ومحمد بن مسلمة فشهدا أن النبى أعطاها السدس وقد بلغ هذه السنة عمران بن حصين أيضا (مجموع الفتاوى ج20/ص234).
توفي سنة تسع وخمسين والأصح وفاته في خلافة علي رضي الله عنه. وقبره بالنجف وهو القبر المنسوب الآن لعلي - رضي الله عنه - الذي بباطن النجف، فإن المعروف عند أهل العلم أن عليا دفن بقصر الإمارة بالكوفة كما دفن معاوية بقصر الإمارة بالشام ودفن عمرو بقصر الإمارة بمصر خوفا عليهم من الخوارج أن ينبشوا قبورهم " الفتاوى الكبرى " (4/ 451).
هذا طرف يسير من سيرته العطرة.
وإليك أخي القارئ ردا مختصرا على شبهات هذا الأفَّاك الأثيم الشيعي المتطرف بحق المغيرة رضي الله عنه:
أولا: قال الكذوب المفتري بكل وقاحة: ((قد عزل المغيرة بن شعبة عن ولاية الكوفة؛ لأن قوما شهدوا عليه أنهم وجدوه على ريبة مع امرأة أي أنهم شاهدوه يضاجع امرأة غير امرأته، وهي مسألة عجيبة أن يضاجع والي الكوفة شخصيا امرأة على مرأى ومسمع من أربعة رجال كأن في هذا حماقة تشبه الهوس أو إهمالا يقارب الهطل)) اهـ.
والجواب: القصة باختصار جاءت خلاف الطريقة الفاجرة التي يحكي بها هذا الوغد، فالمغيرة بن شعبة أشرف من يفعل هذا الفعل الفاضح العلني!! فهو وَأَبَو بكرة كَانا مُتَجَاوِرَيْنِ بِالبصرة بَيْنَهُمَا طَرِيقٌ، وَالْمُغِيرَةُ يَوْمَئِذٍ أَمِيرُ الْبَصْرَةِ , أَمَّرَهُ عَلَيْهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ـ وليس الكوفة كما ذكر هذا الجاهل ـ , وَكَانَا فِي مَشْرُبَتَيْنِ مُتَقَابِلَتَيْنِ فِي دَارَيْهِمَا , في كُلِّ وَاحِدَةٍ منهما كُوَّةٌ مُقَابِلَةٌ لِلْكُوَّةِ الْأُخْرَى , فَاجْتَمَعَ إلَى أبي بَكْرَةَ نَفَرٌ يَتَحَدَّثُونَ فِي مَشْرُبَتِهِ , فَهَبَّتْ الرِّيحُ , فَفَتَحَتْ بَابَ كُوَّةِ الْمُغِيرَةِ , فَنَظَرَ أَبُو بَكْرَةَ بِالْمُغِيرَةِ , وَهُوَ بَيْنَ رِجْلَيْ امْرَأَةٍ , فَقَالَ لِلنَّفَرِ: قُومُوا فَانْظُرُوا ; فَقَامُوا فَنَظَرُوا , ثُمَّ قَالَ اشْهَدُوا , وَقَالُوا: وَمَنْ هَذِهِ؟ قَالَ: أُمُّ جَمِيلٍ بِنْتُ الْأَفْقَمِ , فَقَالُوا: إنَّمَا نَرَى الْأَعْجَازَ وَلَا نَدْرِي مَا الْوَجْهُ , ثُمَّ إنَّهُمْ صَمَّمُوا حِينَ قَامَتْ , فَلَمَّا خَرَجَ الْمُغِيرَةُ إلَى الصَّلَاةِ , حَالَ أَبُو بَكْرَةَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصَّلَاةِ , قَالَ: لَا تُصَلِّ لَنَا فَكَتَبُوا إلَى عُمَرَ بِذَلِكَ , فَبَعَثَ أَبَا مُوسَى أَمِيرًا , وَكَتَبَ مَعَهُ إلَى الْمُغِيرَةِ " أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّهُ بَلَغَنِي عَنْك نَبَأٌ عَظِيمٌ ; فَبَعَثْت أَبَا مُوسَى أَمِيرًا , فَسَلِّمْ إلَيْهِ مَا فِي يَدِكَ وَالْعَجَلَ " فَارْتَحَلَ الْمُغِيرَةُ وَأَبُو بَكْرَةَ وَأُولَئِكَ النَّفَرُ ; وَهُمْ أَخَوَاهُ نَافِعٌ
¥