تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو إبراهيم الحنبلي]ــــــــ[09 - 11 - 06, 04:57 ص]ـ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أمابعد:-

فهذه مسألة مهم معرفتها لطالب العلم ليعرف بذلك كلام أهل العلم ويفهمه على بابه فلا يلتبس عليه -لا سيما في باب الإيمان الذي يكثر فيه مزلة الأقدام-،وهذه المسألة هي الفرق بين الشيء المطلق كالإيمان المطلق ومطلق الشيء كمطلق الإيمان.

وخلاصة الكلام: أن مطلق الشيء:أصله أو أقل درجاته،وأن الشيء المطلق هو: الكامل.

وبعد هذا فإليك أخي القاريء هذه النقولات من كلام أهل العلم –رحمهم الله- لتتجلى لك هذه المسألة.

1 - قال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة في الفاسق الملي: ولايسلبون الفاسق الملي اسم الإيمان بالكلية ولا يخلدونه في النار كما تقول المعتزلة بل الفاسق يدخل في اسم الإيمان كما في قوله: (فتحرير رقبة مؤمنة) وقد لايدخل في اسم الإيمان المطلق كما في قوله تعالى: (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً) وقوله صلى الله عليه وسلم: "لايزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن" ونقول: هو مؤمن ناقص الإيمان أو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته فلا يعطى الاسم المطلق ولا يسلب مطلق الاسم. ا. هـ كلامه رحمه الله من الواسطية.

2 - وقال الشيخ العلامة عبد العزيز بن ناصر الرشيد-رحمه الله- شارحاً لما تقدم من كلام شيخ الإسلام: فالمنفي في هذا الحديث كمال الإيمان الواجب، فلا يطلق الإيمان على مثل أهل هذه الأعمال إلا مقيداً بالمعصية أو الفسوق فيقال: أو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، فيكون معه من الإيمان بقدر ما معه من الأعمال الباطنة والظاهرة، فيدخل في أهل الإيمان على سبيل إطلاق أهل الإيمان كما تقدم في قوله: (فتحرير رقبة مؤمنة)، وأما المؤمن الإيمان المطلق: الذي لايتقيد بمعصية ولا فسوق ونحو ذلك، فهو: الذي أتى بما يستطيعه من الواجبات مع تركه لجميع المحرمات، فهو الذي يطلق عليه اسم الإيمان من غير تقييد،فهذا هو الفرق بين مطلق الإيمان والإيمان المطلق، الثاني: هو الذي لا يصر صاحبه على ذنب، والأول: هو المصر على بعض الذنوب،فمطلق الإيمان هو وصف المسلم الذي معه أصل الإيمان الذي لا يتم الإسلام إلا به فلا يصح إلا به ... الخ كلامه رحمه الله. [التنبيهات السنية ص270].

3 - وقال الشيخ العالم الزاهد عبد العزيز بن محمد السلمان-رحمه الله-: الإيمان المطلق هو الذي لا يتقيد بمعصية ولا فسوق ولا نقص ونحو ذلك ويقال له: الإيمان الكامل وهو: الإتيان بالواجبات وترك المحرمات وأما مطلق الإيمان فهو ماكان معه ترك واجب أو فعل محرم. ا. هـ كلامه رحمه الله. [الكواشف الجلية ص668 - 669].

4 - وقال الشيخ العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين-رحمه الله-في شرحه للواسطية: فبين المؤلف أن الإيمان قد يراد به مطلق الإيمان وقد يراد به الإيمان المطلق، فإذا رأينا رجلاً: إذا ذكر الله لم يوجل قلبه، وإذا تليت عليه آياته لم يزدد إيماناً،فيصح أن نقول: إنه مؤمن، ويصح أن نقول: ليس بمؤمن؛فنقول: مؤمن أي: معه مطلق الإيمان يعني: أصله، وليس مؤمن أي: ليس معه الإيمان الكامل ا. هـ[ص584].

وقال أيضاً في صحيفة586: والفرق بين مطلق الشيء والشيء المطلق: أن الشيء المطلق هو الشيء الكامل،ومطلق الشيء يعني: أصل الشيء وإن كان ناقصاً ا. هـ كلامه رحمه الله.

5 - وقال شيخنا العلامة صالح بن فوزان الفوزان-حفظه الله وغفر له-في تعليقه على كلام شيخ الإسلام في الواسطية: (فلا يعطى الاسم المطلق) أي: اسم الإيمان الكامل (ولا يسلب مطلق الاسم) أي: الإيمان الناقص فيحكم عليه بالخروج من الإيمان كما تقوله المعتزلة والخوارج،فالإيمان المطلق هو الإيمان الكامل ومطلق الإيمان هو الإيمان الناقص. ا. هـ كلامه حفظه الله ونفعنا بعلومه. [شرح الواسطية ص138].

6 - وقال الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ-حفظه الله-: ومن المهم أن تعلم أن الشيء المطلق هو: الكامل فالإيمان المطلق هو: الإيمان الكامل والإسلام المطلق هوالإسلام الكامل و التوحيد المطلق هوالتوحيد الكامل والفلاح المطلق هو الفلاح الكامل،وأما مطلق الشيء فهو: أقل درجاته أو درجة من درجاته فمطلق الإيمان هو أقل درجاته ا. هـ كلامه حفظه الله. [التمهيد ص 101].

هذا ما تيسر جمعه،وأسأل الله الكريم أن يوفقنا للعلم النافع والعمل الصالح،وأن يسددنا في الأقوال والأعمال وأن يجنبنا فضولها

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[09 - 11 - 06, 05:47 م]ـ

خلاصة كل هذا وفي بعض ما ذكره الإخوة خطأ

الإيمان المطلق هو الإيمان الكامل وهو مرتبة من مراتب مطلق الإيمان خلاف ما قاله الاخ مصطفى حسان من أن مطلق الإيمان هو اقل الإيمان وأستغرب مما قاله الشيخ الفوزان والشيخ صالح.والصحيح قول الشيخ العثيمين رحمه الله إذ قال: مطلق الشيء يعني: أصل الشيء وإن كان ناقصاً

وتقريب هذا برسم دائرة كبيرة هي مطلق الإيمان ودائرة اصغر تمثل الإيمان المطلق داخل الدائرة الكبيرة فكل من معه الإيمان المطلق معه مطلق الإيمان لأن إثبات الأخص يستلزم إثبات الأعم. ولا عكس فقد يكون مع الرجل مطلق الإيمان ولا يكون معه الإيمان المطلق, والرسم يقرب التلازم بين المعنيين.

وهذه مسألة مهمة جدا كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير