تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والحقيقة أن مثل هذه الوساوس التي تأتي من الورع الزائد أحيانا فيتناقلها المغرضون أمثال هذا الشيعي المتطرف الأفاك ومراجعه في قم والنجف، فينفثون فيها الأكاذيب، مثل هذه الوساوس شهيرة، وقد وقعت في حادثة الإفك التي اتهموا فيها أم المؤمنين بالفاحشة، ثم أكرمها الله بإنزال براءتها من فوق سبع سماوات في وحي يتلى إلى يوم القيامة، وفي واقعة أخرى روتها كتب السنة، كان النبي صلى الله عليه وسلم قد خلا بإحدى نسائه في جانب المسجد ليلا يحادثها، فلمحه اثنان من الصحابة فانسحبا مسرعين، فناداهما وقال: على رسلكما إنها صفية بنت حيي، يعني زوجته، فقالا: سبحان الله يا رسول الله، أفيك نشك، فقال: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم "، فإذا كان هذا ما حدث مع النبي وأمهات المؤمنين فلماذا توقف الأفاك الأثيم عند الصحابي الجليل صاحب الشجرة المباركة المغيرة ابن شعبة، ألا شاهت وجوه الكذابين.

ثانيا: مما يدل على تناقضه وتخبطه وصفه للمغيرة بالهوس والهطل بينما بعد قليل يصفه بأنه داهية ونراه في موضع آخر من كتابه (رجال بعد الرسول) ص (121) يصف المغيرة بأنه محتال فيقول: ((أما المغيرة بن شعبة فيمكنك وصفه بأنه يستطيع بيع سمكا في البحر ويشتري به سمكا مطبوخا شهيا)) اهـ.

والجواب: أن الأهطل هو هذا الكذوب الذي يقول الكلمة ثم يناقضها في السطر التالي، وليس الأهطل هو البطل الفذ صاحب رسول الله يا إبراهيم، المعروف بالدهاء والإقدام والشجاعة والحكمة بين العرب، وكذلك فالمحتال ليس صاحب النبي الكريم، وإنما صاحب أحمد بهجت، ولا نريد أن ننشر هنا غسيلك القذر الذي كتبه الصحافيون الذين عملوا معك وشهدوا به عليك، ويمكن للقارئ أن يحصل عليه في جولة سريعة عبر الانترنت، فمن كان بيته من نجاسة وأكل أموال الناس بالباطل فلا يقذف أصحاب النبي بالحجارة يا إبراهيم.

ثالثا: أما اتهامه الوقح لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب بالتواطؤ مع المغيرة لإسقاط حد من حدود الله حيث يقول: ((وتروي كتب التاريخ أن سيدنا عمر قد حاصر الشهود حتى أربكهم فلم تثبت التهمة حيث تراجع شاهد وهو محمد بن أبي بكرة عن الشهادة)) اهـ. ويقول: ((ثم ولاه الكوفة مرة أخرى وهو أمر يستدعي الدهشة من إصرار عمر على تولية الرجل الذي لم تمنعه مكانته من إتيان امرأة في وقت ومكان يسمح لآخرين أن يروه بل وأن يتحققوا من الفعل كله لكن يبدو أن دهاء المغيرة وقدرته السياسية جعلته رجل دولة لا يستغني عنه عمر بسهولة دعته إلى الحفاظ عليه من تطبيق الحد كما يذهب في ذلك عدد من المؤرخين)) اهـ والجواب:

1ـ هذا طعن صريح ولمز قبيح لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، عمر الذي لا تأخذه في الله لومة لائم والذي يراجع سيرته يجد أن الأخبار تواترت عنه في إقامة الحدود وأنه لم يُقَصِّر أبدا في إمضاء حد ثبت حتى على أقرب الناس إليه! فأي حصار هذا؟ وأي إرباك وإرهاب الذي يصوره لنا هذا الأفاك وعمر رضي الله عنه يقول للمغيرة: ((وَيْلٌ لَك إنْ كَانَ مَصْدُوقًا عَلَيْك , وَطُوبَى لَك إنْ كَانَ مَكْذُوبًا عَلَيْك)) اهـ.

أيقال عن عمر رضي الله عنه هذا الكلام، وهو الذي أقام الحد على ولده وفلذة كبده عبد الرحمن في شرب الخمر بعد أن كان عمرو بن العاص ضربه الحد سرًّا!! فبعث إليه عمر وزجره وطلب منه أن يبعثه إليه فبعثه وضربه عمر الحد ثانية أمام الناس (صحح القصة ابن حجر في الإصابة 3/ 72).

ثم لماذا هذا الإصرار والمعاناة يا إبراهيم من أجل أن تثبت أن الصحابي الجيل قد زنا، ما هو الدافع "الجميل" الذي يدفعك لبذل كل هذا الجهد المبني على نصب ودجل وأكاذيب، هل رجل مثل المغيرة فيه كل هذا الفضل والجهاد والعطاء للإسلام، لم تعرف من تاريخه إلا أنه اشتبه في أنه جامع امرأة أخرى، هل هذا هو قلب مؤمن يرعى حرمة أخيه فضلا عن صحابة رسول الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير