تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلنا وكذلك الأبعاض هي ما جاز مفارقتها وانفصالها وانفكاكها وذلك في حق الرب تعالى محال فليست أبعاضا ولا جوارح فمفارقة الصفات الإلهية للموصوف بها مستحيل مطلقا في النوعين والمخلوق يجوز أن تفارقه أعراضه وأبعاضه

فإن قلتم إن كان الوجه عين اليد وعين الساق والإصبع فهو محال وإن كان غيره لزم التمييز ويلزم التركيب

قلنا لكم وإن كان السمع هو عين البصر وهما نفس العلم وهي نفس الحياة والقدرة فهو محال وإن تميزت لزم التركيب فما هو جواب لكم فالجواب مشترك فإن قلتم نحن نعقل صفات ليست أعراضا تقوم بغير جسم متحيز وإن لم يكن لها نظير في الشاهد

قلنا لكم فاعقلوا صفات ليست بأبعاض تقوم بغير جسم وإن لم يكن له في الشاهد نظير ونحن لا ننكر الفرق بين النوعين في الجملة ولكن فرق غير نافع لكم في التفريق بين النوعين وأن أحدهما يستلزم التجسيم والتركيب والآخر لا يستلزمه ولما أخذ هذا الإلزام بحلوق الجهمية قالوا الباب كله عندنا واحد ونحن ننفي الجميع

فتبين أنه لا بد لكم من واحد من أمور ثلاثة إما هذا النفي العام والتعطيل المحض وإما أن تصفوا الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله ولا تتجاوزوا القرآن والحديث وتتبعوا في ذلك سبيل السلف الماضين الذين هم أعلم الأمة بهذا الشأن نفيا وإثباتا وأشد تعظيما لله وتنزيها له عما لا يليق بجلاله فإن المعاني المفهومة من الكتاب والسنة لا ترد بالشبهات فيكون ردها من باب تحريف الكلم عن مواضعه ولا يترك تدبرها ومعرفتها فيكون ذلك مشابهة للذين إذا ذكروا بآيات ربهم خروا عليها صما وعميانا ولا يقال هي ألفاظ لا تعقل معانيها ولا يعرف المراد منها فيكون ذلك مشابهة للذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني بل هي آيات بينات دالة على أشرف المعاني وأجلها قائمة حقائقها في صدور الذين أوتوا العلم والإيمان إثباتا بلا تشبيه وتنزيها بلا تعطيل كما قامت حقائق سائر صفات الكمال في قلوبهم كذلك فكان الباب عندهم بابا واحدا قد اطمأنت به قلوبهم وسكنت إليه نفوسهم فأنسوا من صفات كماله ونعوت جلاله بما استوحش منه الجاهلون المعطلون وسكنت قلوبهم إلى ما نفر منه الجاحدون وعلموا أن الصفات حكمها حكم الذات فكما أن ذاته سبحانه لا تشبه الذوات فصفاته لا تشبه الصفات فما جاءهم من الصفات عن المعصوم تلقوه بالقبول وقابلوه بالمعرفة والإيمان والإقرار لعلمهم بأنه صفة من لا شبيه لذاته ولا لصفاته قال الإمام أحمد إنما التشبيه أني قول يد كيد أو وجه كوجه فأما إثبات يد ليست كالأيدي ووجه ليس كالوجوه فهو كإثبات ذات ليست كالذوات وحياة ليست كغيرها من الحياة وسمع وبصر ليس كالأسماع والأبصار وليس إلا هذا المسلك أو مسلك التعطيل المحض أو التناقض الذي لا يثبت لصاحبه قدم في النفي ولا في الإثبات وبالله التوفيق.

وحقيقة الأمر أن كل طائفة تتأول ما يخالف نحلتها ومذهبها فالعيار على ما يتأول وما لا يتأول هو المذهب الذي ذهبت إليه والقواعد التي أصلتها فما وافقها أقروه ولم يتأولوه وما خالفها فإن أمكنهم دفعه وإلا تأولوه ولهذا لما أصلت الرافضة عداوة الصحابة ردوا كل ما جاء في فضائلهم والثناء عليهم أو تأولوه ولما أصلت الجهمية أن الله لا يتكلم ولا يكلم أحدا ولا يرى بالأبصار ولا هو فوق عرشه مبائن لخلقه ولا له صفة تقوم به أولوا كل ما خالف ما أصلوه.

ولما اصلت القدرية أن الله سبحانه لم يخلق أفعال عباده ولم يقدرها عليهم أولوا كل ما خالف أصولهم ولما أصلت المعتزلة القول بنفوذ الوعيد وأن من دخل النار لم يخرج منها أبدا أولوا كل ما خالف أصولهم.

ولما أصلت المرجئة أن الإيمان هو المعرفة وأنها لا تزيد ولا تنقص أولوا ما خالف أصولهم ..... )

ـ[المقدادي]ــــــــ[28 - 10 - 06, 01:19 م]ـ

قال الأخ الكريم المقدادي

(يقال لهم: و العلم والقدرة والحياة التي تثبتونها لله تعالى ليست من الصفات بل من الاعراض!)

وهذا غريب: من أين لك أن العلم والقدرة والحياة ليست من الصفات؟؟؟!!!

وأرجو أن تأتيني بجواب مباشر يحل الإشكال بعيدا عن الطريقة النقضية التي لا تحل من الإشكال شيئا.

بارك الله فيك وأكرمك.

أصل الإشكال ان من قالوا لك هذا متنطعون , لا يؤمنون بأن الله له صفات تليق بجلاله , فاليد و الوجه عندهم أعضاء!!! فإن جاز لهم هذا جاز لنا ان نحاججهم فيما يثبتونه من الصفات الاخرى كالعلم و القدرة و غيرها , و غير هذا المسلك في المحاججة لن يجدي معهم نفعا

علما بأنك لم تقل لنا من هؤلاء لان كل فرقة تُحاجج بما لديها من عقائد , و لا يجدي قولك لأخينا الفاضل فيصل: (لا عليك من الذين يقولون) , بل من الضروري معرفة عقيدة هؤلاء ليسهل كسرهم و الرد عليهم من صلب عقيدتهم

ـ[الطنجي]ــــــــ[28 - 10 - 06, 04:13 م]ـ

الأخ الكريم احمد الشمري: سؤالك خارج الموضوع، ثم إنني لم آت إلى هنا لأجيب، وإنما أتيت لأجاب وأستفيد.

بارك الله فيك على كل حال.

الأخ الكريم المقدادي: قلنا لك إننا نريد جوابا يحل الإشكال، فإن كان عندك فتفضل به، وإلا فجزاك الله خيرا.

الأخ الكريم أبو حازم:

حل الإشكال في قول الشيخ:

(الأبعاض هي ما جاز مفارقتها وانفصالها وانفكاكها وذلك في حق الرب تعالى محال فليست أبعاضا ولا جوارح فمفارقة الصفات الإلهية للموصوف بها مستحيل مطلقا في النوعين والمخلوق يجوز أن تفارقه أعراضه وأبعاضه).

وعليه: فلا يجب على أهل السنة أن يسموا يد الله تعالى عضوا وجارحة، وإن كانت في الإنسان عضوا وجارحة، لأن يد الإنسان يصدق عليها مفهوم العضو والجارحة، وهو المفارقة والانفكاك، وأما يد الله تعالى فلا يصدق عليها مفهوم العضو، لأنها لا تفارقه جل وعلا ولا تنفك عنه.

عن مثل هذا الجواب كنا نبحث يا إخوان.

جزاك الله خير الجزاء على الفائدة النفيسة.

إن كان ثمة مزيد، فبها ونعمت، وإلا فقد اكتفينا والحمد لله.

والسلام عليكم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير