تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(وبَيِّنوا فضل أبي الحسن واعرفوا إنصافه، واسمعوا وصفه لأحمد بالفضل واعترافه، لتعلموا أنهما كانا في الاعتقاد متفقين، وفي أصول الدين ومذهب السنة غير مفترقين، ولم تزل الحنابلة في بغداد في قديم الدهر على ممر الأوقات يعتقدون بالأشعرية ... ).

وممن قام بالرد القاضي عبد الملك بن عيسى بن درباس في رسالته في الذب عن أبي الحسن حيث قال:

(قد نص فيه – أي الإبانة – على أنه ديانته التي يدين الله سبحانه بها، و روى وأثبت ديانة الصحابة والتابعين وأئمة الحديث الماضين وقول أحمد بن حنبل رضي الله عنهم أجمعين ... فإلى ماذا يرجع تراه؟ يرجع عن كتاب الله وسنة نبي الله، خلاف ما كان عليه الصحابة والتابعون وأئمة الحديث الماضين؟ ... هذا مما لا يتوهمه منصف، ولا يزعمه إلا مكابر مسرف، ويكفيه معرفته بنفسه أنه على غير شيء.).

(ولقد عرضها بعض أصحابنا على عظيم من عظماء الجهمية المنتمين افتراء إلى أبي الحسن الأشعري ببيت المقدس فأنكرها وجحدها، وقال: ماسمعنا بها قط، ولا هي من تصنيفه، واجتهد آخر في إعمال رويته ليزيل الشبهة بفطنته فقال بعد تحريك لحيته: لعله ألفها لما كان حشوياً. فما دريت من أي أمريه أعجب، أمن جهله بالكتاب مع شهرته ... أو من جهله بحال شيخه الذي يفتري عليه بانتمائه إليه ... فإذا كانوا بحال من ينتمون إليه بهذه المثابة يكونون بحال السلف الماضين وأئمة الدين من الصحابة والتابعين و أعلام الفقهاء والمحدثين , وهم لا يلوون على كتبهم ولاينظرون في آثارهم , وهم والله بذلك أجهل وأجهل ... ).

ثالثاً: من باب وشهد شاهد من أهلها نذكر شيئاًَ من تعليقات الكوثري على تبيين كذب المفتري، وهو من هو في تعصبه لمذهب الخلف – الأعلم و الأحكم!! – وحطه على السلف ومذهبهم – الأسلم مع قلة علمه وحكمته!!! – فمن ذلك:

• تعليقه على قول ابن عساكر: ومن وقف على كتابه المسمى "بالإبانة " ... فقال الكوثري: (وأراد بها – أي الإبانة – انتشال المتورطين في أوحال التشبيه من الرواة، والتدرج بهم إلى مستوى الاعتقاد الصحيح) فهو يشير هنا إلى كونه ألفها كمرحلة متوسطة بين تشبيه الرواة! والاعتقاد الصحيح!! فرواة الأحاديث عنده مشبهة مجسمة، فلله الأمر من قبل ومن بعد، وتحضرني مقالة أحد إخواننا الأشاعرة حيث طالب بذكر من أثنى على الشيخ محمد بن عبد الوهاب من تلاميذ تلاميذ النووي أو تلاميذ تلاميذ ابن حجر لأن السند ليس سند تلق فقط بل وفهم أيضا, فكل واحد في السند ينقل الفهم عن شيخه إلى شيخه ... إلخ , فمن أين جاء الرواة بالتشبيه يا ترى؟ اللهم إنا نبرأ إليك من هذا الطعن فيمن نقلوا لنا ديننا.

• تعليقه على ترجمة البربهاري حيث أعقبه بقوله ( ... ثم دخل بغداد – أي الأشعري رحمه الله - وسعى بكل حكمة أن يتدرج بمتقشفة الحشوية إلى معتقد السنة بكتاب الإبانة الذي ألفه أول ما دخل بغداد، وليس هو آخر مؤلفاته كما يلهج به متأخروا الحشوية ... ) فهل من يعتقد بما جاء في الإبانة يكون حشويا؟ وهل يليق بأبي الحسن أن يؤلف كتاباً يلهج به متأخروا الحشوية؟ وأيهما نصدق، الكوثري في تعليقه الأول حيث يشير من طرف خفي إلى أن الإمام رحمه الله لم يكن يعتقد ما فيها – ضاربا بكلام ابن عساكر وغيره من الأئمة عرض الحائط – أم الكوثري في تعليقه الثاني حيث يشير إلى أن الإمام رحمه الله قد رجع عما في الإبانة من كلام الحشوية! – ضاربا بكلام ابن عساكر وغيره من الأئمة عرض الحائط مرة أخرى – هل من منصف يجيبنا؟

والآن نشرع بإذن الله في المقصود وهو ذكر مقتطفات من عقيدة الإمام أبي الحسن الأشعري رحمه الله في الإبانة

الباب الثاني

في إبانة قول أهل الحق والسنة

( ... وديانتنا التي ندين بها: التمسك بكتاب ربنا عز وجل، وبسنة نبينا صلى الله عليه و آله وسلم، وما روي عن الصحابة والتابعين و أئمة الحديث، ونحن بذلك معتصمون. وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن حنبل نضر الله وجهه، ورفع درجته وأجزل مثوبته قائلون، ولمن خالف قوله مجانبون ... ) ثم قال (وجملة قولنا: ...

6 - و أن الله استوى على عرشه كما قال: {الرحمن على العرش استوى}

7 - و أن له وجهاً بلا كيف كما قال {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير