تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن المناسب هنا أن نذكر أن هذا الكلام المريض الذي يقوله إبراهيم عيسى هو بعينه كلام مشايخه ومرجعياته الشيعة فما من موضع ينتقصون فيه عمر إلا ويوردون هذه الأكذوبة المفضوحة على عمر راجع من كتبهم: ((تلخيص الشافي للطوسي ص 437، 438، ومنهاج الكرامة للحلي ص 137، ومؤتمر علماء بغداد لمقاتل بن عطية ص 71، 72، والصراط المستقيم للبياضي 3/ 14، وعقائد الإمامية للزنجاني 3/ 31)، كما أن هذا الذي قاله هو نفس ما نشره "صبيه" أحمد فكري في ملحق الغد الشهير، عندما أتى على ذكر المغيرة بن شعبه وعمر بن الخطاب رضوان الله عليهم، ويمكن للقارئ أن يراجع النص هناك حتى لا نطيل عليه.

2ـ ويلاحظ أن المغيرة كان واليا على البصرة وليس الكوفة ـ كما ذكر هذا المتعالم ـ ثم إن عمر نقله من ولاية البصرة إلى ولاية الكوفة؛ لأن هذا هو الأفضل له ولئلا يشوش ما حدث عليه وعلى الرعية فكان ماذا؟! ثم إن عمر بن الخطاب جلد الثلاثَةَ , وَكَانَ هذا بِمَحْضَرٍ مِن الصَّحَابة ـ ومنهم علي رضي الله عنه, وَلَمْ يُنْكِر عَليهِ أَحَدٌ. فصار هذا إجماعًا منهم فماذا يقول المفتري الكذاب، ولو لم يفعل عمر ذلك ـ رضي الله عنه ـ لكان آثما، لأن هذا نص القرآن المحكم " والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون "، والحقيقة أن مثل إبراهيم عيسى يستحق أن يقام عليه نفس الحد، حد القذف، وأن يجلد في ميدان عام ثمانين جلدة، ولا تقبل له شهادة أبدا، بنص القرآن.

3ـ أما قوله أن أبا بكرة تراجع عن الشهادة فهذا كلام غير صحيح بالمرة فالأربعة هم: أبو بكرة وأخَوَاهُ نَافِعٌ وَزِيَادٌ وَشِبْلُ بْنُ مَعْبَدٍ الْبَجَلِيُّ. والذي نفى التهمة هو زياد وليس أبا بكرة وقد حُدَّ الثلاثة ولم يُحَدّ زياد!! قال البخاري في صحيحه (2/ 936) - باب شهادة القاذف والسارق والزاني وقول الله تعالى {ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون .. }: ((وجلد عمر أبا بكرة وشبل بن معبد ونافعا بقذف المغيرة ثم استتابهم وقال من تاب قبلت شهادته)).

رابعا: وأما قوله عن المغيرة رضي الله عنه أنه: ((رجل ذكي قرر أنه لا خير من بيع الأمة كلها مقابل أن يظل في مكانه في مقعده في سلطته ولتذهب الأمة إلى الجحيم)) اهـ

فالجواب: أن هذه بذاءة من لم يتأدب بأدب الإسلام، ولا يعرف لمسلم حرمة، ناهيك عن أن يعرف حرمة صحابي جليل ممن بايعوا تحت الشجرة وفتح الله به البلاد وفقد عينه في الجهاد، هذه أحقاد أسياده ومراجعه الشيعة على أصحاب النبي، وهذا هو تراثهم البغيض وحقدهم الدفين والظاهر، وينقلها الشيعي المتطرف عنهم إلى القارئ المصري بكل وقاحة واستهتار، وانظر على سبيل المثال مصادر إبراهيم عيسى في هذا الموضوع: فوصفوه بأنه: ((أكبر مجرم في التاريخ)) (أضواء على خطوط محب الدين ص 43)، ووصفوه بأنه: ((من الذين اشتهرت فسوقهم وأكاذيبهم وتعديهم الحقوق وتضييعهم الحقوق)) (نفحات اللاهوت للكركي ص)، وأنه: ((من رؤوس الضلال في هذه الأمة)) (شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 20/ 15)، وأنه: ((هامان هذه الأمة)) (الإيضاح للفضل بن شاذان ص 32) ولكن هيهات لهؤلاء الأفاقون من أن ينالوا من رجل أثبت الله في قرآنه أنه رضي عنه وعلم بعلمه القدسي ما في قلوبهم من الخير والحب لدين الحق " لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً " الآية.

خامسا: ومع أن المغيرة كان من الصحابة الذين اعتزلوا الفتنة فلم يقاتل إلى جنب علي ولا إلى جانب معاوية (الاستيعاب لابن عبد البر 3/ 390 والكامل لابن الأثير 3/ 408 , والإصابة لابن حجر 3/ 453) نرى إبراهيم عيسى ينقل أكاذيب الشيعة المغرضين ليجعله متآمرا مع " معاوية " على " علي " رضي الله عنه. ولا تعجب فهم يصفون المغيرة بأنه ((كان من أعداء آل محمد)) ((الكشكول لحيدر الآملي ص 160). وأنه ((من أقسى الناس قلبا على أهل البيت)) (السقيفة لسليم بن قيس ص 85).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير