شيخنا عبد الرحمن .. جزاك الله خيرًا على هذه الرسالة وعلى سرعة الرد، لأن الأخ الذي سئل من قبل هذا الأشعري سكت وما رد، ولما طرح علي السؤال سكت ثم أجبت إجابة قريبة مما ذكرتم ولكن لم تكن في مثل ما تفضلتم به. والله اسأل أن يبارك لك في علمك ومجهودك هو ولي ذلك والقادر عليه.
ـ[أحمد بن حماد]ــــــــ[27 - 10 - 06, 08:37 ص]ـ
أخي الكريم الأزهري
السؤال الذي طرحه ذاك المبتدع على الأخ هو في الحقيقة من أشهر المسالك التي يحتج بها المبتدعة ويكثرون منها في مناقشتهم لأهل السنة فيما يتعلق بنصوص الصفات، فإنهم يجعلونه كمقدمة لزعزعة السني عن قاعدته الكبرى في الأخذ بظاهر النصوص من الكتاب والسنة، لذا فإن الاعتناء بهذا الباب في غاية الأهمية لمن كان معنيا بمناقشة المبتدعة في مثل تلك المسائل، وقد جمع الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى جملة من النصوص التي يحتجون بها في كتابه (القواعد المثلى) الفصل الرابع، وبين رحمه الله تعالى رحمة واسعة الحق فيها، وقد شرحته الفاضلة كاملة الكواري شرحا قيما أسمته (المجلى في شرح القواعد المثلى) طبع في دار ابن حزم، وقد تكلم الأخوة والمشايخ في هذا المنتدى المبارك عن بعض النصوص التي لم يذكرها الشيخ رحمه الله تعالى كقول الله عز وجل (والسماء بنيناها بأيد) وقوله تعالى (يوم يكشف عن ساق) فلعلك أيضا تراجع ذلك.
وإليك بعضا من نصوص المبتدعة في بيان اعتنائهم واعتمادهم لهذا الأصل:
يقول أبو المعالي في ارشاده ص150 (ومما يجب الاعتناء به معارضة الحشوية بآيات يوافقوننا على تأويلها، حتى إذا سلكوا مسلك التأويل، عورضوا بذلك السبيل فيما فيه التنازع، فمما يعارضون به قوله تعالى (وهو معكم أينما كنتم) فإن راموا إجراء ذلك على الظاهر حلوا عقد اصرارهم في حمل الاستواء على العرض على الكون عليه، والتزموا فضائح لا يبوء بها عاقل، وإن حملوا قوله (وهو معكم أينما كنتم) وقوله (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم) على الاحاطة بالخفيات فقد سوغوا التأويل، وهذا القدر في ظواهر القرآن كاف))
وقال ابن الخطيب في أساس التقديس (التلبيس) ص79 (القسم الثاني من هذا الكتاب وهو في تأويل المتشابهات من الأخبار والآيات، والكلام فيه مرتب على مقدمة وفصول.
أما المقدمة: فهي في بيان أن جميع فرق الإسلام مقرون بأنه لابد من التأويل في بعض ظواهر القرآن والأخبار)
ثم ذكر جملة من النصوص كنصوص المعية والقرب وغير ذلك
وقال الجهمي العنيد عبد الله الحبشي في كتابه المقالات السنية (الجهمية) ص200 (فإن قالوا جميع ما ذكرتموه تأويل والتأويل ممنوع منه قلنا: قد أولتم قوله تعالى (وهو معكم أينما كنتم) وقوله تعالى (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم)) إلى آخر ما احتج به
وكلامهم في ذلك كثير، والله تعالى أعلم
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[27 - 10 - 06, 07:38 م]ـ
جزاك الله خيرًا أخي أحمد على إثراء الموضوع، وقد تبين لي كلامك بارك الله فيك
ـ[فيصل]ــــــــ[28 - 10 - 06, 03:46 ص]ـ
ويوجد على الشبكة كتاب "الآثار المروية في صفة المعية" للدكتورمحمد بن خليفة التميمي نقل فيه من الآثار السلفية والإجماعات الأثرية ما تقر به عين كل مؤمن فأظفر به