دعونا من الأساتذة الآن لأنهم بظني إما أنهم لا يعرفون مذهبهم أو أن كلامهم هنا نتيجة لما في المذهب من سماحية لان يكون هناك كلام في مقام "التعليم" وكلام في مقامات أخرى!!!
دعوني أضرب مثال واقعي وصريح لا يستطيعون عنه فكاكاً:
قال إمام الأئمة ابن خزيمة: (((باب ذكر إثبات وجه الله) الذي وصفه بالجلال والإكرام في قوله: (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)، ونفى عنه الهلاك إذا أهلك الله ما قد قضى عليه الهلاك مما قد خلقه الله للفناء لا للبقاء (جل ربنا) عن أن يهلك شيء منه مما هو من صفات ذاتة، قال الله (جل وعلا): (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام).
وقال: (كل شيء هالك إلا وجهه) وقال لنبيه: (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه).وقال: (ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله).
فأثبت الله لنفسه وجهاً بالجلال والإكرام، وحكم لوجهه بالبقاء، ونفى الهلاك عنه.
فنحن وجميع علمائنا من أهل الحجاز وتهامة واليمن، والعراق والشام ومصر، مذهبنا: أن نثبت لله ما أثبته الله لنفسه، نقر بذلك بألسنتنا، ونصدق ذلك بقلوبنا، من غير أن نشبه وجه خالقنا بوجه أحد من المخلوقين، عز ربنا عن أن يشبه المخلوقين، وجل ربنا عن مقالة المعطلين))
فبالله يا قاريء يا سني هل تجد في كلام هذا الإمام إلا الإثبات الصريح للوجه مع التنزيه!!؟
جواب كل سني متبع محب للسلف ((نعم))
ولكن هل يرضي كلام ابن خزيمه هذا أهل ذاك المذهب!!؟
طبعاً لا!!
يقول الكوثري معلقاً على كلام هذا الإمام: ((قول ابن خزيمة في الوجه مما لا يسطره من يعي ما يقول))
طيب لماذا هذا الطعن الشديد من الكوثري "المجرم الآثيم" -الذي يقاتل لنسبة التفويض للسلف- لو كان في كلام ابن خزيمه تفويض؟
لأنه يخالف أركان التفويض جميعها وهي ((نفي ظاهر اللفظ)) فلم يتكلم في نفي ظاهر اللفظ أبداً و ((عدم تعيين المعنى المراد)) وقد نقضه أيضاً."
" ... ذكر ** بأني "حاطب ليل" أجمع كل ما أظفر به ولا أميز بينه للظلام المخيم علي.ثم ذكر عن شيخ الإسلام الصابوني مستدلاً على ذلك قوله:
((وكذلك يقولون في جميع الصفات التي نزل بذكرها القرآن، ووردت بها الأخبار الصحاح من السمع والبصر والعين والوجه والعلم والقوة والقدرة، والعزة والعظمة والإرادة، والمشيئة والقول والكلام، والرضا والسخط والحياة، واليقظة والفرح والضحك وغرها من غير تشبيه لشيء من ذلك بصفات المربوبين المخلوقين، بل ينتهون فيها إلى ما قاله الله تعالى، وقاله رسوله صلى الله عليه وآله وسلم من غير زيادة عليه ولا إضافة إليه، ولا تكييف له ولا تشبيه، ولا تحريف ولا تبديل ولا تغيير، ولا إزالة للفظ الخبر عما تعرفه العرب، وتضعه عليه بتأويل منكر، ويجرونه على الظاهر، ويكلون علمه إلى الله تعالى، ويقرون بأن تأويله لا يعلمه إلا الله، كما أخبر الله عن الراسخين في العلم أنهم يقولونه في قوله تعالى: (والراسخون في العلم يقولون: آمنا به، كل من عند ربنا. وما يذكر إلا أولو الألباب) أ. هـ.
أقول: واضح جداً من سوق الإمام لصفات العلم والسمع والبصر مع الوجه والعين والرضا إثباته هذه الصفات على نسق واحد وإرادته عدم التفويض الأشعري المبتدع وأن قوله نكل علمه أي علم الكيفية.
لكن سؤال مباشر وصريح: ألست من بداية الموضوع وأنت تحاول أن تنفي ألفاظ الخبر عما تعرفه العرب وتضعه عليه؟ "
شبهة الاستدلال بكلام الحافظ الذهبي:
(( ... الحافظ الذهبي الذي لم يكن يوماً من الأيام منزهاً عندهم بل كما يقول الكوثري: ((من الحشوية)) وقالوا أنه سمي بالذهبي لذهاب عقله!! ونقل السبكي الصغير إجماع مشايخه عن النهى عن النظر فى كلامه وعدم اعتبار قوله!!
المهم الآن تجرأ ** ووصفه بالتفويض الأشعري والذي نقل الحافظ الذهبي الإجماع على نقيضه!! يقول الإمام الحافظ الذهبي: ((المتأخرون من أهل النظر قالوا مقالةً مُولَّدةً ما علمت أحداً سبقهم بها، قالوا: هذه الصفات تُمَر كما جاءت ولا تُأول مع اعتقاد أن ظاهرها غير مراد)) العلو ص 183
¥