تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال ابن جرير الطبري في تفسير الآية بعد أن ذكر الاختلاف في صفة الاستهزاء: ((والصواب في ذلك من القول والتأويل عندنا: أنَّ معنى الاستهزاء في كلام العرب: إظهار المستهزِيء للمستَهْزَأ به من القول والفعل ما يرضيه ظاهراً، وهو بذلك من قِيِله وفعلِه به مورثه مساءة باطناً، وكذلك معنى الخداع والسخرية والمكر 000)).

ثم قال: ((وأما الذين زعموا أنَّ قول الله تعالى ذكره ?اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ? إنما هو على وجه الجواب، وأنه لم يكن من الله استهزاء ولا مكر ولا خديعة؛ فنافون عن الله عَزَّ وجَلَّ ما قد أثبته الله عَزَّ وجَلَّ لنفسه وأوجبه لها، وسواءٌ قال قائل: لم يكن من الله جل ذكره استهزاء ولا مكر ولا خديعة ولا سخرية بمن أخبر أنه يستهزئ ويسخر ويمكر به، أو قال: لم يخسف الله بمن أخبر أنه خسف به من الأمم ولم يغرق من أخبر أنه أغرقه منهم.

ويقال لقائل ذلك: إنَّ الله جل ثناؤه أخبرنا أنه مكر بقوم مضوا قبلنا لم نرهم، وأخبرنا عن آخرين أنه خسف بهم، وعن آخرين أنه أغرقهم، فصدقنا الله تعالى فيما ذكره فيما أخبرنا به من ذلك، ولم نفرق بين شيء منه؛ فما برهانك على تفريقك ما فرقت بينه بزعمك أنه قد أغرق وخسف بمن أخبر أنه أغرقه وخسف به، ولم يمكر بمن أخبر أنه قد مكر به؟!)) اهـ.

صفة العجب

قال ابن جرير في ((التفسير)): ((قوله: ?بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ?؛ اختلفت القرَّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرَّاء الكوفة: ?بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ?؛ بضم التاء من ?عَجِبْتَ?؛ بمعنى: بل عظم عندي وكبر اتخاذهم لي شريكاً وتكذيبهم تَنْزيلي وهم يسخرون، وقرأ ذلك عامة قرَّاء المدينة والبصرة وبعض قرَّاء الكوفة ?عَجِبْتَ?؛ بفتح التاء؛ بمعنى: بل عجبت أنت يا محمد ويسخرون من هذا القرآن.

والصواب من القول في ذلك أن يقال: إنهما قراءتان مشهورتان في قرَّاء الأمصار، فبأيتهما قرأ القاريء؛ فمصيب.

فإن قال قائل: وكيف يكون مصيباً القاريء بهما مع اختلاف معنييهما؟! قيل: إنهما وإن اختلف معنياهما؛ فكلّ واحد من معنييه صحيح، قد عجب محمد مما أعطاه الله من الفضل، وسخر منه أهل الشرك بالله، وقد عجِب ربنا من عظيم ما قاله المشركون في الله، وسَخِر المشركونَ مما قالوه)) اهـ

و راجع اخي الكريم كتاب: صِفَاتُ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْوَارِدَةُ فِي الْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ للشيخ علوي بن عبد القادر السقاف , ففيه فوائد جمة

تجده في مكتبة: مشكاة , صيد الفوائد

ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[27 - 10 - 06, 03:06 ص]ـ

أعينوا أبا زكريا، فهو أهل أن يعان ..

أرجو أن تجمع لنا ما جمعته في ملف ورد، وفقك ربي لما يحب ويرضى

ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[27 - 10 - 06, 03:38 ص]ـ

ثم قال: ((وأما الذين زعموا أنَّ قول الله تعالى ذكره ?اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ? إنما هو على وجه الجواب، وأنه لم يكن من الله استهزاء ولا مكر ولا خديعة؛ فنافون عن الله عَزَّ وجَلَّ ما قد أثبته الله عَزَّ وجَلَّ لنفسه وأوجبه لها، وسواءٌ قال قائل: لم يكن من الله جل ذكره استهزاء ولا مكر ولا خديعة ولا سخرية بمن أخبر أنه يستهزئ ويسخر ويمكر به، أو قال: لم يخسف الله بمن أخبر أنه خسف به من الأمم ولم يغرق من أخبر أنه أغرقه منهم.

فنافون عن الله عَزَّ وجَلَّ ما قد أثبته الله عَزَّ وجَلَّ لنفسه وأوجبه لها،

مثل ذلك أريد

جزاك الله خيرا و بارك الله لك في علمك و جهدك

ـ[فيصل]ــــــــ[27 - 10 - 06, 02:08 م]ـ

ما طلبته بحر لا ساحل له وهذه بعض النصوص جمعتها أثناء مناظرة مع أحد الأشاعرة انقطع أثناءها أسأل الله له الهداية والتوفيق وحسن الختام انقلها لك مع جواب لبعض الشبه لعلك تستفيد منها وأعلم أن ما تركته أكثر مما جمعته من كلام السلف على ضعف الحال فالله المستعان وعليه التكلان، وهذه بعض المراجع المفيدة بخصوص هذه المسألة والتي تكلمت عن تأصيل نقض التفويض:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير